الرفاق الاعزاء

نبعث اليكم بأحر تحايا الشيوعيين العراقيين بمناسبة الذكرى الـ100 لتأسيس الحزب الشيوعي الايراني. ان الاحتفال بهذه المئوية هي مناسبة لاستذكار المؤسسين الابطال لحزب الطبقة العاملة الايرانية، وإجلال لذكرى العشرات من القادة والكوادر الشيوعية، الذين كانوا وطنيين صادقين وضحوا بأرواحهم من اجل المثل السامية للشيوعية، مدافعين عن القضية العادلة للشعب الايراني. وسيبقى المثال الذي قدموه ملهماً لأجيال الشيوعيين والتقدميين في ارجاء العالم. 

ويواصل حزب تودة اليوم بفخر هذه المسيرة المجيدة، رافعاً الراية الحمراء عالياً في ايران، كما فعل بثبات على امتداد الـ79 عاماً الماضية منذ تأسيسه في اعقاب حظر الحزب الشيوعي الايراني وقمعه في عهد دكتاتورية رضا شاه في الثلاثينات. 

وفي هذه المناسبة المئوية نستذكر دور مؤسسي الحزب الشيوعي الايراني، بقيادة الرفيق حيدر خان عمو أوغلي، وايضاً دور القادة البارزين لحزب تودة الذي كانوا أممين ووطنيين صادقين. ومن بين هؤلاء، من أبطال الشعب الايراني، نستذكر الرفيق خسرو روزبه الذي واجه تنفيذ حكم الاعدام ببسالة في ايار 1958.

ان ذكرى تأسيس الحزب الشيوعي الايراني هي ايضاً مناسبة لنا، نحن الشيوعيون العراقيون، لنستذكر بفخر العلاقة الخاصة بين حزبينا والتي تعززت على امتداد العقود الماضية، اذ واجه كلاهما القمع والارهاب في ظل انظمة معادية للشيوعية ورجعية متعاقبة.

ونتذكر العلاقة الفريدة التي تطورت بين حزبينا في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، على الرغم من الظروف البالغة الصعوبة في كلا البلدين في اعقاب انقلابين فاشيين حاكتهما وكالة المخابرات المركزية الامريكية، عندما تعرض الشيوعيون والديمقراطيون الى اعدامات جماعية وارهاب فاشي.

وتجلت هذه الروح الأممية مرة أخرى في اواخر السبعينات واوائل الثمانينات. فخلال الحرب العراقية – الايرانية الدامية التي استمرت ثماني سنوات، وخلّفت آثاراً كارثية وراح ضحيتها مئات الآلاف قتلى من الجانبين، كان الشيوعيون العراقيون والايرانيون القوة المحركة لحملة عالمية للمطالبة بانهاء الحرب وتحقيق السلام والديمقراطية في كلا البلدين.

يعتز الشيوعيون العراقيون بهذا الإرث الأممي وسيواصلون تعزيز هذه العلاقات الكفاحية في النضال المشترك من اجل الحرية والسلام والتقدم الاجتماعي، ولبناء مستقبل افضل لكلا الشعبين الايراني والعراقي. 

الرفاق الاعزاء

في هذه المناسبة، التي تحتل مكانة خاصة في حياة حزبكم الشقيق، نؤكد مجدداً تأييدنا للطموحات المشروعة للشعب الايراني من اجل السلام والديمقراطية وحقوق الانسان. واذ نشارك الحركة الشيوعية العالمية والقوى التقدمية في إدانة التهديدات الامبريالية الخارجية والعقوبات الاقتصادية التي تفرضها الولايات المتحدة ضد ايران، والتي تؤجج التوترات وتغذي نيران الحرب في الشرق الأوسط، نرى ان النضال ضد المخططات الامبريالية ومن اجل السلام يجب ان يقترن بالدفاع عن حقوق الانسان والحقوق الديمقراطية للشعب الايراني. ويتطلب التضامن الأممي الوقوف مع الشعب وقواه الديمقراطية في البلد المعني، ورفض الموقف الأحادي المؤذي الذي يغمض العين عن انتهاكات حقوق الانسان والحقوق الديمقراطية. 

الرفاق الاعزاء

في هذه الذكرى المئوية المجيدة، نغتنم هذه المناسبة للتعبير مجدداً عن تقديرنا للتضامن الأممي الثابت لحزبكم مع الشعب العراقي ومع الديمقراطيين والشيوعيين العراقيين.

نحيي بحرارة كل اعضاء ومؤيدي حزب تودة في الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الايراني، ونتطلع الى تعزيز وتطوير أواصر الصداقة والعلاقات الأممية بين حزبينا، وكذلك الروابط التاريخية بين الشعبين الايراني والعراقي، من اجل السلام والحرية والديمقراطية والتقدم الاجتماعي. 

مع أحر التحايا الرفاقية

اللجنة المركزية

للحزب الشيوعي العراقي

21 حزيران 2020