ودعنا عاما ثقيلا ومليئا بالأزمات المتداخلة الاستثنائية منها والدورية. لقد كان عام 2020 عام كورونا بامتياز، هذا الوباء الذي يستمر في السيطرة على العالم، وتحويل حياة سكان العالم إلى رعب دائم. ولم تنحصر تأثيرات الوباء في القضايا الصحية والنفسية المباشرة، بل كشف عن الأزمة الاقتصادية الاجتماعية التي تعيشها بلدان المراكز الرأسمالية في العالم، والتي عادة ما تجد عناوين وتبريرات لأزماتها الدورية المتلاحقة، وهذه المرة، وجدت هذه القوى في الوباء خير غطاء وشماعة لتعلق عليه فشل نظامها الاقتصادي في إيجاد حلول للمشاكل التي فجرها أو كشف عنها الوباء، والمعطيات كثيرة، ولكن لا مجال هنا لتناولها.
وفي مقابل عجز البلدان الرأسمالية في مواجهة الفوضى التي عاشتها في الأشهر الأولى لاندلاع الوباء، نتيجة لإخضاع الليبراليين الجدد القطاع الصحي لمنطق الارباح وخصخصته، وبالتالي تحويل حياة الإنسان ومستقبله إلى سلعة خاضعة للمقايضة، أعطت بلدان اشتراكية وتقدمية، وبإمكانيات محدودة مثالا رائعا على القدرة على احتواء الوباء، ومد يد العون والتضامن لبلدان يقع بعضها في قلب العالم الرأسمالي مثل إيطاليا وإسبانيا.
لقد استطاعت فيتنام إلى العودة للحياة الطبيعة، باستثناء بعض الإجراءات الاحترازية في العاصمة هانوي، وانطلقت كوبا لكي تمد يد العون والمساعدة الطبية والتضامن الإنساني إلى أكثر من 60 بلدا، بينها بلدان ناصبتها العداء وساهمت في محاصرتها. ونجحت الأورغواي كذلك بفضل متانة النظام الصحي الذي بنته حكومة اليسار التي غادرت السلطة في الانتخابات العامة الأخيرة. وأعطت ولاية كيرالا التي يحكمها منذ عقود تحالف الشيوعي الهندي، والشيوعي الهندي (الماركسي) مثالا يحتذى به في مواجهة الأزمة، في حين فشلت ولايات الهند الأخرى في مواجهتها، ناهيك عن معاناة عموم الهند من السياسات الاقتصادية والاجتماعية والعنصرية لليمين الهندوسي الحاكم.
وبالمقابل جاءت الأزمة لتعطي مصداقية لسياسات قوى اليسار في البلدان الرأسمالية في قطاع الصحة، ومطالباتها بعدم تبني السياسات التي تفرغ القطاع من مهامه الإنسانية. وعكست البدائل والمقترحات التي طرحتها قوى اليسار منذ اندلاع الأزمة عمق وصحة رؤيتها لأزمات النظام الرأسمالي الدورية وللأزمة المركبة التي يعيشها العالم الآن.
لقد عكست مجريات الصراع العالمي خلال العام المنقضى عجز الوباء عن إيقاف الصراع الاجتماعي، فاستمرت الاحتجاجات في العديد من بلدان العالم، ومنها العراق، وفي بعض البلدان حققت نجاحا تاريخيا، حيث فرضت الاحتجاجات في تشيلي استفتاء لإقرار دستور ديمقراطي، بدلا عن الدستور الموروث من عهد الدكتاتورية الفاشية، صوت فيه الناخبون بنسبة اقتربت من 80 في المائة. ولا تزال الاحتجاجات مستمرة في الهند التي شهدت أكبر اضراب في تاريخ العالم.
مرة أخرى نحاول ان نقدم عرضا لأهم فعاليات ونجاحات اليسار التي تابعتها “طريق الشعب” في عام 2020، وبالتأكيد تظل الحاجة إلى متابعات تغطي العديد من بلدان العالم وخصوصا في بلدان جنوب العالم.
قوى اليسار الإسباني في أول حكومة منذ أكثر من 80 عاما
صوّت البرلمان الإسباني، بأغلبية نسبية، الثلاثاء 7 كانون الثاني لصالح حكومة إسبانية جديدة بقيادة ائتلاف يسار الوسط، الذي يضم حزب العمال الاشتراكي الإسباني، وكتلة اليسار الجذري الإسباني “معا نستطيع”، التي تضم حزب بودوموس اليساري، واليسار الإسباني المتحد، الذي يعد الحزب الشيوعي قوته الأساسية.
والتحالف بهذه الصيغة يعد الأول من نوعه، منذ نهاية دكتاتورية فرانكو. والمرة الأخيرة التي شهدت إسبانيا تشكيل تحالف حاكم بين قوى اليسار والقوى الديمقراطية الاجتماعية، كانت قبل الحرب الأهلية التي انتهت بهزيمة الجمهوريين، وقيام دكتاتورية فرانكو الفاشية التي انتهت بوفاته في منتصف السبعينات. وشغل بابلو اغليسياس زعيم حزب بودوموس، ورئيس كتلة اليسار منصب نائب رئيس الوزراء، بالإضافة إلى ذلك حصل تحالف اليسار على أربع وزرات هي: المساواة بين الجنسين التي ستقودها إيرين مونتيرو، والتعليم لـ ومانويل كاستيلس من بودوموس، فيما سيتولى القيادي الشيوعي ومنسق اليسار الاسباني المتحد البرتو غارثون وزارة حماية المستهلك، وستكون وزارة العمل من حصة رفيقته يولاندا دياز. وبهذا انتهت حالة عدم استقرار حكومي عاشته إسبانيا طيلة السنوات الخمس الأخيرة، وشهدت خلالها 4 انتخابات عامة اثنتان منها في عام 2019.
ومنذ مشاركة قوى اليسار الجذري في الحكومة وجنرالات نظام فرانكو الفاشي السابقين وبدعم من اليمين المحافظ والمتطرف يصعدون حملة تحت شعارات مفتعلة مثل “الوحدة الوطنية في خطر” وضرورة “تحذير الحكومة الاشتراكية والشيوعية”. وفي الآونة الأخيرة تم الكشف عن رسائل ودردشات في وسائل التواصل الاجتماعي تدعو علانية إلى الإبادة الجماعية لليسار وناخبيه: “ليس لدينا خيار سوى البدء في إطلاق النار على 26 مليون من أبناء العاهرات”، وكتب آخر: “لا أريد أن يخسر هؤلاء الأوغاد الانتخابات. أريدهم جميعًا ومن حولهم موتى”.
المؤتمر 23 لحزب الشعوب الديمقراطي في تركيا
اختتمت في 23 شباط اعمال المؤتمر الرابع لحزب الشعوب الديمقراطي، بانتخاب قيادة جديدة للحزب برئاسة مشتركة من السيدة بروين كلتان والسيد متياز سانجان وبحضور أكثر من ثلاثة آلاف مندوب اكتظت بهم إحدى قاعات الملاعب الداخلية في انقرة.
وحضر المؤتمر العديد من الأحزاب الشيوعية واليسارية وممثلو حركات التحرر الوطني من مختلف دول العالم، فضلا عن ممثلي المنظمات المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان والبيئة، إضافة إلى حضور قيادات الأحزاب اليسارية التركية وممثلي العديد من النقابات والاتحادات ومنظمات المجتمع المدني الحقوقية والحركات النسوية. فيما شارك الحزب الشيوعي العراقي، متمثلا في الرفيق علي مهدي عضو اللجنة المركزية إلى جانب ممثلي الأحزاب والمنظمات الكردستانية والتي حظيت باهتمام خاص من قبل المؤتمرين.
والقى الرفيق مهدي، رسالة التحية التي وجهها الحزب الشيوعي العراقي إلى المؤتمر التي عبرت عن التضامن مع المؤتمرين مشيدة بتجربة حزب الشعوب الديمقراطي السياسية والتنظيمية والتعبوية. وقدمت الرسالة عرضا وافيا لمجريات الانتفاضة الشعبية المجيدة لشعبنا العراقي وعموم الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي في العراق.
والشيوعي الألماني
عقد الحزب الشيوعي الالماني مؤتمره الثالث والعشرين في مدينة فرانكفورت (على الراين) من 28 شباط وحتى الأول من آذار 2020 تحت شعار (لا للناتو.. لا للحرب) وبحضور ممثلي أحزاب شيوعية من مختلف أنحاء العالم، كان بضمنهم وفد الحزب الشيوعي العراقي الذي ضم الرفيقين حازم كويي ورمزي شمو. وفي جلسة خصصت لمندوبي الأحزاب الشيوعية العالمية في اليوم الثالث، تحدث الرفيق حازم عن الوضع السياسي في العراق ودور الحزب الشيوعي العراقي ونضالاته المتواصلة وخاصة بعد اندلاع انتفاضة أكتوبر الشعبية 2019 المستمرة والدور الرئيس للشبيبة في الاحتجاجات ضد الفساد والفقر والبطالة من أجل التغيير.
يُشار إلى أن الحزب الشيوعي الالماني، انتخب قيادة جديدة وتوسعت هيئة الرئاسة عن السابق مع زيادة نسبة الرفيقات فيها، وأعيد انتخاب الرفيق باتريك كوبله رئيساً للحزب.
15 مقعدا للقائمة المشتركة منها 5 مقاعد للشيوعي الإسرائيلي
في الثاني من اذار شهدت إسرائيل ثالث انتخابات برلمانية خلال عام واحد، ولم يستطع التحالف الحاكم بزعامة نتنياهو، ولا قوى المعارضة التقليدية وللمرة الثالثة تحقيق أكثرية تمكنهما من تشكيل حكومة جديدة.
ودخل البرلمان الإسرائيلي الجديد، 17 نائبا عربيا، وهو أكبر عدد في تاريخ برلمانات الدولة الصهيونية. كما أن عدد النساء العربيات اللواتي دخلن الكنيست حقق رقما قياسيا، فالقائمة المشتركة تضم أربع نساء حتى التسلسل الـ 15، وهو رقم تجاوز جميع الاحزاب اليهودية، وستكون إيمان الخطيب أول امرأة محجبة تدخل الكنيست الإسرائيلي. وعبر تحالف أزرق – أبيض دخلت أيضا نائبة درزية البرلمان.
لقد استطاعت القائمة المشتركة (الاتحاد)، التي تضم “الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة”، وقوتها الرئيسة الحزب الشيوعي الإسرائيلي، إضافة إلى حزبين أحدهما قومي عربي، والآخر إسلامي معتدل، أن تحقق انتصارا تاريخيا وترفع عدد مقاعدها من 13 إلى 15 مقعدا، لتصبح القوة الثالثة في البرلمان. وقالت ريم حزان عضو لجنة العلاقات الأممية في الحزب الشيوعي إن الحزب حصل على 5 مقاعد في إطار القائمة المشتركة، وكان يمكن أن يحصل على المقعد السادس، لو أن القائمة حصلت على 15500 صوت آخر.
رئيس القائمة المشتركة القيادي الشيوعي ايمن عودة، شدد على انه وبالرغم من نجاح اليمين المتطرف، فان القائمة المشتركة يمكن ان تكون عقبة رئيسة امام تشكيل حكومة يمينية متطرفة، ووصف ايمن عودة تعاون قوى اليسار الجذري مع الفلسطينيين قائلاً إن “الشراكة اليهودية العربية هي حجر الزاوية لأي تغيير عميق في البلاد، من أجل السلام الحقيقي، ومن أجل الديمقراطية الحقيقية، من أجل المساواة الحقيقية. ويجب أن تتحقق معًا من قبل العرب واليهود. هذا التعاون العربي اليهودي حيوي وبداية، لكننا لن نتوقف عند القائمة المشتركة، وهذه مجرد البداية، على طريق بناء حركة كبيرة ستكون موطنًا لجميع المهمشين الذين لديهم مصلحة مشتركة في العيش معا في مجتمع قائم على العدالة الاجتماعية”. ومعروف ان قوى اليسار الجذري وقوى السلام في إسرائيل تناضل من أجل قيام دولة فلسطينية بحدود 4 حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وللمرة الرابعة خلال سنتين تم الإعلان، مساء 22 كانون الأول، عن إجراء انتخابات مبكرة في إسرائيل، بعد حل الكنيست تلقائياً بسبب عدم الاتفاق على موازنة الدولة. ويواجه رئيس الوزراء الحالي نتنياهو أزمة سياسية تجعل من الصعب عليه الفوز بالانتخابات.
الشيوعي العراقي يحيي المؤتمر الـ 28 للشيوعي الياباني
وجهت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي رسالة تحية إلى المؤتمر الـ 28 للحزب الشيوعي الياباني الذي عقد في الفترة 14 إلى 18 كانون الثاني. وعبّر نائب رئيس الحزب الشقيق، الرفيق ياسو اوغاتا، عن تقديره لرسالة التحية، مشيراً إلى أنها وزّعت على اعضاء المؤتمر وستنشر في صحيفة الحزب “اكاهاتا” (العلم الأحمر).
وجاء في رسالة التحية ان “مؤتمركم الـ 28 حدث مهم يعزز النجاح الكبير الذي تحقق في انتخابات مجلس الشيوخ في تموز 2019، من خلال تطوير وحدة عمل عريضة بين قوى المعارضة. كما انه يكتسب اهمية خاصة في إغناء سياسة حزبكم على المستويين الوطني والدولي. وبهذا الشأن، نتطلع إلى نتائج المؤتمر، خصوصاً ما يتعلق بدعم حزبكم لإنشاء نظام عالمي للسلام يستند إلى ميثاق الأمم المتحدة وتطوير التعاون الاقليمي من اجل السلام”.
ويشار إلى أن الحزب الشيوعي الياباني، الذي يضم في صفوفه أكثر من 300 ألف عضو، تمكن من تحقيق تعاون سياسي عريض بين أحزاب وشخصيات المعارضة في الفترة التي أعقبت مؤتمره السابق في كانون الثاني 2017، فيما تنامت مجموعة متنوعة من الحركات الشعبية المعارضة لحكومة تحالف الحزب الليبرالي الديمقراطي وحزب كومي برئاسة شينزو آبي. وتوحدت أحزاب المعارضة في انتخابات مجلس الشيوخ التي جرت في تموز 2019 وقدمت مرشحين مشتركين في كل من الدوائر الـ 32 ذات المقاعد الفردية وتمكن من دحر مرشحي الحزب الليبرالي الديمقراطي في 10 منها. وبذلك فشل الحزب الحاكم في الحفاظ على أغلبيته في مجلس الشيوخ ولم يتمكن المؤيدون لمراجعة الدستور من الحصول على غالبية الثلثين الضرورية لإجراء تعديلات عليه. ومع هذا التقدم الانتخابي يستعد الحزب الشيوعي الياباني لتحقيق نجاح أكبر في الانتخابات العامة المقبلة.
حزب “شين فين” حقق انتصاراً تاريخياً لقوى اليسار الإيرلندي
تمخضت الانتخابات البرلمانية العامة التي جرت في جمهورية إيرلندا عن انتصار تاريخي لحزب “شين فين” اليساري، الذي مثل سابقا الجناح السياسي للجيش الجمهوري الإيرلندي السري. فقد حصل الحزب وفق النتائج المعلنة على 24.53 في المائة، وسيشغل 29 مقعدا، ولأول مرة في تاريخ البلاد الحديث يهزم نظام الحزبين الذي حكم البلاد منذ عام 1932. حيث حصل حزب “فايل غايل” الحاكم على 20.86 في المائة، وسيشغل 8 مقاعد، فيما جاء منافسه التاريخي حزب “فينا فيل” اليميني الليبرالي ثانيا بحصوله على 22.18 في المائة وسيشغل 9 مقاعد. وحقق حزب الخضر نجاحا لافتا بحصوله على 7.13 في المائة ليشغل 4 مقاعد.
ويرى جيمي دوران من الحزب الشيوعي الأيرلندي: “إذا ارتفعت نسب التصويت بعد الإعلان النهائي للنتائج وإذا تمكن شين فين من تشكيل حكومة مع أحزاب يسارية تقدمية، فستوضع لأول مرة السياسة الطبقية في الميزان. وستشكل أول حكومة يسارية تقدمية في الدولة الأيرلندية منذ الثورة المضادة. والاحتمال الآخر هو أن ذلك سيؤدي إلى حكومة يمينية أخرى، ولكن هذا سيعني زوال نظام الحزبين، حيث لم يعد بإمكانهما مواصلة حكاية أنهما منظمتان سياسيتان مختلفتان لهما أهداف سياسية مختلفة. وسيتعين عليهم الاندماج بعد هذا التحالف. وهذا سيعني أيضًا أن حزب شين فين سيكون حزب المعارضة السياسي الرئيس، وبالتالي ستكون سياسة المعارضة يسارية الهوية. ومن المحتمل أن تكون أي حكومة تشكل حكومة ضعيفة ومن المحتمل ألا تكمل دورتها، ويمكن لشين فين أن يحتل موقع الصدارة في الانتخابات المقبلة”. وقد تحقق الاحتمال الثاني الذي طرحه القيادي الشيوعي.
المؤتمر الـ 13 للحزب الشيوعي التركي
وجهت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي رسالة تحية إلى المؤتمر الـ 13 للحزب الشيوعي التركي الذي عقد في 9 آب. كما هنأت الحزب الشقيق بالذكرى المئوية لتأسيسه. وجاء في الرسالة:
نبعث بأحر تحايا الشيوعيين العراقيين إلى المؤتمر الـ 13 للحزب الشيوعي التركي. كما نشارككم الاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيسه. ان هذه المناسبة التي تكتسب أهمية خاصة في حياة حزبكم الشقيق تُذكّر بالنضال البطولي للشيوعيين الأتراك وتضحياتهم في معارك التحرر الوطني من أجل الاستقلال والحرية والديمقراطية، وضد الدكتاتورية والرجعية والامبريالية.
ونعبّر عن ثقتنا بأن المؤتمر الـ 13 سيسهم في تعزيز حزبكم ودوره في النضالات الجماهيرية المتواصلة. ويكتسب ذلك أهمية حاسمة في بناء جبهة يسارية عريضة تعبئ الشعب ضد البرجوازية الحاكمة وهجوم نظام اردوغان على الديمقراطية وحقوق الشعب الكردي، وضد سياساته العدوانية والتوسعية في الشرق الأوسط. ان تدخله الفظ في شؤون بلدان أخرى في المنطقة يتجلى بوضوح في سوريا والعراق وليبيا. وقد أدان حزبنا بقوة الانتهاكات المتكررة للسيادة الوطنية للعراق من قبل القوات وسلاح الجو التركي، ومن ضمنها الاعتداءات الأخيرة على مناطق في عمق كردستان العراق.
هزيمة ترامب ونجاحات اليسار الأمريكي
تعد هزيمة ترامب وعدم حصوله على ولاية ثانية من أهم الأحداث السياسية في العام المنقضي. وتكمن الأهمية القصوى لهزيمة ترامب بانها جاءت نتيجة لمشاركة فاعلة لتحالف قواعد شعبية ديمقراطية متعددة الأعراق من ملايين العاملين. وهي حركة عابرة للأجيال ومتنوعة سياسيا وجغرافيا، وتضم النقابات وأهم المنظمات المدافعة عن الحقوق المدنية وحرية الافراد في خياراتهم الحياتية، بما في ذلك حركة “حياة السود مهمة” و” أنا أيضا”.
ان غالبية اليسار الأمريكي دعمت التحالف الواسع ضد ترامب. لقد كان اليسار جزءاً من هذا التحالف التاريخي الواسع قبل الانتخابات ومن الضروري ان يستمر بعدها.
وهناك تطور مهم شهدته الانتخابات بالنسبة لقوى اليسار والتقدم في الولايات المتحدة، ومستقبل الصراع السياسي فيها، تجاهلته مؤسسات الإعلام الرسمية، الا وهو زيادة عدد النواب التقدميين في الكونغرس الأمريكي، أو ما يسمى إعلاميا بـ “الفرقة التقدمية”. فانضم إلى النساء الأربع نواب يساريون وتقدميون مثل كوري بوش من حركة السود مهمة، وجمال بومان مدعوم من حزب العائلات العاملة و ساندرز، شاريس ديفيدز من كانساس وديب من سكان البلاد الأصليين الهنود الحمر. بالإضافة الى العديد من النواب في برلمانات الولايات والمدن الكبيرة والبلديات. إن هؤلاء جميعًا جزءا من الحراك التقدمي الناشئ الذي يوشك ان يغير مشهد السياسة الأمريكية. إن نمو القوى التقدمية في البرلمانات على المستوى الاتحادي وفي الولايات لن يكون ممكنا بدون ملايين الناس، الذين خرجوا إلى الشوارع ضد الفقر والعنصرية وكراهية النساء ومن أجل المساواة.
كرواتيا: أهم انتصار انتخابي لتحالف اليسار
شهدت كرواتيا في الخامس من تموز انتخابات برلمانية عامة، وعلى الرغم من تصدر “التحالف الديمقراطي الكرواتي” المحافظ السباق الانتخابي، إلا أن الفائز الحقيقي في هذه الانتخابات هو تحالف اليسار – الخضر Možemo“ (نستطيع). وهو نفس اسم حزب بودوموس اليساري الإسباني. وبعد مرور 24 ساعة، كان هناك اتفاق في الراي العام الكرواتي بان تحالف اليسار يعد الفائز الثاني إلى جانب المحافظين. لقد حصل تحالف اليسار، الذي يتكون من عدة مجموعات يسارية على قرابة 7 في المائة، وسيمثل لأول مرة، منذ تفكيك يوغسلافيا الاشتراكية بـ 7 نواب في البرلمان الوطني الجديد.
في بداية الحملة الانتخابية، كان اليسار يأمل في الحصول على مقعد برلماني واحد في العاصمة زغرب، حيث يمتلكون أكبر وجود تنظيمي، لذلك فأن هذه النتيجة هي حصيلة عمل استغرق 10 سنوات خاض فيها نشطاء اليسار صراعات مختلفة: في المجتمعات المحلية وفي الشارع، وفي برلمانات المدن في زغرب ودوبروفنيك، وفي مدن البلاد الأخرى.
مقدونيا الشمالية: «اليسار البديل» يدخل البرلمان للمرة الأولى
في ظل ظروف تعد عموما غير مواتية لقوى اليسار ألأوربي، شهدنا مؤخرا نجاحين هامين لليسار في منطقة البلقان. كان الأول دخول قوى اليسار لأول مرة البرلمان في كرواتيا، والثاني هو دخول اليسار البديل البرلمان في جمهورية مقدونيا الشمالية للمرة الأولى ايضا.
جرت في 15 تموز الانتخابات البرلمانية في جمهورية مقدونيا الشمالية، بعد ان تم تأجيل موعدها مرتين بسبب كورونا، وهي أول انتخابات تجري منذ تغيير اسم البلاد إلى مقدونيا الشمالية ودخولها حلف شمالي الأطلسي (الناتو).
في هذه الانتخابات، وللمرة الأولى، دخل اليسار البديل، بطابعه الاشتراكي البيئي البرلمان الوطني، بحصوله على 4.1 في المائة منحته مقعدين، مقابل 1 في المائة حصل عليها في انتخابات 2016. ويعتبر الحزب نفسه جزءا من كتلة اليسار في البرلمان الأوربي.
وتأسس اليسار البديل في عام 2015 من مجموعة “تضامن” والحزب الشيوعي المقدوني، ومجموعة من الشخصيات اليسارية. والحزب تشكيل مبتكر فرضه التعدد القومي في البلاد. ولا يكتفي الحزب بطرح العدالة الاجتماعية فقط في برنامجه، بل يرفض بشدة “القومية العرقية”، التي ما تزال تلعب دورًا كبيرًا في المجتمع المقدوني. وبالتالي فحزب اليسار يناضل ضد الحواجز والتوترات بين المجموعات القومية، ويعمل على توحيد السكان خارج التفرقة العرقية، بغض النظر عن الانقسامات العرقية.
الذكرى الـ 100 لتأسيس الحزب الشيوعي البريطاني
احتفل الشيوعيون البريطانيون في الأول من آب بالذكرى المئوية لتأسيس حزبهم. وفي هذه المناسبة وجهت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي رسالة تهنئة عبّرت فيها عن الاعتزاز بالدعم الذي قدمه الحزب الشيوعي البريطاني للشعب العراقي وقواه الوطنية الديمقراطية وتضامنه الثابت مع نضالها من اجل التحرر والاستقلال والديمقراطية وضد انظمة الاستبداد والدكتاتورية والقمع والارهاب على مدى عقود.
ويقدم هذا التاريخ اليوم مثالاً ملهماً للشيوعيين البريطانيين وحلفائهم في الحركة العمالية والمجتمع لتشديد نضالهم في الدفاع عن حقوق الشغيلة والشعب البريطاني ومن اجل تحقيق بديل يساري شعبي. كما انه مثال ملهم لجيل الشباب في بريطانيا فيما يبحث عن بديل لنظام رأسمالي مفلس يلقى الإدانة بعدما تكشفت العيوب المتأصلة فيه وفشله في مواجهة جائحة كورونا ونتائجها الكارثية على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي والتي ستترك آثارها على حياتهم لسنوات طويلة قادمة. واليوم، أكثر من أي وقت مضى، يكتسب دور الحزب الشيوعي و قوى اليسار والتقدم، في بريطانيا وفي ارجاء العالم، أهمية خاصة على طريق العمل من اجل التغيير. انه ضروري لبناء مستقبل أفضل.
والحزب الشيوعي الفرنسي أيضا
في الثلاثين من كانون الأول تمر الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الفرنسي. بسبب وباء كورونا تم تحجيم الاحتفالات إلى الحد الأدنى. وكانت هناك خطط لسلسلة من الفعاليات العامة: تلك التي لا يمكن إقامتها، أجلت إلى العام المقبل. الأولوية لتحويل الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الفرنسي إلى فرصة للتأمل في القرن المقبل، الذي يجب أن يبنى بروح السلام والصداقة والكرامة الإنسانية. والحزب الشيوعي في المقام الأول أداة لفرض التغيير. وتأسس لتهيئة المجتمع لتغيير عميق. ولذلك يقول الشيوعيون للشعب الفرنسي أننا نريد هذه التحولات معكم ويجب أن نكون كثيرين حتى يتمكن المزيد من الناس من مساعدتنا. إن الذكرى المئوية لتأسيس الحزب هي بالأساس فرصة للتفكير في المستقبل القريب.
حزب يساري جديد في صربيا
تأسس اخيرا «حزب اليسار الجذري» في صربيا. يقول جوفوباكيتش أستاذ علم الاجتماع في بلغراد، وأحد الناشطين في المشهد اليساري منذ سنوات، وأحد الأعضاء المؤسسين لحزب اليسار الجديد: قبل بضع سنوات بدا ذلك غير وارد. «بعد حروب تفكيك يوغوسلافيا وسنوات حكم سلوبودان ميلوسيفيتش، كان يُنظر إلى الأفكار والقوى اليسارية في المجتمع الصربي على أنها فاقدة للمصداقية»، ويضيف، أن «سياسات ميلوسيفيتش كانت تحتوي بالتأكيد على عناصر اشتراكية، لكنه اتبع سياسة قومية استبدادية».
وعلى الرغم منذ ذلك لا تزال مجاميع داخل اليسار الأوربي تتعامل مع «الاشتراكيين الصربيين»، انطلاقا من أن تقسيم يوغسلافيا والحرب على صربيا تمت من قبل الناتو. ومع صحة الإدانة لحروب الناتو، إلا أن ذلك لا يبرر التضامن مع أحزاب «معادية للغرب»، ولكنها تعتمد الاستبداد والعنصرية ضد القوميات واتباع الديانات الأخرى، فالذي يتبنى مثل هذه السياسات، لا يمكن ان يكون جزءا من اليسار. لذلك يأتي تأسيس الحزب الجديد محاولة لأحياء قيم اليسار الأصيلة، وطرحت إجابات على الأسئلة الكثيرة المفتوحة في الساحة السياسية في البلاد، ولإزالة الغموض الذي يلف علاقات قوى يسارية اوربية بالحزب الاشتراكي الأم، والانشقاقات التي خرجت من معطفه. وفي الوقت نفسه طرح بديلا يساريا يمكن ان يجسد طموحات أوساط شعبية واسعة.
في مهرجان جريدته الشيوعي البرتغالي يجدد مناصرته للحقوق والحريات الديمقراطية
ارتباطا بتداعيات وباء كورونا، لا يريد الحزب الشيوعي البرتغالي ترك ساحة النشاط الجماهيري للديماغوجيين. هذا ما جسده الحزب عمليا من خلال تنظيم النسخة 44 من مهرجان جريدته المركزية “افانتا” في الفترة 4 – 6 أيلول 2020، في إحدى المناطق القريبة من العاصمة لشبونة. لقد توصل الحزب إلى تفاهم مع السلطات الصحية. وتم السماح لعدد محدود فقط من الزوار لمنطقة المهرجان الضخمة. وشهدت الأشهر التي سبقت افتتاح المهرجان حملة يمينية شرسة، ودعوات إلى حظر أكبر فعالية جماهيرية سنوية في البرتغال. وعلى الرغم من ذلك لم يكن 2000 مقعد المخصصة لفعالية المهرجان الختامية كافية. واكد السكرتير العام للشيوعي البرتغالي، جيرونيمو دي سوزا، في خطابه أنه لم يكن ممكنا إسكات صوت الحزب: “نحن هنا للتأكيد من جديد على مناصرتنا للحقوق والحريات الديمقراطية، في المصانع وفي الشوارع”. وان الحزب يدافع عن نظام الصحة العامة ضد سياسات الليبرالية الجديدة، ومن اجل ظروف معيشة إنسانية لجميع المواطنين. وفي المفاوضات مع حكومة الأقلية للحزب الاشتراكي، التي يدعمها الشيوعيون، دون الدخول في التحالف الحاكم، يضغط الحزب من اجل رفع الحد الأدنى للأجور إلى 850 يورو
مهرجان “اللومانيتيه” في زمن كورونا
دأب الشيوعيون الفرنسيون وأصدقاؤهم على الاحتفال السنوي بجريدتهم اللومانيته / الانسانية منذ عام 1930 بمهرجان سرعان ما تحول إلى عيد وطني معتمدا على تاريخ محدد مسبقا وهو عطلة الأسبوع الثاني من شهر ايلول/ سبتمبر. ولم يتوقف المهرجان إلا خلال سنوات الحرب العالمية الثانية، حيث انضم معظم الشيوعيين إلى صفوف المقاومة الشعبية ضد المحتل الالماني النازي.
وبسبب وباء كورونا نظم المهرجان هذا العام بشكل مختلف، حيث وزعت فقرات المهرجان على أكثر من مدينة أو حي في الضواحي الباريسية، منها بلقاءات مباشرة مع الجمهور وأخرى عبر شبكات التواصل الالكترونية لتحاشي الحضور الكبير من جهة، وعدم تحميل المواطن عناء التنقل بين مدينة واخرى لحضور المهرجان. وفعلا انطلقت الفعاليات في الرابع من أيلول بندوات حول “ازمة الصحافة” و” عنف القوى الامنية “ ولقاء مباشر عبر شبكة التواصل الاجتماعي مع معتقل مخضرم في السجون الأمريكية.
اورغواي: العاصمة تنتخب عمدة شيوعية
شهدت اورغواي في 27 أيلول انتخابات حكام تسع عشرة ولاية ورؤساء البلديات ومجالس المدن والبلديات. وتميزت الانتخابات، التي كان من المقرر إجراؤها في أيار، وأجلت بسبب وباء كورونا، بنسبة مشاركة عالية بلغت 85 في المائة، رغم حالة الطوارئ الصحية.
وفي هذه الانتخابات كان الصراع يدور حول العاصمة مونتيفيديو، التي يبلغ عدد سكانها 1,3 مليون من مجموع سكان البلاد البالغ 3,4 مليون نسمة. والدفاع عنها باعتبارها معقلا لليسار، ضد محاولات اليمين الحاكم لاختراقها. لقد حكم تحالف الجبهة الواسعة مونتفيديو منذ عام 1990بشكل مستمر، وهو تحالف من الديمقراطيين الاجتماعيين ومقاتلي حركة الكفاح المسلح السابقين، ويساريين مستقلين والشيوعيين.
لقد استطاعت جبهة اليسار الدفاع عن مواقعها والفوز في العاصمة بنسبة 52 في المائة من أصوات الناخبين، مقابل 40 في المائة لتحالف اليمين. وتم انتخاب المهندسة الكهربائية، والقيادية الشيوعية كارولينا كوس البالغة 59 عامًا عمدة للعاصمة.
عملت كارولينا كوس وزيرة للصناعة والطاقة والمناجم في حكومة الجبهة من 2015 إلى 2019 وانتُخبت عضو مجلس الشيوخ. انضمت كارولينا كوز إلى اتحاد الشبيبة الشيوعي في أوائل الثمانينيات. وكان جدها و والدها من نشطاء الحزب الشيوعي. خلال سنوات الديكتاتورية (1973 - 1985). وهي اليوم من قيادات الحزب الشيوعي المعروفة.
الناخبون يعيدون اليسار إلى السلطة في بوليفيا
أعاد الناخبون في بوليفيا انتخاب اليسار في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت في 18 تشرين الأول، وارجعوه بقوة إلى سدة الحكم في البلاد. فاز لويس آرسي مرشح “الحركة من اجل الاشتراكية” في الجولة الأولى للمعركة الانتخابية، وبفارق كبير. والحركة الفائزة هي حزب الرئيس اليساري السابق موراليس، الذي أجبره العسكر الانقلابيون قبل سنة على الاستقالة من منصبه. واستطاعت الحركة الحفاظ على الأكثرية داخل جناحي السلطة التشريعية أيضا، ولكنها فقد أكثرية الثلثين التي كانت تتمتع بها سابقا.
وفي خطاب له في العاصمة لاباز قال الرئيس المرتقب لويس آرسي: “استعدنا الديمقراطية والأمل بيوم سلمي وهادئ، أعطى فيه جزء كبير من البوليفيين أصواتهم”.
ووعد آرسي بان الرد على نتيجة الانتخابات سيكون الالتزام بالعمل، وبقيادة عملية التغيير دون كراهية والتعلم من الأخطاء. وانه سيحكم باسم جميع البوليفيين، وسيشكل حكومة وحدة وطنية، وسوف يوحد البلاد.
بعد عودة اليسار للسلطة في الارجنتين، تأتي عودة اليسار إلى السلطة في بوليفيا لتشكل مؤشرا قويا على انتهاء سنوات التراجع، وانقلابات اليمين المحلي المدعومة من الولايات المتحدة وحلفائها، وتأكيد جديد لقدرة مشروع اليسار المنطلق من مصالح الأكثرية، على مقاومة التآمر والانقلابات. ولم يستطع الانقلابون في أكثر من عام بقليل، اضعاف التراكم اليساري الذي عززته تجربة موراليس في الحكم. وأثبت الانتصار أن التلويح بالمخاوف المترتبة على “عودة الشيوعيين” التي مارسها اليمين لم تنفعه كثيرا. وعلى صعيد السياسة الدولية، سيعزز انتصار اليسار البوليفي موقع اليسار في عموم القارة اللاتينية، ويعني عودة التضامن مع الشعوب المناضلة في سبيل حريتها، ومنها الشعب الفلسطيني.
