جائزة نوبل للسلام هي واحدة من ست جوائز دولية سنوية تمنح من قبل مؤسسة نوبل السويدية والنرويجية تثميناً وتقديراً لإنجازات هامة في مجالات الفيزياء والكيمياء والطب (الفيزيولوجيا) والأدب والأقتصاد ومجالات السلام.

أسس الجائزة الصناعي السويدي ومخترع الديناميت، ألفريد نوبل، الذي أوصى منح الجوائز السنوية من ثروته الخاصة، ودون نصوص ذلك في وصيته التي وثّقها في "النادي السويدي - النرويجي" في تشرين الثاني 1895.

تم منح الجوائز لأول مرة في عام 1901، ما عدا جائزة الأقتصاد، التي قام البنك المركزي السويدي، الذي يحتفظ بثروة نوبل، بتأسيسها في عام 1968في ذكرى ألفريد نوبل، والتي على الرغم من عدم كونها جائزة أوصى بها نوبل، أصبحت بعد ذلك معروفة باسم جائزة نوبل في العلوم الاقتصادية.  

جوائز نوبل تعلن في كل عام في العاشر من تشرين الأول(أكتوبر) وتُمنح أو تُسلم في العاشر من كانون الأول/ ديسمبر(يوم وفاة نوبل) في العاصمة السويدية ستوكهولم من قبل ملك السويد. وهي تُعدُ عالمياً من أهم الجوائز المتاحة في مجالات الطب والفيزياء والكيمياء والاقتصاد والأدب.

للحصول على جائزة نوبل لابد من الترشيح أولا، ولا يتم الترشيح إلا لأشخاص على قيد الحياة. والجائزة عبارة عن شهادة وميدالية ذهبية ومبلغ مالي محترم,

أكثر الدول التي نالت جوائز نوبل هي:الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، فرنسا، السويد، اليابان، كندا، سويسرا، روسيا، هولندا، النمسا، إيطاليا، بولندا، وغيرها، على التوالي..

بالنسبة لجائزة نوبل للسلام ، تُمنح الجائزة للذين "قاموا بأكبر قدر أو أفضل عمل للتآخي بين الأمم، من أجل إلغاء أو تخفيض الجيوش الدائمة ومن أجل الحفاظ على السلام وتعزيزه"--حسب وصية نوبل.تسلم الجائزة  في مدينة أوسلو (عاصمة النرويج. كل عام، من قبل اللجنة النرويجية لجائزة نوبل،التي يعينها البرلمان النرويجي، وتقوم باختيار المترشحين للجائزة.   

الجائزة منحت لأول مرة في عام 1901.وتم منحها لغاية عام 2018 لـ 106  شحصية و24 منظمة دولية. وقد فازت 17 امرأة بجائزة نوبل للسلام، أكثر من أي جائزة نوبل أخرى. كما فازت بالجائزة شخصيتان فقط بأكثر من مرة.وفازت "اللجنة الدولية للصليب الأحمر" 3 مرات (أعوام 1917، 1944، 1963)، وفازت "المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين" مرتين أ(عوام 1954 و1981). وحجبت الجائزة 19 مرة، أكثر من أي جائزة نوبل أخرى.

ومع ان جائزة نوبل للسلام منحت غالبيتها لشخصيات ومنظمات دولية عن إستحقاق وجدارة لدورها في خدمة السلام والأمن الدوليين.لكن الجائزة منحت أيضاً، لللأسف، لشخصيات لا تستحقها، بل ومنها ما أتهمت بجرائم حرب، وذلك تحت تأثير اللولب الصهيوني والأدارة الأمريكية، فأساءت اللجنة التي منحتها لتأريخ الجائزة ولأهدافها.ولطخت سمعتها بالعار.ويعتبر (لي دوك ثو) الشخصية الوحيدة التي رفضت جائزة نوبل للسلام، الذي حصل عليها عام 1973 مناصفة مع هنري كسنجر،إحتجاجاً على عدم الالتزام الكامل باتفاقية باريس للسلام  المتعلقة بالسلام عقب حرب فيتنام.

ان لجنة جائزة نوبل للسلام ستقدم على إهانة جديدة ومهزلة جديدة في تأريخ الجائزة، وستوشحها بالعار، مرة أخرى، إذا منحت الجائزة لعام 2020 للرئيس الأمريكي الأرعن ترامب،الذي رشحه الصهاينة لدوره في إتفاق التطبيع المذل بين الأمارات والبحرين وإسرائيل. وبمنحه ستتجاهل اللجنة ان هذا الشخص يمثل أقل جدارة وإستحقاق، وهو الذي إشتهر بسياساته ومواقفه الرعناء دولياً ومحلياً. ونذكرها ببعضها:

أولآ- فقد إتسمت فترة حكم ترامب لحد الآن بتوتير العلاقات الدولية، وتهديد السلم والأمن الدوليين، وإستعادة أمريكا لدور" الشرطي الدولي"، وفرضها للعقوبات الأقتصادية الجائرة، وأرباكها العلاقات التجارية الدولية، التي أثرت نتائجها السلبية حتى على حلفاء أمريكا من الأوربيين.

ثانياً-إنتهك إدارة ترامب للإتفاقيات الدولية المتعلقة بمنع إنتشار الأسلحة النووية، ووقوفها المستهتر ضد قرار الأمم المتحدة حظر الأسلحة النووية، وضد قرارها الآخر- حظر أسلحة اليورانيوم.

ثالثاً- مواقف ترامب العدائية للبيئة، التي تمثلت بـ:

1-إنسحابه من إتفاق باريس للمناخ، وبذلك أصبحت دولته الوحيدة التي لا تشكل جزءًا من الاتفاق.

2-تجنبه المناقشات البيئية في قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الرابعة والأربعين التي عقدت في كندا، والخامسة والأربعين التي عقدت في فرنسا.

3- استبدلت إدارته خطة أوباما للطاقة النظيفة بقاعدة الطاقة النظيفة المعقولة التي لا تتسبب في الوصول إلى ذروة الانبعاثات.

4- في نيسان 2020، أصدر ترامب معايير جديدة لانبعاثات المركبات، والتي من المتوقع أن تؤدي إلى توليد مليار طن إضافي من ثاني أوكسيد الكربون، ما يزيد من الانبعاثات السنوية للولايات المتحدة بحوالي الخمس، بدلآ من تقليلها.

5-أعادت ادارته صياغة سياسات وكالة حماية البيئة لمكافحة التلوث - بما في ذلك المواد الكيميائية المعروفة  بأخطارها الصحية الخطيرة - التي تفيد صناعة المواد الكيميائية بشكل خاص.

6- ألغت إدارته قاعدة المياه النظيفة في أيلول 2019.

7- تراجع إدارته عن تنفيذ اللوائح البيئية، التي سينتج عنه أضرار جسيمة، وسيكلف على الأرجح أرواح أكثر من 80  ألف نسمة من سكان الولايات المتحدة كل 10 أعوام، كما سيؤدي إلى مشاكل في الجهاز التنفسي لأكثر من 1 مليون شخص.- وفقاً لبحث علمي صدر في عام 2018.

8- إجراء إدارته لتخفيضات كبيرة في التمويل، وتغييرات في تنفيذ قانون الأنواع المهددة بالانقراض.

9- تغيير إدارته طريقة تقييم الحكومة الفدرالية للمواد الكيميائية الخطرة التي قد تشكل خطرًا على صحة الإنسان، وذلك انسجامًا مع رغبات الصناعة الكيميائية.

10-في محاولة لرفع القيود التنظيمية واللوائح المتعلقة بصناعة النفط، والتعدين، والحفر، والزراعة، خفضت إدارته ميزانية "وكالة حماية البيئة " بنسبة 31%، ما سيؤدي إلى خفض المبادرات الرامية إلى حماية جودة المياه والهواء، الأمر الذي يحمل الولايات قدرًا كبيرًا من الجهد. ويخشى الناشطون في مجال حماية البيئة أن يؤدي هذا التخفيض إلى مشاكل صحية. ومن المتوقع أيضًا أن يؤدي خفض ميزانية وكالة حماية البيئة إلى خفض تنظيم أنشطة التصديع المائي، ما سيؤدي إلى تقليل الرقابة الفدرالية على مشروعات التنظيف في هذه المجالات.

11-ألغت إدارة ترامب كلًا من:

اللوائح التي تحد من سمية الزئبق والهواء المتولدة من محطات الطاقة.

اللوائح التي تحد من تلوث المياه من مصانع الفحم.

اللوائح التي تحد من استخدام المبيدات الحشرية المحتوية على الكلوربيريفوس.

اللوائج التي تحظر انبعاثات غاز الميثان من مدافن النفايات، وغيرها.

وقد أسفر كل ذلك عن إقامة دعاوى قضائية ضد إدارة ترامب من مختلف الجماعات البيئية مثل صندوق الدفاع عن البيئة، ولجنة الدفاع عن الموارد الطبيعية.

رابعاً- للتغطية على فشل ستراتيجيته للحد من وباء كورونا عمد الى قطع التمويل المخصص لمنظمة الصحة العالمية في هذا الظرف الذي هي بأمس الحاجة لمواصلة البحث، بذريعة " إنحيازها" للصين..

خامساً-وعدا هذا،إتسمت فترة حكم ترامب أيضاً بمحاربة مواطنيه الأمريكيين، وإستخدام العنف المفرط ضدهم، وتجاهله شخصياً لقتل المواطن الأمريكي من أصول أفريقية جورج فلويد على يد ضابط شرطة في ولاية مينيسوتا،وتشجيعه علنا للشرطة الأمريكية بقمع المشاركين في الأحتجاجات الشعبية، وإعتقال أكثر من عشرة آلاف مواطن خلال إسبوع واحد من الاحتجاجات التي اندلعت تنديداً بجريمة قتل فلويد.

ليس هذا فقط، بل وتعبيراً عن عنصريته،إنتقد ترمب مراراً التعددية والتنوع في المجتمع الأمريكي.

ويذكر، ان مجلس النواب الأمريكي أحال ترامب على المحاكمة أمام مجلس الشيوخ بتهمتي استغلال السلطة وعرقلة عمل الكونغرس، ليصبح بذلك ثالث رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يواجه إجراء رسميا لعزله..

فأليس خزياً وعاراً ان تمنح جائزة نوبل للسلام لمثل هذا الرئيس الأرعن ؟!

عرض مقالات: