اقرأ كتيب  ( الحزب الشيوعي بين احتلالين ) للنصير الفقيد يوسف محمد طه .. تجرجرني تلك الايام ماثلـة .. ، تعصرني ،  تنغزني الذاكرة وهي التي مازالت ترافقني وتؤرقني دوما بذلك اليوم الاسود " يوم قيامة " ، "يوم محشـر" ،  مابين العصر والمغـرب ؛ مفرزتنا الجـديدة كانت للتو قـد انهت مهمتها الصباحية ، بصحبة الفقيد النصيرملازم فائـز ، بحراسة قمة سري رش المطلـة على ســيديكان والمقابلة لرقبة وادي حصاروسـت ولمراقبة التحركات الغير اعتيادية ، انسحبتْ نزولا في طريقها الى مقر السـرية ، لحظاتها ضاق الصدر لقرص الشمس المصفـر المحمـرالمغبـرالغامـق بقرصة البرد تلك ، كأنه يوم الثامن من شباط 1963الاسـود ، أو كانه يوم العاشر من عاشـوراء لمقتل الحسـين (ع) واهل بيته وحرق خيمهم في كربلاء ، احساس ينبأ عن خبرما ؛ مؤلم سيئ حزين ، سـاورت القلب الشكوك لتجمع حلقات الانصار بوجوههم الشـاحبة المتعبة المجهدة  بعيون محمرة وثياب متربة تـدل على انهم للتو قـد خرجوا من معـركة لئيمـة مؤلمـة ، تجمعت في رقبة الوادي ، حلقات حلقات .. أسـئلة عن أسماء وأسماء ، تطايرت للسمع أسماء رفاق ورفيقات.. بشتاشان .. قنـديل .. مفرزة .. استشهاد ، أستشهد الرفيق نزار ناجي .. محمد فؤاد .. تمت تصفية الرفيـق ..استشهدت الرفيقة عذيبي .. أستشهد..

 استشهد ابو تيسير .. من .. سمير صديق الغـربة ..  !؟ ، كيف حصل هـذا .. كيف ! ..

  بصباه كان يبيع الخبـزصنع أمه في السـوق لمساعدة عـائلته .. حلم ان يكون مهندسا زراعيا ليخدم وطنه ، كم كان يتفاخر بحضور محاضرات للـدكتور كاظم حبيب في الاقتصاد الزراعي في المستنصرية... كم احب الحزب والعراق وكردستان ! .. ، كم كان دقيقا لحضورالاجتماعات متأنقا بربطة العنق الحمـراء ... كم عشنا من السـنين سـوية ؛ أخوة اصدقاء ..

هل استلم شريط التسجيل (كاسيت)  لصوت طفله تيسير اوصتني به زوجته من عـدن لتوصيله اليه .

 اسـتشهد ملازم جـواد .. كيف ! ، كيف تم ذلك ..

  غاص في ضحكته المعروفة عند الصباح حينما تحسست المفرزة بعـد أستسلامها للنوم من كثرة التعب لطول المسير وتأخرالعبور والارهاق لطيلـة غوصها في مستنقع بارد تخفيا عن اغـارات طائرات الهوليكـوبترالمحلقة فوق الرؤوس ، وجدت نفسها بانها قـد نامت في فضلات زريبة الماعـز بقملها وقرادها وديـدانها وعقاربها بمغارة مزوية مرتفعة بالسماء في الجبل الابيض ؛ سـوف اقص هذا لامي وانها لا تتصور كيف لم انم على وسـادة مطرزة ..

 كيف هذا .. وقبل اسابيع كنا سـوية في ربية نتصدى للانـزال التركي في بهدينان .. انزلنا الدوشكا على الاكتاف بعـد ان حرن البغل رافضا التحميل مفضلا الانتحـار ،  شبعنا وبالجوع ضحكا ولم نحس بألم الثقل الـرهيـب .. سرنا وحدنا في ليل بارد سـاكن مقمـر .. عند بزوغ الفجر وصلنا للـوادي العميق حيث كان الرفاق القياديون بانتظار من تبقى من الانسحاب..