لقد استلمت حكومة اليسار مهام عملها وفق التوقيتات الدستورية وعاد موراليس إلى بوليفيا ليقود الحركة من أجل الاشتراكية. وألغيت إجراءات الانقلابيين القضائية ضده. وباشرت الحكومة بإزالة اثار حكومة الانقلابيين السيئة خلال عام، وفي الوقت نفسه اعادت السياسة الخارجية للبلاد إلى سابق عهدها
حزب اليسار السويدي يعقد مؤتمره ال 43
التأم شمل المؤتمر الثالث والأربعين لحزب اليسار السويدي يومي 31 تشرين الأول و1 تشرين الثاني 2020، تحت شعار “معا من أجل المساواة “ وجرى خلاله انتخاب سكرتير جديد ولجنة مركزية من 23 عضوا و 10 أعضاء مرشحين.
تناولت النقاشات وكلمات السكرتير السابق (يوناس خوستيد 56 عاما)، والحالية (نوشي دادغستار 35 عاما) عدة قضايا من بينها قضية المناخ وقانون العمل المقترح من قبل الحكومة الحالية والخطاب الشعبوي لحزب اليمين المتطرف “ديمقراطيي السويد “.
المؤتمر أشاد بما قام به سكرتيره السابق (خوستيد) والذي تصدر المركز الأول في آخر الاستطلاعات باعتباره القائد الحزبي الأكثر شعبية في السويد. وقاد خوستيد الحزب لمدة ثماني سنوات، نما خلالها حزب اليسار وحصل على ضعف عدد أعضائه، وصوت المزيد من السويديين له. ففي انتخابات العام 2010، حصل حزب اليسار على 5.6 في المائة، وفي انتخابات العام 2018، حصل على 8 في المائة من الأصوات. وتظهر الاستطلاعات أن ما يقرب من 10 في المائة من الناخبين يريدون التصويت لحزب اليسار اليوم.
السكرتيرة الجديدة للحزب فهي (ميهرموش نوشي دادغستار)، من مواليد السويد العام ١٩٨٥، ولدت أثناء وجود عائلتها الإيرانية في أحد مخيمات استقبال المهاجرين، درست القانون في السويد، ولها دراسة أخرى حول قوانين العمل من بريطانيا، عضو في البرلمان السويدي منذ العام 2014، ونائبة سكرتير الحزب منذ العام 2018. واختتمت كلمتها الموجهة للمؤتمرين بالقول: أتطلع إلى القيام بذلك معكم جميعًا.
وكانت قيادة الحزب الشيوعي العراقي قد وجهت تهنئة إلى الرفيقة دادغستار في مناسبة انتخابها للمنصب الرفيع الجديد.
فنزويلا: أكثرية الثلثين لتحالف اليسار الحاكم
شهدت فنزويلا انتخابات برلمانية عامة في السادي من كانون الأول، وبموجب النتائج المعلنة، بعد فرز 98،63 في المائة من الأصوات تمكن تحالف “القطب الوطني الكبير”، الذي يضم 9 أحزاب، ويقوده الحزب الاشتراكي الموحد، حزب الرئيس نيكولاس مادورو من الفوز بـ 68،43 في المائة من الأصوات، وبهذا ضمن أكثرية الثلثين في البرلمان الجديد الذي يضم 277 مقعدا. وفي أول رد فعل له على النتائج قال الرئيس الفنزويلي: “لقد حققنا فوزا هائلا”. وجاء ثانيا تحالف أحزاب اليمين التقليدي، الذي يضم حزبي “العمل الديمقراطي، و ”الديمقراطي المسيحي” بحصوله على 17،52 في المائة، وحل ثالثا تحالف يميني آخر يحمل اسم “فنزويلا المتحدة” على 4،15 وحصل تحالف “بديل الشعب الثوري “، الذي يمثل الحزب الشيوعي الفنزويلي قوته الرئيسة، على 2،7 في المائة، وسيحتل مقعده الوحيد سكرتير الحزب العام اوسكار فيغيرا. ولأول مرة يجري الشيوعي تغييرا تكتيكيا، على أساس نقده أداء الحكومة ويخرج من التحالف الحاكم بتحالف آخر على يساره.
والمعروف أن قوى اليمين التقليدي قد شاركت في السباق الانتخابي، فيما قاطعه اليمين المتطرف الداعم
لزعيم الانقلابيين. كم قاطعه رئيس البرلمان وزعيم الانقلابيين غوايدو والقوى المؤيدة له. وسيفقد غوايدو منصبه الرسمي كرئيس للبرلمان في 5 كانون الثاني المقبل، عندما يعقد البرلمان الجديد جلسته الأولى.
رئيس جمهورية الإكوادور السابق روفائيل كوريا، رأى في عودة قوى يسارية وتقدمية إلى السلطة في كل من المكسيك والأرجنتين وبوليفيا، صورة للأمل، وتمنى أن يكون الأمر كذلك في الإكوادور التي ستشهد انتخابات عامة في نيسان 2021 وهي الأولى بعد التحول إلى سياسة الليبرالية الجديدة الذي قاده خلفه مورينا.ش