جمعة الزيني، عضو مجلس المحافظة: القوات الامنية اطلقت الرصاص الحي على متظاهرين عزّل .. ولاصحة لادعاءاتها

 أزمة الكهرباء أشعلت غضب سكان البصرة، حيث تظاهر المئات من سكان منطقة كرمة علي، شمالي البصرة، في ساعة متأخرة من امس الاول السبت، احتجاجاً على استمرار انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة في ظل ارتفاع كبير لدرجات الحرارة.
واضرم المحتجون النيران في اطارات السيارات كما اغلقوا الطرق العامة.
وبعد ساعات شهدت منطقة باهلة التابعة لقضاء المدينة، شمالي البصرة، تظاهرة صباح امس الاحد، للمطالبة بوظائف واحتجاجا على ملوحة المياه وتردي التيار الكهربائي، وسجلت التظاهرة مصرع شخص واصابة 3 اخرين، بنيران قوات امنية كانت بالقرب من المتظاهرين.

مضايقات امنية

وقال جمعة الزيني، عضو مجلس محافظة البصرة، لـ "طريق الشعب"، "شهدت أمس (الاحد) منطقة شمال البصرة توترات امنية، على اثر قيام الاهالي بتظاهرة قرب احد حقول النفط غرب القرنة، للمطالبة بالتعيين وكذلك بتوفير التيار الكهربائي والخدمات وحل مشكلة ملوحة المياه، وهذه مطالب مشروعة"، مبينا ان "تظاهرة أمس (الاحد) تعرضت الى مضايقات امنية، بحجج ان هذه التظاهرة عملت على منع المنتسبين من الدخول الى الحقل النفطي ومزاولة عملهم، ولكن بعد الاستفسار ان هذا الادعاء لا صحة له".

قوة مفرطة

واردف الزيني، "تعرضت هذه التظاهرة الى تعامل غير صحيح من قبل القوات الامنية حيث عملوا على استخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين مما ادى الى اصابة ثلاث متظاهرين واستشهاد واحد. فبدلا من ان تعمل القوات الامنية، على حماية المتظاهرين الذي يمارسون حقهم المشروع عمدت الى استخدام العنف والرصاص الحي لتفريقهم".

الوضع متأزم

واضاف "اثر هذا الحادث تطورت الاوضاع، اذ اصبح الوضع متأزما، بعد ان دخلت القوات الامنية وقيادة العمليات والشرطة بين السكان بناقلاتهم (سيارات الهمر) وايضا التحليق بالطائرات فوق هذه المناطق مما استفز السكان وارعبهم".
ونبه الزيني، الى انه "على اثر هذا التطور عقد لقاء في مجلس محافظة البصرة حضره عدد من الاعضاء ومحافظ البصرة وتم دعوة بعض القيادات الامنية للحضور للاستفسار عن ملابسات الحادث"، لافتا الى ان "كل الروايات التي نقلت اكدت ان المواطنين كانوا عُزّلا ولم يستخدموا سوى الحجارة بعد التعرض لهم، اما القوات الامنية فقط استخدمت الرصاص الحي، واختلف الموقف حول مصدر النيران".

الدعوة الى التهدئة

ومضى عضو مجلس محافظة البصرة، قائلا ان "مجلس محافظة البصرة توصل الى اهمية العمل على التهدئة في المنطقة، وارسل وفدا مكونا من السيد المحافظ وبعض من اعضاء المجلس في المناطق ورئيس المجلس وكالة الى مكان الحادث من اجل حل الامور، وتجنيب ابنائها الضرر وبما يحقق المطالب وهذه اولا، اما ثانيا فقد تم تشكيل لجنة تحقيقية لمعرفة ملابسات الحادث بكل تفاصيلها، اضافة الى دعوة القيادات الامنية الى المجلس، واصدار بيان يتضمن تحميل المسؤولية الى الجهة التي اطلقت النيران"، مشيرا الى ان المجلس "رفض التعامل بالرصاص الحي مع المتظاهرين حتى لو كان التظاهر بدون ترخيص، وكذلك تعويض المتضررين من الجرحى واعطاء حقوق الشهيد".
واستدرك، "من حق الاجهزة الامنية حماية المنشأة ولكن ليس بطريقة استخدام الرصاص ضد المواطنين وانما بطريقة التفاوض والنقاش واشاعة ثقافة حقوق الانسان في وسط القوات الامنية"، داعيا "قيادة العمليات الى ان تتصرف بحكمة ومسؤولية بالتعامل مع المتظاهرين واحترام حرية التعبير".