طريق الشعب
جدد المنتفضون خلال اليومين الماضيين، احتجاجاتهم وإضراباتهم وانشطتهم المتعددة، مواصلين الانتفاضة والضغط على الجهات المعنية للاستجابة للمطالب المشروعة، وفيما أكدوا على ضرورة إبعاد العراق عن الصراعات الدولية والإقليمية، تعرض بعضهم إلى الاعتداء الذي ادانته اوساط احتجاجية واسعة.

بغداد

وفي العاصمة، وجه شباب انتفاضة تشرين، بياناً في مناسبة الذكرى الـ 99 لتأسيس الجيش العراقي، مؤكدين أن المنتفضين سيمضون في طريقهم حتى تحقيق المطالب.
وقال شباب الانتفاضة في البيان الذي اطلعت عليه "طريق الشعب"، إن "الشعار الرئيس لانتفاضة تشرين منذ اندلاعها هو (نريد وطناً) والذي جسّد بشكل واضح آمال العراقيين بوطن حر ومستقل يحميهم ويحفظ كرامتهم، وطوال أسابيع صمد المنتفضون في ظل تحديات وانتهاكات عديدة مارستها السلطة والقوى الفاسدة المتنفذة"، لافتين إلى أن "مراهنة كبيرة جرت على ملل المنتفضين وضعفهم أمام محاولات التفرقة بينهم بأساليب بائسة إلا إنها لم تثن العراقيين عن المواصلة من أجل تحقيق كافة المطالب".
وفي الأثناء، توافدت اعداد غفيرة خلال اليومين الماضيين إلى ساحة التحرير ومقترباتها.
وأظهرت فيديوهات اطلعت عليها "طريق الشعب"، ترديد المتظاهرين هتافات تدين التدخل الدولي والإقليمي في الشأن الداخلي، وتؤكد على النأي بالعراق بعيدا عن التوتر والصراع الحاصل بين واشنطن وطهران، فيما شددوا على أن عدوهم الأول هو الفساد ومنظومة الخراب التي لا بد من تغييرها بالكامل.

تظاهرات الكوت

ومن جانب آخر، تجمع المئات من طلبة جامعة واسط أمام البوابة الرئيسة لمبنى الجامعة، منطلقين بتظاهرة كبيرة إلى ساحة الاعتصام.
وقال مراسل "طريق الشعب"، علي جبار، إن الطلبة نددوا بالأحزاب الفاسدة والتدخلات الخارجية، خاصة القصف الاخير على مواقع ومقرات الحشد الشعبي، مبيناً أنهم تجمعوا بعد وصولهم إلى الساحة، أمام خيمة الطلبة.
وأضاف جبار، إن العشرات من المحاضرين المجانيين خرجوا في تظاهرة ثانية مطالبين بتحويلهم الى عقود وزارية مثل أقرانهم، بعد أن عملوا لثلاث وأربع سنوات دون مقابل، منوهاً إلى أن مدينة الكوت شهدت قطوعات لأغلب الطرق صباحا للاستمرار في الاضراب الذي دخل أسبوعه العاشر على التوالي.

حراك نجفي متصاعد

أما في النجف، فشهدت ساحة الاعتصام تظاهرة كبيرة نظمتها نقابة المهندسين الزراعيين صباحاً.
وذكر مراسل "طريق الشعب"، احمد عباس، أن التظاهرة عبّرت عن الاستياء من سياسة الأحزاب المتنفذة التي فشلت في إدارة الحكم، بعدما تجمع المتظاهرون امام خيمة تجمع النقابات والاتحادات في ساحة الاعتصام لإقامة مهرجان فني بفقرات متعددة، منها الباركور والرسم والقاء عدد من القصائد الشعرية لشعراء شباب من ساحة الاعتصام.
يُشار إلى أن طلبة جامعة النجف يواصلون اعتصامهم المفتوح أمام بوابة الجامعة، مؤكدين عدم العودة إلى مقاعد الدراسة، حتى تحقيق المطالب المشروعة.

الناصرية .. أحداث كبيرة

وفي غضون ذلك، شهدت الناصرية أحداثًا مأساوية بعدما تصادم المحتجون مع مجموعة كانت تؤدي مراسم التشييع لقاسم سليماني وأبي مهدي المهندس وهي تحمل السلاح قرب ساحة الاعتصام.
وأشار مراسل "طريق الشعب"، باسم صاحب، إلى أن المتظاهرين منعوا مرور موكب التشييع الرمزي لقاسم سليماني وأبو مهدي المهندس في ساحة الحبوبي بعد أن شاهدوا مظاهر مسلحة اثارت التوتر والقلق، مبيناً أن الاعتراض أدى إلى ردود أفعال منفلتة من الطرف المشيع حيث أقدم بعض الأشخاص على إطلاق النار على المتظاهرين، وإصابة أحدهم في منطقة الرأس، والذي استشهد يوم أمس متأثراً بجراحه.
وأكد صاحب، أن عددا كبيرا من المنتفضين وبخطوة اعتبروهاً رداً على ما حصل، توجه إلى بناية الحشد الشعبي الواقعة على الشارع الرئيس المؤدي إلى الكراج الموحد شمال شرقي الناصرية، وقاموا بحرقها.
وفي السياق، استهدف مسلحون مجهولون، منزل الناشط عدي الجابري بعبوة صوتية دون تسجيل أية خسائر بشرية.
ونقلت وكالة "المربد"، عن الجابري قوله، إن "سيارة نوع نيفارا ترجل منها أحد المسلحين وقام برمي رمانة صوتية داخل المنزل تسببت في إحداث أضرار في سيارتي الخاصة وحالة من الذعر لأفراد أسرتي"، مشيرا إلى أنه "قدم شكوى بالحادث إلى الجهات الأمنية وقد فتح تحقيق في ذلك".

ناشط معتقل في صلاح الدين

إلى ذلك، أفاد مصدر أمني، في محافظة صلاح الدين، إطلاق سراح الناشط المدني، عبد الستار شريف الناصري، بعد اعتقاله بتهمة التشهير وإدارة صفحات وهمية.
وذكر المصدر، إن "مدة اعتقال الناصري دامت 30 يوماً، واطلق سراحه بعد عدم ثبوت التهم الموجهة ضده، واسقاط جميع التهم الموجهة ضده".
يُذكر أن العديد من المواطنين في المناطق الغربية تعرضوا للاعتقال والملاحقة بسبب الآراء التي يدونوها على مواقع التواصل الاجتماعي، وبالخصوص منها ما يتعلق بدعم الانتفاضة والمنتفضين في بقية المحافظات.

أوضاع البصرة

وشهدت البصرة مصادمات وإطلاق نار على المحتجين من قبل مجموعة تحمل نعشاً رمزياً لسليماني.
ونقلت وكالة "الغد برس"، عن مصدر أمني في المحافظة قوله، إنه "تم احراق خيام المتظاهرين في البصرة وإطلاق النار الحي عليهم، بعد رفضهم التشييع الرمزي لقاسم سليماني ورفع العلم الإيراني، ما دفع قوات الشغب إلى الانتشار بشكل مكثف للسيطرة على الأمن"، فيما تداولت الأنباء لاحقاً عن وقوع عدد من المصابين دون الكشف عن الأرقام.
وأعلن محافظ البصرة، أسعد العيداني، تعطيل الدوام الرسمي اليوم في المحافظة استعدادا لاستقبال جثمان ابي مهدي المهندس وتشييعه.
ووجه العيداني، خلال تصريح صحفي، بـ"تعطيل الدوام الرسمي في جميع الدوائر الحكومية اليوم، باستثناء الخدمية والصحية، استعدادا لاستقبال جثمان نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبي مهدي المهندس إلى المحافظة".
وفي الأثناء، أفاد مصدر أمني باغتيال مدير عدد من المدارس الاهلية في قضاء أبو الخصيب.
ونقلت وكالة "بغداد اليوم"، عن المصدر قوله، إن "مسلحين مجهولين يستقلون دراجة نارية، فتحوا النار على مدير مدارس حمدان الأهلية في قضاء ابي الخصيب جنوبي البصرة، ما أدى إلى وفاته في الحال".

تظاهرات طلابية في بابل

وواصل المئات من الطلبة في بابل، التظاهر امام نقابة المعلمين ضد محاولات إعادة الدوام وإنهاء الإضراب.
وأظهر فيديو عرضته فضائية دجلة، تأكيدات المتظاهرين الطلبة خلال مسيرة حاشدة لهم، على الاستمرار في التظاهر حتى تحقيق المطالب، بعدما دعا نقيب المعلمين ومدير التربية ومسؤولين في الشرطة إلى العودة إلى مقاعد الدراسة، مؤكدين أنه لا عودة حتى تحقيق المطالب المشروعة للمنتفضين في عموم مناطق البلاد، وأن الرد يأتي من الطلبة دوماً لقطع الطرق على محاولات تسويف الأمر وإنهاء الإضراب.
ومن الجدير بالذكر، إن محافظات أخرى اقامت أنشطة احتجاجية كثيرة على نفس السياق.