فلسطين:

وجهت قيادة حزب الشعب الفلسطيني رسالة إلى قيادات القوى والفصائل الفلسطينية كافة، الوطنية والاسلامية، طرح عليهم من خلالها وثيقته المتضمنة رؤية حزب الشعب من أجل تفعيل المقاومة الشعبية وتعزيزها في ظل الظرف المعقد الراهن الذي يعيشه شعبنا والمخاطر والتحديات التي تواجه قضيته الوطنية، معرباَ عن استعداده الأكيد للتعاون والعمل المشترك في سبيل ذلك مع كل قوى وأطر ومؤسسات الشعب الفلسطيني.

وفي أعقاب توجيه رسالته، شرع حزب الشعب الفلسطيني منذ أمس السبت، بعقد سلسلة لقاءات قيادية مع القوى والفصائل الفلسطينية، ابتدأها في لقاء قيادة اللجنة المركزية لحركة (فتح) لبحث رؤيته معها وافضل سبل التعاون وآليات الوصول إلى وحدة العمل الوطني المشترك.

وننشر فيما يلي النص الكامل للرسالة،  وثيقة حزب الشعب المتضمنة رؤيته للمقاومة الشعبية:

دخل شعبنا الفلسطيني رسمياَ في مرحلة جديدة من نضاله مع إعلان الرئيس واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والقيادة الفلسطينية إنهاء العمل بالاتفاقات واعتبار منظمة التحرير ودولة فلسطين في حل منها، وذلك وفقا لقرارات المجلسين الوطني والمركزي بهذا الشأن.

إن هذا الإعلان جاء نتاجا لممارسات الاحتلال المتنوعة وللتواطؤ الكامل من قبل الولايات المتحدة مع إسرائيل والذي تجلى بصورة أكثر سفورا من أي وقت مضى فيطرح ما يسمى صفقة القرن لحل القضية الفلسطينية على قاعدة التصفية الكاملة لحقوق شعبنا الوطنية ومكتسبات نضاله التي تحققت على مدار سنوات طويلة ونتيجة تضحيات هائلة، وكذلك نتاجا لمشروع الضم الذي أعلنته الحكومة الإسرائيلية باعتباره استمرارا وامتدادا نوعيا  لمجمل هذه الممارسات.

إن المرحلة الجديدة تقتضي تعزيز وحدة شعبنا واستنهاض طاقاته الكفاحية في مختلف أماكن تواجده، وتعزيز دور منظمة التحرير الفلسطينية بوصفها ممثله الشرعي والوحيد وقائدة نضاله لتحقيق أهدافه في التحرر الوطني والاستقلال والعودة، كما تتطلب إنهاء الانقسام، وتتطلب بشكل واضح تعزيز صمود شعبنا عبر سياسات اقتصادية واجتماعية تحقق ذلك بصورة جوهرية وعبر تعزيز الحريات والممارسة الديموقراطية، وهي أولا وأخيرا تقتضي توسيع نضال شعبنا ومقاومته ضد الاحتلال من خلال تصعيد المقاومة الشعبية وتوسيعها كي تتحول الى انتفاضة شعبية شاملة تترافق مع مقاطعة وعصيان وطني شامل ضد الاحتلال وضد مستعمريه.

وبرغم الصعوبات التي تعترض ذلك ومن بينها وجود فجوة بين الشعب والسلطة وبين الشعب والقوى والفصائل المختلفة، وحالة الانقسام، بالإضافة الى صعوبة الاوضاع الاقتصادية والمعيشية، إلا ان أولويات حقوق شعبنا ونضاله ضد الاحتلال أثبتت دائما عظمة وقدرة هذا الشعب على اجتراح الابداعات وتجاوز الفجوات وهي تملي على كافة القوى وعلى السلطة ومنظمة التحرير بذل اقصى الجهود من اجل ازالة هذه الفجوات وتعزيز الثقة وبناء قاعدة افضل للعمل الوطني والشعبي المشترك بالاستفادة من كل التجارب السابقة وبتدارك النواقص والأخطاء التي تحول دون ذلك .

إن حزب الشعب الفلسطيني مصمم على العمل المشترك مع كافة القوى من أجل تحقيق ذلك ومن أجل تصعيد المقاومة الشعبية ضد الاحتلال على قاعدة الشراكة الوطنية، وعلى قاعدة احترام آليات الاختلاف والتباين بما لا يطغى على اعتبارات وحدة النضال ضد الاحتلال، وان حزب الشعب الفلسطيني عازم على تسخير مساهمات رفاقه ورفيقاته ومؤسساته وأطره الجماهيرية في اتجاه تحقيق هذه المهمة وفي العمل المشترك لإنجازها، وهو يضع بين أيدي مجموع القوى الفلسطينية مساهمته ورؤيته  لتحقيق ذلك وفي إطار من ضرورات تكامل العمل المشترك في كل ساحات نضال شعبنا، في الضفة والقطاع وفي الشتات، أيضا في إطار من التنسيق الذي يراعي الخصوصية لأبناء شعبنا في الداخل:

1- إن هدف الوصول الى انتفاضة شعبية ومقاطعة وعصيان وطني شامل ضد الاحتلال هو الهدف المركزي الذي يجب تحقيقه عبر تصعيد وتوسيع المقاومة الشعبية ضد الاحتلال وبما يضمن الحفاظ على طابعها الشعبي والجماهيري الواسع، وهو لا يعني بالطبع نسخ تجربة أي من الانتفاضتين الأولى والثانية، بل الاستفادة من دروسهما، كما أنه لا يحصر هذه المقاومة بأشكال ونماذج نمطية معتادة وإنما توسيعها في إطار المبادرة والإبداع الشعبي والجماهيري بما يضمن توسيع المشاركة فيها وتحقيق أهدافها في مواجهة الاحتلال والمستوطنين وبما يحافظ على طابعها الجماهيري والشعبي بعيدا عن أية مظاهر للعسكرة التي شهدتها الانتفاضة الثانية، وعلى قاعدة الشراكة والعمل الجماعي.

2- تعزيز وتفعيل المقاومة الشعبية يتطلب بناء جبهة موحدة للمقاومة الشعبية تكون بمثابة الذراع التنفيذي للقيادة السياسية المتمثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية التي لابد من تفعيلها وتوسيع دورها وتأثيرها في مختلف تجمعات الشعب الفلسطيني، وبما يضمن الشراكة الوطنية بين كل مكوناتها والسعي لتوسيعها بما يشمل الجميع وعلى أساس إنهاء الانقسام وكل تجلياته الخطيرة على شعبنا، وهو الأمر الذي يتطلب توحيد أهدافها وشعاراتها والخطاب الإعلامي الذي يحقق ذلك.

3- المباشرة فورا بتشكيل هذه الجبهة في الضفة بما يشمل القوى الوطنية ولجان المقاومة الشعبية المختلفة وبحيث يكون هناك تنسيق وقيادة مركزة لها.

4- انطباق نفس المفهوم والعمل المشترك على قطاع غزة والسعي لإنجاح أية مبادرات تكاملية في هذا الاتجاه مع المحافظة على التنسيق والعمل المشترك بين قوى منظمة التحرير الفلسطينية وعدم الموافقة على أية محاولات لإظهار التباين في الموقف الوطني المشترك وفي دور شعبنا الموحد في الضفة والقطاع والشتات في مواجهة هذا المشروع أو الظهور بمظهر وجود قيادتين لشعبنا.

5- التنسيق المركزي المشترك بين الجاليات الفلسطينية في الخارج على نفس قاعدة الشراكة وعقد لقاء مركزي سريع في هذا الاتجاه.

6- إعطاء خصوصية لوضع القدس وآليات العمل المشترك هناك.

7- تشكيل صيغة عمل مشترك خاص بالأغوار ووضع خطة ملائمة للمتابعة الشاملة فيها.

8- وضع صيغة خاصة ايضا للعمل المشترك في كل المواقع الحدودية وخطة شاملة للتعامل معها.

إن توحيد الجهود والنضال المشترك ينطلق من الأسس التالية:

  1. استمرارية المقاومة الشعبية كخيار استراتيجي وليس تكتيكي وعمل دائم وليس موسمي ونهج عمل يهدف لاستثمار كل عناصر ومقومات قوة شعبنا وجماهيره من أجل تحقيق هدفه الوطني العام في إنهاء الاحتلال وتحقيق حقوق شعبنا.
  2. شموليتها لتجتذب وتشرك أوسع الفئات المجتمعية من عمال وفلاحين وطلبة وشباب ونساء تحت شعار (لكل دوره في النضال) وتتحول أطر هذه الفئات إلى أطر مقاومة تحشد امكانياتها واعضائها في إطار المقاومة الشعبية.
  3. اتساع رقعتها لتصل وبالتدريج الى مختلف المواقع السكانية الفلسطينية من مدن وقرى ومخيمات وتجمعات بدوية بحيث تتنامى أعداد نقاط الاحتكاك والاشتباك مع المحتل ولا يتم قصرها على عدد من البؤر كما هو حاليا بالاعتماد على إمكانيات كل موقع بدلاَ من الشكل الحالي الذي يقوم به النشطاء بالتنقل من موقع الى آخر ومن محافظة لأخرى.
  4. تنوع أشكالها من المسيرات ذات الطابع السياسي إلى فعاليات المواجهة وإلى المجموعات الصغيرة التي تمارس أنشطتها على طرق المستوطنين .. إن تنوع أشكال المقاومة يعني بالضرورة تعزيز حركة المقاطعة لإسرائيل اقتصاديا وسياسيا ودبلوماسيا وثقافيا... الخ، الأمر الذي يتوجب على جبهة المقاومة المنشودة وضعه في صميم برنامجها لتنظيف أسواقنا الفلسطينية من منتجات المحتلين التي لها أو يمكن إيجاد بدائل لها من منتجاتنا الوطنية أو العربية أو الأجنبية عدا المنتجات الامريكية، كما ويشمل تنوع أشكالها مقاومة التطبيع مع المحتلين بكل اشكاله.

ولضمان تحقيق ذلك لابد من العمل على:

  1. انخراط نشطاء كل القوى الوطنية في ذلك.
  2. البدء بتشكيل لجان وطنية في مختلف المناطق والتعاون للبدء في ذلك من خلال توجيهات مشتركة لنشطائنا في المواقع المعنية.
  3. إطلاق العنان للمبادرات المختلفة.
  4. تعزيز ثقافة الشعب البطل وليس الفرد البطل.
  5. توجيه كافة الفعاليات إلى نقاط التماس.

اللجنة المركزية

لحزب الشعب الفلسطيني

19/6/2020