استحالت (ساحة التحرير) فضاء مكانياً له مرموزيته القيمية العالية في وجدان العراقيين جميعاً. غير أن استمرار الانتفاضة الباسلة ، والمشاركة الجماهيرية المتزايدة فيها كل يوم ، وما يضاف إلى تعبيرها عن مسعاها الوطني الأساس من ممارسات شعبية جديدة ، أمسى ـ في بعض جوانبه ـ عبئاً يلقي بثقل سلوكياته على الساحة وقداسة انتفاضتها التي عمدت بدم مئات الشهداء وآلاف الجرحى من أبناء عراقنا الأبي.

ومن أجل أن نحافظ على المتحقق القيمي لهذه الساحة ، ونؤسس لها مظهراً  حضارياً يليق بها وبالشعب المنتفض فيها ،وبغاياته التي لا أشرف منها ولا أقدس، ندعو إلى تبني هذه الخطوات الإجرائية :

ـ أن يسعى الشباب المنتفض إلى تشكيل لجنة تنظيمية طوعية تحت مسمى (لجنة التنظيم والخدمات) تتولى التنسيق والعناية بنظام الساحة وأمنها ونظافتها ، وانسيابية الحركة فيها ، على أن يجري ذلك من خلال تنسيق عملها مع قوات الشرطة والجهات الخدمية والبلدية الموجودة في الساحة.

ـ وضع صور الشهداء الذين سقطوا ـ خلال أيام هذه الانتفاضة ـ على امتداد أعمدة الساحة ، أو في المحيط الدائري الخارجي لنفق التحرير ، كي يتواصل حضورهم المعنوي الدال والمؤثر في الجماهير المنتفضة، ويكرس قيم الوقار والاحترام ، وانضباط السلوكيات التي تمارس فيها.

ـ العمل على نقل أماكن الطعام والشراب المتناثرة على نحو عشوائي في الساحة إلى داخل حديقة الأمة لإفراغ الشوارع للمسيرات الجماهيرية وحركة الاحتجاج فقط.

ـ الاكتفاء بـ (التكتك) إلى جانب سيارات الإسعاف ـ وسيلة نقل وحركة داخل الساحة، وهي تكفي بأعدادها التي تكاثرت في الساحة وزهت بألوانها فيها ، ولاسيما حين ينظم لها مجال خاص للحركة.

ـ منع دخول السيارات التي تقوم بتوزيع الطعام ورمي الفواكه بشكل عشوائي وغير لائق ، وكذلك المركبات التي تحمل الشباب الراقص وأجهزة البث الموسيقي الضاج  الذي يخدش قدسية المكان ، وتحديد أماكن خاصة بها في الفضاءات المحيطة  بالساحة.

بمثل هذه الإجراءات وسواها التي نادى بها كثير من المتظاهرين نحافظ على قدسية ساحة التحرير ونظافتها ، وانسيابية الحركة فيها ، ونظهر للعالم أننا شعب حين يثور فإنه يستعيد كل قيم ماضيه الحضاري وجماليات فعله.

عرض مقالات: