في 15 كانون الثاني 1919، قبل مئة عام، تمت تصفية روزا لوكسمبورغ وكارل ليبكنشت، بعد ان جرى تعذيبهما لعدة ساعات. جاء القتلة من صفوف ميليشيات الفيلق الحر الفاشي، الذي لعب دورا محوريا في مكافحة ثورة "نوفمبر" في المانيا.
وكانا قد اسسا مع آخرين في فترة 29 كانزن الشعبية الاول 1918 / 1 كانون الثاني 1919 الحزب الشيوعي في المانيا. لقد تمتعا بشعبية مميزة، لانهما كانا أمميان ومعاديان للحرب، ورفضا مشاركة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى، على النقيض تماما من الخط الرسمي للحزب الديمقراطي الاجتماعي، الذي كانا من أعضائه البارزين، حتى انفصالهما عنه. وبالضد من سياسة الحزب الديمقراطي الاجتماعي دعم كلاهما المزاج والحركة الثوريين اللذين استمرا بالانتشار في ألمانيا، وانعكسا في الثورات والانتفاضات وتشكيل مجالس العمال والجنود في مطلع العام 1918-1919. لقد تحدت هذه الاحداث النظام الحاكم باستمرار، وقد جاءت تصفية روزا وكارل كرد فعل على ما يحدث.
حتى اليوم، تعد روزا لوكسمبورغ كمنظرة مرجعا هاما للعديد من الماركسيين. لقد طورت النظرية الماركسية مضيفة الى ما قدمه ماركس، إنجلز ولينين. خصوصا رؤية لوكسمبورغ للترابط الذي لا يمكن فصله بين النضالات النسوية، والنضالات المناهضة للعنصرية. لقد اعتبرت الثورة الاشتراكية تحرراً شاملاً من علاقات الهيمنة والاستغلال.
مكرو مسنر المتحدث الاتحادي (سكرتير الحزب) باسم الحزب الشيوعي النمساوي اشار الى: "إن أفكار لوكسمبورغ محفّزة ومفيدة بشكل خاص في أوقات التحول نحو الاستبداد، كما نشهدها في الوقت الحاضر من جديد. ان حكاما مثل ترامب، بولسونار (البرازيل) وأوربان (هنغاريا) وكورتس (النمسا) يتبنون سياسات عنصرية ومناهضة للحركة النسوية".
وفي الوقت نفسه كانت، كان روزا لوكسمبورغ، ربما من أبرز منتقدي التطورات السلبية في روسيا الثورية. خاصة فيما يتعلق باضطهاد الأصوات الناقدة، لقد كانت روزا مراقباً حريصاً للغاية: "بدون انتخابات عامة، وحرية صحافة وتجمع غير مقيدة، وصراع آراء حر، تموت الحياة في اي مؤسسة عامة، تصبح حياة شكلية، وتكون البيروقراطية بمفردها العنصر النشط فيها. وتذوي الحياة تدريجياً. ان عشرات من قادة الحزب يمتلكون طاقة متناهية، ومثالية غير محدودة يقودون ويحكمون. ويعاني الواقع من جراء ذلك. ومن وقت لآخر، يتم دعوة العشرات من الرؤوس المتميزة، يجتمعون للإشادة بخطب القادة والموافقة بالإجماع على القرارات المطروحة، في الأساس، اقتصاد عصبة، وديكتاتورية، ولكن ليس ديكتاتورية البروليتاريا، بل ديكتاتورية حفنة من السياسيين، وهذا يعني ديكتاتورية بالمعنى البرجوازي البحت".
وفي الختام يشير مسنر الى "ربما هذه الفكرة الاساسية التي تشاطرنا اياها لوكسمبورغ: ان تغييراً ثورياً اساسياً للمجتمع، ممكن من خلال تحرير المشاركين فيه، والذين يجري استبعادهم من مرافقته. لايمكن التفكير بالتحرير فوقيا وبالنيابة، ناهيك عن كيفية تنفيذه".
ـــــــــــــــــــــــــــ
*-عن موقع الحزب الشيوعي النمساوي