تتسارع الأحداث يوما بعد يوم، والخطوة تتبعها خطوة أخرى.

 في مشهد متعدد الألوان.

 الحركة لن تتوقف لحظة واحدة ، لأن توقفها يعني الموت. فليس من المنطق الحديث ان يقف المجتمع المدني لا يتحرك. وبالتالي فان الواقع ليس لنا به علاقة لا من قريب او بعيد ، وان الشباب المنتفض اليوم كان معلقا في الهواء وليس له جذور او امتدادات لا يراها البعض ، علما ان واحدة من اهم المصادر المعرفية الموسوعية  تجدها ماثلة امام الجميع، لا يمكن لأي أحد نكران  دخول التواصل الاجتماعي في  كل زوايا الحياة اليومية، وفي أبعد نقطة للمكان في الريف في الأزقة والنواحي والمقاهي والحدائق والمتنزهات فاتحا نافذة واسعة للعالم الفسيح  ، ليجد الانسان العراقي نفسه امام هوة سحيقة تتمثل في التطور  الصارخ للعالم  في ميادين الحياة المختلفة ، ابتدأ من البيت الى الشارع الى العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وبين ماهو حاضر في نفس كل فرد من عوز وقهر وغبن، نتيجتها اندفاع   حزم كبيرة من التساؤلات ، ومن الشكوك ،وبالتالي الدخول في مرحلة البحث عن اليقين.

 جيل كامل .. عملت طغمة فاسدة على تأبيد الجهل ومصادرة امانيه الحلوة.

 مرت سنوات وتحديدا منذ العام 2010 وما تلاها من أعوام، من عمل طويل وشاق للقوى المدنية في الساحات وفي المنتديات، حتى تحول شارع المتنبي الى مزار يفتح ذراعيه كل جمعة  لكل الآتين من المحبين ، المتعطشين لغد أفضل في مناحي عديدة يحلمون  بالموسيقى والرسم والغناء والقراءة والكتاب. ومن  هذا الشارع الذي جذب أنظار الدنيا كلها له ، انتشرت فكرة تأسيس  شوارع للثقافة في المدن الاخرى .

  الشباب ومنهم الطلبة الآلاف المؤلفة وخريجو المعاهد والجامعات وحملة الشهادات الجامعية العليا الذين يفترض ان يدخلوا سوح الإنتاج لخدمة الوطن، كان مصيرهم سوق البطالة وما ادراك ما البطالة. هؤلاء من هندس وصاغ علاقات عبر التواصل توتير والواتساب وغيره فكان ان افتتح الفراهيدي في البصرة ونادي الكتاب وشارع الثقافة في كربلاء واخر في الحبوبي في مدينته الناصرية ومهرجان اقرا في أبو نواس ونادي القراءة في المدى وو.... الخ

ان انتفاضة أكتوبر هي امتداد طبيعي وواقعي للحراك الذي كانت تزدحم به ساحات الاحتجاج، الذي قمعه فرسان المحاصصة الطائفية المقيتة وهم يقومون بأبشع الانتهاكات لحقوق الانسان من ترهيب واختطاف وإرهاب لناشطين مدنين وإعلاميين حد الاغتيال ، وكان اولهم هادي المهدي ثم علاء مشذوب وآخرين.

انتفاضة تشرين هي الامتداد نحو بناء دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية.

عرض مقالات: