عاد الإرهاب اليوم من جديد ليروع بغداد الحبيبة، المتطلعة مع بقية مدن الوطن وحواضره الى الاستقرار والحياة الآمنة.
اختار الانتحاريون الجزارون في الصباح ساحة الطيران وسط العاصمة، وهي المكتظة بالمواطنين المتبضعين والباعة والكسبة والشغيلة، الجاهدين لتامين لقمة عيشهم اليومية في ظروف الازمة الاقتصادية والمالية الطاحنة، وفجر القتلة حقدهم الأسود، لتأتي الحصيلة عشرات من الشهداء والجرحى الأبرياء.
أبدًا لا يروق لقوى الإرهاب والجريمة ان يستقر البلد ويطمئن الناس على حياتهم ويمارسوا أعمالهم، بعيدا عن سفك الدماء واصوات الانفجارات ودوي القنابل والمفخخات والصواريخ.
ان ملف الإرهاب، رغم ما تحقق فيه من نجاحات، ما زال مفتوحا، وقواه الآثمة تسعى لاستغلال كل ثغرة ومنفذ وحالة استرخاء وعدم يقظة، لتنفيذ مآربها الشريرة في ترويع المواطنين وزعزعة الأمن.
ان التصدي للارهاب ومنظماته الاجرامية يجب ان يحظى باهتمام على الدوام، وألا يجري التفريط بأمن المواطنين وسط حمى المنافسة والصراع السياسيين، والتدافع على المواقع والمناصب. ومن الواجب ادامة اليقظة والحذر وشحذ الهمم وإبقاء حالة الاستعداد والجهوزية لقواتنا الأمنية والعسكرية، وتمكين الجهد الاستخباري من إداء دوره كاملا. ومطلوب، أيضا، من المواطنين أعلى درجات الحيطة والانتباه لأساليب الإرهابيين وخدعهم الخبيثة.
ولن يتحقق هذا بالطبع من دون الالتفات الى المواطنين وتلبية حاجاتهم الملحة وتوفير فرص العمل لهم وتحسين الخدمات العامة والصحية، وإيجاد أجواء ثقة بين مؤسسات الدولة، وخاصة الأمنية والعسكرية، والمواطنين.
اننا ندين باشد العبارات هذه الجريمة النكراء التي ارتكبت صباح اليوم، ونعزي عوائل الشهداء، متمنين للجرحى والمصابين الشفاء العاجل.
٢١-١- ٢٠٢١