عقدت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي يومي الخميس ٣١ كانون الثاني والجمعة الاول من شباط ٢٠١٩ اجتماعها الاعتيادي في بغداد. وبدأت اللجنة أعمالها بالوقوف دقيقة صمت تكريما لشهداء الشعب من المكافحين ضد داعش والارهاب وضحاياهما الآخرين، وللرفاق والاصدقاء الذين رحلوا عنا منذ اجتماعها السابق.
و لمناسبة قرب حلول يوم الشهيد الشيوعي (١٤ شباط) استذكر الاجتماع باعتزاز وفخر كبيرين شهداء الحزب، مستذكرا ما اجترحوا من مآثر وما قدموا من تضحيات.
وفي مناسبة الذكرى الـ ٨٥ لتأسيس الحزب، الاتي تحل آخر آذار المقبل، حيا الاجتماع الرفاق والاصدقاء جميعا، داعيا الى إحياء الذكرى على نطاق واسع، وإقامة مختلف الفعاليات والنشاطات، ومواصلة الزخم الذي أطلقته وثائق وقرارات ونداءات المؤتمر الوطني العاشر (١-٣ كانون الاول ٢٠١٦) نحو تحقيق المزيد من النجاحات، وتوسيع صفوف الحزب وقاعدته وشبكة اتصالاته وعلاقاته وتطويرها باستمرار، خاصة في صفوف النساء والشباب والطلبة.
ودرس الاجتماع باهتمام كبير تقارير عدة عن عمل الحزب وهيئاته القيادية ولجنة الرقابة المركزية ومختصاته المركزية ومنظماته، في الفترة منذ الاجتماع السابق للجنة المركزية (آب ٢٠١٨).
وثمّن المجتمعون عاليا دور هيئات الحزب ومنظماته ورفاقه وأصدقائه وجماهيره، ومساهماتهم متعددة الاشكال في اعلاء شأن الحزب وتنمية دوره، وتعزيز علاقاته مع الجماهير والفئات الاجتماعية المختلفة، وفِي التعريف بسياساته ومواقفه. كما جرت الإشادة بما قدموه في الحراك المطلبي والجماهيري والاحتجاجي.
وتوقف اجتماع اللجنة المركزية عند أداء الحزب، وما رافقه من نجاحات ومن ثغرات، وتطويره ومواصلة الجهود لبناء منظمات فاعلة وديناميكية وذات صلات جماهيرية واسعة، ومؤهلة للإسهام بنشاط في الحركة الجماهيرية المتنامية والارتقاء بدورها، ورفع وتيرة الضغط الشعبي لتلبية مطالب الجماهير العادلة والمضي قدما على طريق الاصلاح والتغيير.
ودرس الاجتماع التطورات والمستجدات السياسية، وفي هذا السياق أكد ان الأزمة العامة البنيوية التي تعصف ببلادنا، وحالة الاستعصاء السياسي والفشل في بناء الدولة وإدارتها وتخليها عن العديد من واجباتها ومهامها، والصعوبات الجمة الاقتصادية والمعيشية والخدمية المتزايدة، وفقدان الرؤى التنموية والاعتماد على تصدير النفط الخام، الذي ترافقه تقلبات حادة في أسعاره وتوجهات ليبرالية وتدخلات خارجية ثقيلة في شؤون بلدنا، ما برحت تثير قلق المواطنين على مستقبل بلدهم وتطوره اللاحق، وقدرته على السير في طريق التقدم والازدهار وبناء حياة كريمة لائقة للمواطن العراقي راهنا وللأجيال القادمة.
ان إعداد متزايدة من المواطنين صارت تدرك مخاطر استمرار هذا كله على حاضر البلاد، ومعها قوى وطنية تشاركها همومها وتطلعاتها الى اهمية وضرورة احداث نقلة نوعية في الحياة السياسية، عبر الولوج في طريق التغيير والإصلاح، فهو المخرج المرتجى والمعول عليه في إنقاذ البلاد مما يثقل كاهلها الآن من صعوبات وإشكاليات. وان يمس ذلك أساسا أسّ البلاء، وهو المحاصصة المقيتة.
وتوقفت اللجنة المركزية بامعان عند موضوعات سياسية لها صلة باداء مجلس النواب، وبتشكيل الحكومة الجديدة التي اكدت ضرورة الاسراع في استكمالها والتقدم على طريق تنفيذ برنامح الاصلاحات، وبالحراك الشعبي والمطلبي والجماهيري، وتحالفات الحزب وعلاقاته، وانتخابات مجالس المحافظات، وقضايا اجتماعية – اقتصادية منها موازنة 2019، وسياسة الدولة الاقتصادية، عارضة مجموعة من البدائل والحلول في هذا الشأن.كذلك جرت دراسة المستجدات على الصعيدين الاقليمي والدولي.
واكد المجتمعون اهمية اطلاق حملة وطنية لمكافحة الفساد، حملة لا يقل الانتصار فيها اهمية عن الانتصار العسكري المتحقق على داعش والارهاب.
وشدد الاجتماع على راهنية مشروع الاصلاح والحاجة الملحة اليه، وعلى ان لا سبيل الى الفكاك من حالات الاستعصاء والازمات وانسداد الافق، الا باعتماد طريق التغيير الحقيقي، المفضي الى اصلاح شامل تكون مصالح الناس وحاجاتهم الملحة ضمن اولوياته. واكد ان التغيير المطلوب يجب ان يكون في نمط التفكير وفي المنهج واساليب الاداء، وفي الشخوص كذلك، وان يعني مغادرة سياسة دولة المكونات الطائفية والقومية تماما لمصلحة دولة المواطنة.
وفي ختام اعمالها وفي اجواء من الشفافية والديمقراطية، اعادت اللجنة المركزية بالاجماع انتخاب الرفيق رائد فهمي سكرتيرا لها، والرفيق مفيد الجزائري نائبا للسكرتير، كما انتخبت مكتبها السياسي.
هذا وسيصدر بلاغ ضاف عن الاجتماع واعماله.