   ذلك اليوم وذلك الغروب الحزين ، بذلك النبأ الاليم بفقـدان زملاء ، اصدقاء ، رفـاق ؛ كان صاعقة احلت باذى نفسي طيلة السنين في كردستان ، خُدشت الـروح بفقـدان اعـز زميل ورفيق وصديق العمـر والذكريات .. اثرت على المزاج العام ، وثلم الخدشُ هذا بذلك الحلم الثـوري الذي عصف بجميع الرفاق والرفيقات من الشـتات للوطـن واهـز ببعض التوجهات والقناعات بالتوجه نحو الداخـل فيما بعـد ، امسيتُ كابتاً كاظماً كل شيئ  ليومنا هذا رغـم قسـاوة الايـام والاعـوام ولم اخل باي التـزام او أي من المهـام .. وكما يقال " الف عين لعين تكرمون "... وحقا ... لا يعلو حـبا على نجـوى الحـزب بعـد الله والوطـن .

  كان حسن الظن حسب التربية والنشأة ، وهذا الذي تربينا عليه هو؛ امامنا قوة المثل حقا ، بان الرفيق المسؤول هو النبي وجبرائيل المنزل ، وهو كذلك حقا ، ولكن توضح كل شيئ في كردستان من خلال المعايشة اليومية الـدقيقـة الطويلة ولسنين ، حيث ان الرفاق مثلـوا كل العراق بكل محافظاته واقضيته واطرافه وقومياته واقلياته وطوائفه واديانه .. يتمايزون بمستوى ودرجات الوعي والثقافة والتجربة الحياتية والحزبية والانحـدار والوسط والتعليم والتأهيل ، الا انهم ولا غبار ولا غمـزة ، على انهم رفاق مناضلين مضحـين بمسـتقبلهم وشـبابهم وانفسهم وحياتهم واهلهم وعوائلهم ، ناكري الذات من اجل الحزب والوطن . هذا مع العلم وعند الازمات  والظروف الصعبة تظهر المواقف المشرفة لاغلب الرفاق من القيادة والقاعـدة الحزبية في الحرص الشديد على الحزب ، وظهرت بعض الممارسات الخاطئة هنا وهناك ، مع هذا وبظل هذه الظروف القاسية بقى الحزب حيا لم يمت لوجود هذا الجمع الجميل الرائع من الرفاق الحريصين" الذين حملوا الجبل وروه "  كل حسب تحمله وصبره .

  لقد تحمل الحـزب ما يفـوق كل التصورات من عذابات وصعوبات من اجل لملمة جسـده ورفاقه وانتهاج الكفاح المسلح بعد 1978، هذا لم يتأت الا بالجهـد والنضال ، وبالعزيمة والاصرار والتضحيات الجسـام لرفاق بمختلف المستويات ومنهم القيادين في الحـزب في المقام الاول ..

   اليست الشهادة هي قمة الوعي ونكران الذات ! ... من اين اتت وكيف تسلح واقتنع هؤلاء الرفاق والرفيقات الشباب بالشهادة وتشربوا بها ! ،.. ايوجد هكذا حـزب في العالم بهذا المستوى من التضحيات ونكران الذات ! . من اين اتت هذه الشجاعة والقوة والصلابة والبسالة للموقف في وجه الظلم والاستبداد والقمع الدموي والدكتاتورية والفاشية والهمجية !. أنزلت هذه القناعة من السماء ... اليست هي مكتسبة من قوة المثل والمواقف والاخلاق والتضحيات وعموم سياسة الحزب من الـرواد الاوائل ؛ فهـد وزكي بسيم والشبيبي وسلام عادل والحيدري والعبلي والعاني وابو العيس والآلاف الالاف من الشهداء والشهيدات ومن الرفاق القياديين في الحزب ومكتبها السياسي ولجنته المركزية ومنظمات الحزب في المدينة والريف تباعا منذ التأسيس وعلى مـدار تاريخ الحزب ولوقتنا الحاضر .

  ومن جانب الصراحة وليس من جانب التبرير ، تبين بانه ليس كل اعضاء الحزب هم بانبياء مرسـلين او بائمة معصـومين .. اومن خريجي مـدارس الثورة الفرنسية والبلشفية والمدارس الحزبية ، خرجوا من هذا الواقع الشـرقي المتناقض المتخلف الفقير والجميع يحـبو الى التغيير ولتحسين الواقع الاقتصادي السياسي الاجتماعي .. من بيئة ريفية مهيمنة بها العلاقات الاقطاعية والاعراف والتقاليد والعادات الاجتماعية وقيود الطائفة والدين ، قـد تكون هنالك البعض من السلبيات والنواقص والتناقض ومقياسـه وميزانـه الوعي الاجتماعي والسياسي والثقافة الثـورية، او لم تكتمل ، في ظل ظروف صعبة بالغة التعقيـد عاشها الحزب .

  تخرج الاوائل من الرفاق وتخرجت الاجيال المتعاقبة من نفس عباءة الحزب وعاشت حياة مضطربة غير مستقرة في العمل السـري ؛ حياة اعتقـالات وسـجون وتصفيات جسـدية واعـدامات. حيث تنفس الشـيوعيون الصعداء بعض الشيئ في فترة الجمهـورية ، بتحسن الواقع المعاشي وبمد وجزر ومما قـدر الله لهم من القراءة والثقافة السـياسة ، ولم يـدم هذا العهد الذهبي للعراقيين عمـوما ، حيث تكالبت كل القوى الرجعية والقومية وعصابات الحرس القومي السيئة الصيت والبعث على اجهاض ثورة تموز 1958ومنجزاتها واعـدام الزعيم عبد الكريم ورفاقه الابطال بانقلاب 1963 الدموي واعـدام اعضاء قيادة الحزب وسـكرتيـره البطل سـلام عادل ورفاقه ، هـذه هي الضربة الموجعـة الثانية للحزب بعد الضربة الاولى في 1949 باعدام مؤسسه فهـد ورفاقه الميامين .

  واقترانا بحجم المعاناة والارهاب الدموي وممارسات الحرس القومي بحق رفاق ورفيقات الحزب في مقراتهم والسجون ، وانشقاق القيادة المركزية . وبقـوة المثل من قيادة الحزب ازداد الوعي السياسي لدى من انضم لصفوف الحـزب لاحقا .

 وبعد انقلاب 1968 ومجيئ البعث واستغلال الزيادة لعـوائد النفط في بعض المنجـزات والانفتاح نحو الاتحاد السوفياتي وقيام الجبهة الوطنية ، اسـتطاع الحزب بفضل سياسته وسمعته  والتصاقه بهموم الشعب ان يضمـد بعضا من جـراحاته ويزيـد من كسبه الحزبي . الا ان تسلط صدام لحـزب البعث والسلطة وبسياسته الدكتاتورية والدموية انفـرط عقد الجبهة في 1978 واقدم على انهاء وجود الحزب الشـيوعي ليتفـرد من دون اية معارضة او معارض ، وادخل البلاد في حروب هوجاء وحصار اقتصادي ، وهذه الضربة الموجعة والتي قـدم الحزب فيها اغلى التضحيات الجسام وتغيب واستشهد الكثير من اعضائه واصدقائه ومـؤازريه في السجون والمعتقلات والمقابر الجماعية ومنهم بدون قبـوراو بدون تسليم الجثث لاهلهم ولذويهم ، واضطر رفاق الحزب في التخفي او الصعود الى كردستان او مغادرة الوطن الى المنافي القريبة والبعيدة والهجرة .. وتدرب بعض الرفاق في دورات تدريبية عسـكرية في المنظمات الفلسطينية وفي اليمن الديمقراطية ، ومن ثم تعبئة وتجميع ولملمـة الرفاق من دول الشتات والغربة والتوجه الى كردستان وحمل السلاح اوالتوجه الى الداخل ، وتأتى كل هذا العمل الصعب والشاق وبجهود مضنية  من قبل قيادة الحزب الحريصة .

  وفي اطـار اوضاع الغربة والمعايشات فيها ، هنالك اشارة الى ان البعض من الرفاق قد حمل من هذه المنظمات الصديقة ومنظمات الخارج بعضا من السلبيات والممارسـات وانعكاسها في العمل الحزبي في كردسـتان مثل الارتياحات والمناطقيات من لدى بعض الرفاق مما تركت تأثيرا سـلبيا في خطأ التقييم الرفاقي للبعض الاخر ، وللاسف الشديد ذهب البعض وتجمع من حوله على نفس الشاكلة باتهام الرفاق بنعـوت واستهزاء وتسميات ( برجوازي ، من الخارج ، غير شـجاع لايعرف شـد الكرتان ..الخ من النعـوت والتعـليقات ) والتى لاتمت بصلة باسم كلمة الرفقة والرفيق والتضحية التى تربت عليها أجيـال الخمسينيات والستينيات وحتى السبعينيات من الرفاق .

   على ذكر حالات الشـجاعة ؛ رصدها الـروائي الروسي ليف تولسـتوي ( 1828 – 1910) في قصـة ( غـارة ) والتي تجري احداثها عن الحرب في القفقاس ، حيث اشـار؛ بان هنالك اشخاصاً شـجاعتهم ليست حقيقية ، بل تظاهـرية نابعة من الغرور والطمع والرغبة في كسب الحظوة ، وغير ذلك من (الصفات الوضيعة) ، بينما هنالك اناس غير قلـيلين يمتلكون الشجاعة الحقيقية النابعة من صفات مختلفة تماما ، أهـلا للاحترام الرفيع .

   ان بعضا من هذه التصرفات تركت اثرها على البعض ، والبعض الاخر من الرفاق امتصها بوعيه وكظمها وتركها للزمن كفيل بها ، تقديرا لوضع الحزب والظرف الصعب الاستثنائي الذي يمر به . مرالعـمر ومرت الاعوام ، غربة وعـوز ومهجر وعـدم اسـتقرار، وزكت الحياة ببعض الرفاق الذين اصابهم الحيف والضيم والتجني ومنهم لازال ذلك الملتصق بحزبه حباً ووفـاءاً وفــداءا له بالروح . رغم المعاناة هذه .. فالحرص على الحزب هو الهاجس نفسـه لدى رفاق الحزب كافة بجميع مستوياتهم في القواطع في كردسـتان وبتلك الظروف الصعبة والمؤلمة الخارجة عن ارادة الحـزب .

اي حزب مجيـد هذا ...

   في المقـدمة ومفرداتها هذه والتي لازالت تتنقل معي في كل حين ، وفي دواخلي تتأجج  بحلول ذكرى التأسيس المجـيدة .. ذُكرتْ تلك .. هي الحزة في القلب ولن تنسى ... ولكن الحـزب هو القلـب والاخ والاب ، خرجنا من معطفـه وخلقـه وتربيته ، فليس من اليسر والعـدل والانصاف القساوة والجلـد على قيادته من الرفاق فهم بشـر افنـوا حياتهم وشبابهم وقـدمـوا ما اسـتطاعـوا من تضحياتهم الجسام من الاعدامات والتصفيات الجسدية وفي السجون والمعتقلات والمنافي ، من اجل ان ترفع راية الحزب خفـاقـة في سـبيل تحقيق شـعاراته الوطنية .

   النصـيرالفقيـد يوسف محمد طه وهوالعزيز اخاً للزميل الجميل د. ميثم الجنابي الذي لقبته حين التقيتـه اول مرة  ب " بوشـكين " والذي تشرفت به بحضورمحاضـراته في الفـلسـفة مع  د. نمير العاني من خلال دورات تثقيفيـة في عـدن ، اشــارات الفقـيد يوسف ولروحه الرحمة والمغفرة والسلام ، وعلى ما اعتقـد ؛ اختلطت بألم وحرقـة وحسرة ومرارة وحزن وحزة في القلب وجلـد النفس وقساوة وبعضا من التجني على قيادة الحزب .. وبنفس الوقت هي من شـدة ذلك الحرص على الحزب الذي تربى عليه الرفاق مزقتـه الظروف .

 وكلام الحق ؛ لقد قدمت قيادة الحزب بكل حرص وبتضحيات جسام ما استطاعت تقديمه للحزب بالتطبيق والعمل وبظل كل ظروفه الذاتية والموضوعية المتعاقبة  ؛ يكفي ان نقول بان الشجاعة المكتسبة من قـوة المثل هذه ؛ وتكفي الاشـارة فقط لشـجاعة بناته ورفيقاته ؛ شجاعة عايـدة ياسين ، ام سرباز، تغريد البيرالخوري ، تماضر يوسف متي ، نادية كوركيس ، اعتماد الراضي ، عميدة عذيبي ، اكرام السـعدون ، سـامية الخميسي ، شـذى البراك ، ابتسام الالوسي، خيرية الصراف ، رضية السعداوي ، رسمية جبر، سـحر واختها انسـام امين منشــد ، سـعدية الوائلي ، جميلة محمد شلال واختها وصال وغـيرهـن واستشهادهـن وصمودهـن واسـتبسالهـن البطولي هي انـواط فخـر وشـجاعة للحزب .

اي حـزب مجيـد هذا واية شـجاعة هـذه ! .

 واللي يمشي بطريقنا شيشوف يابوعلي ...

  وما بعـد .. وما آلت اليه الاوضاع في الوطن بعد الاحتلال من تدخلات دولية واقليمية.. وتسلط الاحزاب والكتل السياسية الطائفية وفسادها وفشل سياساتها في ايجاد مخرج لازمات البلد على كافة الاصعـدة على طيلة السبعة عشر عاما المنصرمة ؛ حيث ثلمت الامال والاحلام بالغد المشرق ، والتضحيات الجسام التى قدمها رفاق ورفيقات الحزب واستشهاد خيرة بنات وابناء العراق واخـرها تجـربة الانصار واحـداث بشتاشان ، وخسارة مستقبلهم ومستقبل عوائلهم وحياتهم وشـتاتهم في دول المنفى والمهـجـر واللجوء حملوا احزانهم واحـزان الوطـن عبر الحـدود ، واخرون غـرباء في الوطن حيث لم يمتلك البعض منهم وهو في العقـد الاخير من عمره مأوى او صفيحة (جينكـو) فـوق رأسـه في وطنه الذي افــداه بشبابه وبعمره ومسـتقبله ، او من قـد فاته القطـار وبقى بـدون زواج وعائلـة او اطفال ، قدم الخدمـة العسكرية الالـزامية وخـدمة البيشمركة الانصار للحزب وللوطن ولسنين طويلة بدون ضمان اجتماعي ، او مغتـربا في شـيخوخته ومهجـره ، ومنهم من بألم رحل بدون ذلك الامل ، والخوف من المجهـول مقارنة من تسلط النكرات الطارئين على السلطة والسـطوة والمال باسم الدين وفسـاد النخب والكتل السياسية ومليشياتها المتلبسة بالطائفية والهمجية والانحطاط من انـذال ورعاع ولصوص وروزخـونيـة متخلفـة منذ 2003 ، الامر الذي يتطلب في هذا الزمـن الصعب اللئيم الاليم الذي يئن الشعب فيه من مرارة العيـش واستشراس قـوى الظـلام وحيتان الفساد وغياب الامن والامان ، وهاهي حشود الشباب المستمرة من كل المحافظات  ، تريد وطن وقد قدمت المئات من الشهداء وآلاف الجرحى في ساحات التظاهر والاعتصام امتدادا لمظاهرات سبقتها ، وعلى شرف التأسيس ؛ يتطلب من الشيوعيين كافـة باختلاف وجهات النـظـر ان تضمـد الجـراح والخـدوش مما مضى وان تقف وقفة الشـيوعيين الشهمة المشهودة المعهـودة وفـاءاً لدماء الشـهداء وايتامهم وعـوائلهم ووصيتهم والذين استشـهدوا في مختلف سـوح النضال ، والمزيد من تظافـر كل الجهـود والامكانيات الخيـرية المعطـائة من اجل صـيانة وتـدعـيم بيت الحـزب  ( حـزب فهـد وسـلام عـادل ) وقـوته ومكانتـه الحقيقيـة في النضال من اجل وطـن حـر وشـعب سـعيد  ...