في التراث العراقي توجد كلمة (التوريق). كانت بالزمان القديم تشير الى نوع من الزخرفة الفنية ظهرت في واجهات الأبنية العراقية والابنية العربية وقد ظهرت في مختلف العصور القديمة إشارة الى كثرة الأوراق في غصون أشجار النبق و الاعناب والتين الزيتون . انتقل (التوريق) الى واجهات أبنية الجوامع و المساجد الإسلامية و الكنائس المسيحية و اليهودية ، فكانت كلها مزخرفة..!
في العصر الديمقراطي الحديث ، خاصة منذ عام 2003 ظهرت كلمة (التوريق) بحلة جديدة مغايرة. تم التخلص من رشاقة معانيها الأولى بسبب رحيل التراثيين العرب مثل ابن خلكان و طه حسين والشاعر أبو تمام الطائي.
صارت كلمة (التوريق) حلماً يومياً لكل موظف بالدولة العراقية ، سواء كانت وظيفته صغيرة جداً او كبيرة جداً..! معنى كلمة ا(لتوريق) تطور جوهرياً فصار يعني ( دفع الرشوة ) علناً او سراً . المهم (توريق الدولارات) لان (التوريق) ليس حراماً ولا زندقة، بل صار في عصر الإسلام السياسي عقيدة من عقائد تسيير أمور دولة الدين و الهدى الإلهي – الالكتروني من زاخو حتى الفاو .
لن يحصل المواطن على توقيع الوزير او المدير او السفير الا بالتوريق . الفراش يطالب بحقه في التوريق و موظف الطابو و مدير التقاعد . حتى نسوان الدولة تعلمن دروس التوريق .
و الحمد لله.
ــــــــــــــــــ