من هزيع الليل وعنفوان الفجر وصرخة الضحى انبثق الحزب الشيوعي  العراقي من اعماق الشعب ومن اهات المحرومين وصرخات كادحي الشعب فكان حزبأ ليس ككل الاحزاب ينبوعا يرتوي منه كل ابناء الشعب يكافح الجلادين, ويقارع المستغلين وينبت نبتا على قارعة الطريق وليكون بيرقا يرفرف على هامات الرجال والنساء بلا استثناء ليبعث لهم الامل من جديد كلما برع المجرمون في اسكات صوته.

لكن هذا الصوت المدوي ظل يؤرق المجرمين في سباتهم ويقظتهم ويقض مضاجعهم في الليل والنهار يرسم على خارطة الوطن انه حزب لا يموت.

فكان التأسيس عام 1934 امتداداً لاضرابات الدوكيارد وتأسيس صحيفة (الصحيفة) ولجنة مكافحة الاستعمار والاستثمار, فكان هذا الوليد الجديد ايذانا بتجسيد نضال الطبقة العاملة وتوزيع اول منشور باسم عامل شيوعي وقعة الرفيق فهد .

فكان ميثاقاً وعهدا جديداً لنضالات الطبقة العاملة وكافة كادحي الشعب حزبأ يناضل من اجل شغيلة اليد والفكر تبني مطالبهم بتنظيم مكرس لخدمة ابنائه ومناضليه. فقد تأسس هذا الحزب الفولاذي الذي تكالبت عليه كل حثالات الطبقات البرجوازية الكبيرة ودعاة الرأسمالية ومنظروها من اجل اجتثاث على هذا الطود الشامخ ولكنه بقي شوكة في عيونهم الصدئة ولن يمل او يكل، يأخذ من مخزون الارادة الفكرية لهذا الشعب ومعينه الذي لا ينضب.

فكان لرفاقه الابطال السبق الاول في تعبئة الشعب والسير به الى امام بالسيرورة التي لا تفنى وديالكتيك ويشهد على أن الزمن في تطور مستمر. انه حزب من طراز جديد حزب العمل والامل كالمادة لا تفنى ولا تستحدث يعمل في غمار هذه الحياة من حدث الى حدث ومن واقعه الى اخرى ليحاكي شعباً سعى الاستعمار والرجعية ليكون في غيبوبة, لكن هذا الوعي المستمر بقي متأصلا ذا ديمومة يعمل برغم ما حصل له من نكبات مرورا بكونفرنساته ومؤتمراته العشر ظل شامخا كعرق نابت . في صومعة المجد لا يألو جهدا من اجل رفعة هذا الشعب يناضل كما الابطال في سوح الوغى من اجل الكلمة الضاربة والبرنامج الواضح والتنظيم المتين لن يركن للممارسة الفوضوية ولن يهادن المجرمين ولن يتخلف يومأ عن مسار الشعب.

ان هذا الحزب الذي آلى على نفسه ان يخوض غمار هذا النضال في معترك الحياة, لن يستجدي الحاكمين يومأ ولن يركن للخنوع برغم السجون والتعذيب والاعدام فكان جديرا بوثباته وانتفاضاته علما يرفرف في اعالي الجبال وثنايا الاهوار والسهول فجرب كل العهود التي مرت على العراق من دكتاتورية لعينة وطائفية ومحاصصة مقيتة بقي كما هو مع ركب الشعب ظل يقارع من اجل قيام دولة مدنية ديمقراطية وعدالة اجتماعية . واخيرا جاء تحالف سائرون عابرا للطائفية والفساد يطالب بالإصلاح والتغيير من اجل ان يبني وطنا لا يرتكن للصراعات يحمي ابناءه من ترهات واباطيل المتحذلقين ويبني دولة المؤسسات الديمقراطية برغم العثرات التي تعتور طريقه.

عرض مقالات: