سمعنا كثيرا عن الأمهات العراقيات الباسلات اللواتي ضربن مثلا في البسالة والشجاعة عبر التاريخ العراقي الحديث، ومع تلك الصور الرائعة عن أيام الامس والامهات الرائعات وادوارهن في الصراع مع السلطات والحكومات العميلة والرجعية.

وفي هذه الأيام وجدنا أمهات باسلات صامدات ومناضلات رسمن صوراً زاهية للمرأة العراقية التي قدمت نفسها امثولة في ساحات الانتفاضة الجماهيرية في تشرين 2019، وكانت احداهن الام الكادحة التي قدمت نموذجا للمرأة العراقية الباسلة، وهي ام حسين الفقير الكادح الذي يشتغل سائقاً اجيراً (لتكتك) مملوك لاحدهم.

وجدت ام حسين ان ولدها لم يساهم مع ابطال انتفاضة الشعب في ساحة التحرير فقالت: يمه حسين شو انت ما رحت لساحة التحرير واشتركت ويه ربعك بهاي الثورة؟ فقال حسين: يمه انت تعرفين التك تك يعود لأبو رسول وهو يطالبني اسبوعياً بمبلغ 60 الف دينار منين اجيبها؟

اجابت الام الرائعة قائلة: يمه روح ويه ربعك شباب التحرير وانا اتكفل بدفع أجور أبو رسول. تعجب حسين من كلام والدته وهو والعارف بكل شيء عنها (يعني البير وغطاه). وقال لها: من اين تدفعين الأجرة المطلوبة؟ قالت: يمه انت تعرف انني اجمع (القواطي) وبقايا البلاستك من القمامة والازبال وقد وفرت بعض المال واستطيع ان اوفر الاجر المطلوب البالغ 60 الف دينار اسبوعياً لصاحب التك تك. وما عليك الا ان تطمئن وتشارك ربعك في ساحة التحرير وتشد ازرهم وترفع معنوياتهم.

وفعلا قدمت هذه الام العراقية الرائعة ولدها نموذجاً للدفاع عن الحقوق الوطنية.  

هكذا هي الام العراقية البعيدة عن التفكير بمصالحها الشخصية بل تضع الوطن نصب عينها. وكان ابنها الفقير الكادح نموذجا للمصداقية والوطنية العالية على الرغم من تفكيره الدائم بالعمل من اجل لقمة عيشه.

.. وهكذا هي الثورة التي يصنعها الفقراء.  

عرض مقالات: