صحافة للدفاع عن مصالح الناس وحقوقهم

الحضور الكريم... اسعدتم مساءً
نجدد اليوم باعتزاز كبير الاحتفاء بمسيرة الرواد الاوائل الذين ساهموا في صناعة تاريخ الصحافة الشيوعية العراقية التي بزغ فجر شمسها في نهاية تموز 1935 ومازالت تبشر الناس صباح كل يوم بوطن حر وشعب سعيد.
عندما صدر العدد الاول من جريدة " كفاح الشعب" وسط ظروف سياسية في غاية التعقيد لم يكن في بال أحد من عناصر السلطة آنذاك ان بأمكان الحزب الشيوعي العراقي وصحافتهِ الحية ان يستمر عمرها أكثر من تاريخ حكوماتهم التي قهرت العراقيين وجوعتهم.. وعلى عكس توقعاتهم والجهود المبذولة لمنع انتشار صحافتنا وافكارنا، استمر مناضلو الحزب في الترويج لسياسة حزبهم عبر مختلف الانشطة الاعلامية المتوفرة آنذاك " سرياً وعلنيا ، وها نحن اليوم نحتفل بذكرى مرور 84 عاماً على اصدار اول صحيفة للحزب الشيوعي العراقي.
ايتها العزيزات ايها الاعزاء..
نحتفل اليوم وظروف البلد السياسية ايضاً تمر بمرحلةٍ انتقاليةٍ صعبةٍ على ابناء شعبنا العراقي الذي عانوا ويعانون الويلات نتيجة اتباع نهج خاطئ حذرنا منه مراراً وتكراراً ولكن المتنفذين لم تملأ جيوبهم بعد من خيرات هذا البلد، منتهجي سياسة تغييب الوعي السياسي والفكري وقيم المواطنة، محاولين تأبيد وجودهم في السلطة بمختلف الاشكال والوسائل بما في ذلك التحايل على روح الدستور والقانون وكل القيم الاخلاقية.
فبعد ان وقع العراق خلال فترة حكم المتنفذين في جملة من الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية وغابت الصحة وتدهور التعليم وانعدمت الخدمات، كان لشعب العراق وقفات بطولية ارغمت المتنفذين على اتباع اجراءات هدفها الخروج من المأزق الذي وضعوا انفسهم فيه، وها هم اليوم يحاولون مرة آخرى الالتفاف على مطالب شعبنا في التصويت على صيغة سانت ليغو المشوه بهدف العودة مرة آخرى الى كراسي الحكم التي طالما اهتزت امام صولات ابناء شعبنا العراقي بشيبه وشبابه ونسائه ورجاله.
الاحبة جميعاً... ان الخلاص من نهج المتنفذين وسياساتهم ودحر المحاصصة والفساد وتحقيق شعار الاصلاح والتغيير يتطلب المزيد من السعي الجاد والمخلص لتعاون القوى السياسية الخيرة والتكاتف من أجل عراق اخر مختلف ، وكذلك يتطلب نشاطا جماهيريا واسعا وتغطية إعلامية متنوعة تنقل فعاليات الناس الاحتجاجية الكثيرة واليومية، وهذا ما دأبت عليه وسائل اعلام الحزب المختلفة، اذ لاحقت وتابعت بكل الوسائل جميع الانشطة الاحتجاجية ونقلتها باهتمام بالغ وعبرت بذلك صحافة الحزب الشيوعي العراقي عن حقيقتها كونها صحافة الشعب والوطن.
اننا نتطلع الى دور فاعل للصحافة الوطنية وحماية منتسبيها ورعاية شؤونهم وتوفير الأجواء لهم للتعبير عن رسالتهم في أجواء ديمقراطية حقيقية وصيانة الحق الدستوري للمواطنين جميعا في التعبير السلمي عن معتقداتهم وآرائهم عبر مختلف الاشكال وضمان تحقيق انسيابية وتدفق في المعلومات.
ستظل صحافة حزبنا الشيوعي العراقي ومنابره الإعلامية كما كانت منابر للدفاع عن الناس وحقوقهم والانتصار لقيم الحق والقانون والديمقراطية والعدالة الاجتماعية
تحية اجلال في عيد الصحافة الشيوعية، لمؤسسيها وجميع من أسهم في مسيرتها الخالدة. والتحية والتقدير للسائرين على خطى الرواد الأوائل
المجد لشهداء صحافة الحزب الشيوعي العراقي.
المجد لشهداء شعبنا
ــــــــــــــــــــــــ
*
كلمة لجنة الاعلام المركزي للحزب الشيوعي العراقي ألقاها في الحفل الرفيق حسين النجار.