طريق الشعب
تواصل كوادر وزارة الصحة جهودها الكبيرة في مكافحة وباء كورونا رغم الصعوبات الواضحة التي تواجه عملهم، جراء نقص المستشفيات والمعدات الصحية والادوية وغيرها من المستلزمات، بسبب الفساد الاداري والمالي الذي لحق بالمؤسسة الصحية.
وفي هذا الشأن، التقت "طريق الشعب" مواطنين وكوادر صحية، عبروا لها عن آرائهم.

جهود استثنائية

عبير الشمري طالبة الدراسات العليا قالت لمراسل "طريق الشعب" ان جهود منتسبي وزارة الصحة في مواجهة فايروس كورونا استثنائية، وان اي تكريم لهم سيكون دون المستوى، لأنهم يجودون بانفسهم نفي ظروف تدني حال النظام الصحي، مع غياب الخطط الواضحة لدى الحكومات المتعاقبة منذ 2003 في تأسيس نظام صحي يتناسب مع الاحتياجات، وعدم وجود استراتيجية وخطط طواريء.
واضافت الشمري "نتمنى لجميع الكوادر الطبية السلامة في هذه المعركة غير المتكافئة".
وقال المهندس جاسم هلال في البصرة ان كوادر وزارة الصحة تقوم بعمل جيد لمواجهة جائحة كورونا، وان العمل بالتماس مع المصابين بشكل مباشر يستحق الثناء نظرا لما يحمل من خطورة على الكادر الصحي واحتمالية الإصابة بهذا الڤايروس. واضاف هلال انه مع ذلك لا بد أن تكون هناك خطة لدى وزارة الصحة لاحتواء الوباء و الحيلولة دون انتشاره، من خلال تشكيل فرق المسح الوبائي في المناطق التي يظهر فيها المرض، دون انتظار مراجعة المصابين للمراكز الصحية، وهذا ما فعلته صحة البصرة في الأيام الأخيرة حيث نتج عنها زيادة في اكتشاف المصابين من الملامسين و القريبين عليهم .
وأكد المهندس جاسم هلال "ان هذه الظروف جعلتنا في امس الحاجة إلى المستشفيات، علماً أن هناك العديد من البنايات المخصصة لم تنجز لحد هذه اللحظة رغم مرور عدة سنوات على البدء بانشائها".
الكاتب والصحفي عبد السادة البصري قال لــ" طريق الشعب" انه رغم ضعف الامكانيات المادية، وقلّة المستشفيات وقِدَمِها، وضآلة المتوفر من العلاجات والادوية واجهزة التنفس الاصطناعي، نتيجة الفساد المستشري في جميع مفاصل الدولة، والصحة اولها، الاّ ان الجهود التي بذلها الكادر الصحي في عموم المحافظات من اطباء وممرضين وكوادر فنية وادارية تستحق التقدير، فهي تنم عن شعور عالٍ بالمسؤولية تجاه أبناء وطنهم، واحساس كبير بالانتماء لهذا الوطن. واضاف: "اتمنى ان يوفوا حقّهم لما قدموه ويقدمونه من خدمات علاجية ووقائية ونصائح للآخرين، وأن يعي المسؤولون حجم الفساد الذي كاد أن يؤدي بالناس والبلاد الى المهالك، لولا شعور المواطنين بفداحة الخسارة اذا تفشى الوباء. تحياتي لكل العاملين والساعين في خدمة شعبهم ووطنهم .
وقال الشاعر سالم محسن لــ " طريق الشعب " إن هناك عدة مؤشرات على أن الحكومات منذ 2003 وإلى يومنا هذا لم تكن معنية بصحة المواطن، وليست لديها أية خطط مستقبلية لمواجهة أية حالات عادية أو استثنائية، حيث الكل يعرف ان أغلب العمليات يالجراحية ُيجريها الناس خارج الوطن، بسبب الفساد المالي والاداري لهذه الوزارة ومن عملوا في إدارتها من خلال المكاتب الاقتصادية للأحزاب المتحاصصة، وأن جائحة كورونا قد كشفت هذه الملفات.
واضاف أن جهود الوزارة ومن معها في خلية الازمة ليست بالمستوى المطلوب، "حيث تعثر تطبيق الحظر في بعض المناطق لعدم توفير البدائل الناجعة، وعدم تخصيص أموال للقطاعات غير المنتظمة في عمل، لا سيما وأن اجراءات الوزارة لم تكن سريعة ورادعة في تشخيص الوافدين واستقبالهم، بما في ذلك الطلاب والمسافرون. لكن كل هذا لا يغطي على جهود الجيش الابيض، التي تشير إلى مدى الكفاءة التي يتحلون بها والقدرة على التحمل والصبر والتضحية في مواجهة جائحة كورونا. وهذا مدعاة لان تكون الخطط المستقبلية بحجم المسؤولية، فان على الدولة ان تكفل صحة كل مواطنيها على حد سواء.
وفي ميسان ذكر الناشط المدني سلام الميساني أنه "لا يوجد أي تخطيط لمجابهة الأزمة، فالمتنفذون يعملون وفق "رد الفعل" ولم يستثمروا أيام حظر التجوال لتعقيم وتعفير المناطق.
الموظف في دائرة صحة ميسان عمار الكناني ذكر لمراسل "طريق الشعب" إن الإجراءات المتبعة جيدة من الناحية الوقائية والتعفير وان قرارات لجنة الأزمة كانت مفيدة للحد من انتشار الفيروس، لكن صاحبت هذه الإجراءات خروقات في التطبيق على الأرض، خصوصاً سفر بعض الاشخاص الى محافظات أخرى مما أدى الى اصابات في المحافظة.
وتحدث لمراسل "طريق الشعب" موظف في دائرة الصحة في ميسان طلب عدم كشف اسمه عن "معاناة كوادر المنتسبين في وزارة الصحة منذ سنوات من تهالك البنى التحتية للمؤسسات الصحية، والنقص الشديد في التجهيزات الطبية سواءٍ كانت أجهزة أو معدات أو علاجات. كذلك النقص الكبير في الكمامات، كوننا متلامسين مع المرضى المصابين. واضاف ان هناك معاناة في الوصول من وإلى مواقع عملنا، فبعض السيطرات الأمنية لا تلتزم بالاوامر مما يصعب وصولنا الى عملنا في الوقت المناسب".
وفي ذات السياق تحدث استاذ التاريخ الدكتور ظافر أكرم قائلاً: ان كوادر وزارة الصحة تعاملت بمسؤولية كبيرة وبحرص عالي للحد من انتشار هذا الوباء في البلاد، وهناك تفاني شديد لانقاذ الارواح وهم يواجهون عدوا مجهولا. واشاد أكرم بتعاون منظمات المجتمع المدني والنشطاء مع الجهات المعنية لتوعية المجتمع بمخاطر هذا الوباء وكيفية الوقاية منه، وتقديم افضل طرق العلاج وهو ما اعطى بارقة امل للخائفين من انتشار هذا الوباء.
وثمن الناشط المدني جلال الشاطي من محافظة واسط، جهود العاملين في مجال الصحة في مكافحة وباء كرونا، وعبر عن كل الحب والشكر والتقدير والعرفان إلى العاملين في وزارة الصحة، الساهرين للحفاظ على صحتنا، فهم جنود مجهولون يعملون ليلاً ونهاراً.
وأبلغ المواطن نذير القريشي "طريق الشعب": لدينا كادر طبي جيد ذو اختصاص عالٍ، بذل جهودا كبيرة في سبيل انقاذ المرضى من هذا الوباء الكارثي. لكن لا تتوفر المعدات اللازمة في المستشفيات كالمعقمات والقفازات والكمامات، مما يعرقل عملمهم فيضطرون الى شراء معدات السلامة الصحية من الصيدليات من أموالهم الخاصة.