طريق الشعب

ارتفعت يوم أمس، حصيلة شهداء الحشد الشعبي جرّاء القصف الجوي الذي نفذته القوات الأمريكية أخيرا، في الحدود العراقية – السورية على مواقع تابعة للحشد، وفيما بررت البنتاغون الاعتداء بأنه دفاعاً عن النفس ضد الهجوم الصاروخي الأخير الذي طال قاعدة عراقية قرب كركوك، وأدى الى مقتل مواطن أمريكي وإصابة أربعة آخرين، أكدت حكومة موسكو إن واشنطن لم تبلغها بالهجوم، في حين دعت الخارجية الصينية إلى احترام سيادة ووحدة أراضي العراق وسوريا.

وأصدرت الرئاسات الثلاث العراقية مواقف رافضة ومنددة بالاعتداء الذي قوبل برفض واستنكار من مواطنين كثر في محافظات مختلفة بضمنهم المتظاهرون المنتفضون.

ارتفاع حصيلة الشهداء

وأعلن مدير مديرية الحركات في هيئة الحشد الشعبي، جواد كاظم الربيعاوي، ارتفاع حصيلة ضحايا الحشد غربي الأنبار.

وقال الربيعاوي في تصريح نقله موقع "الحشد الشعبي"، واطلعت عليه "طريق الشعب"، إن "حصيلة الاعتداء الغاشم على مقرات اللواءين 45 و46 بلغت 25 شهيدا و51 جريحا"، مبيناً أن "عدد الشهداء قابل للزيادة نظراً لوجود جرحى في حالة حرجة وإصابات بليغة".

ويأتي هذا التصريح بعد ساعات من إعلان قيادة العمليات المشتركة، تعرض مقر اللواء 45 في الحشد الشعبي، إلى ثلاث ضربات جوية أمريكية أدت إلى استشهاد 4 عناصر من الحشد الشعبي وإصابة 30 آخرين في الموضع الدفاعي على الحدود العراقية - السورية ضد عصابات داعش الارهابية في منطقتي غابة سلوم والحرش، غربي الانبار.

تبرير البنتاغون

من جانبها، أصدرت وزارة الدفاع الامريكية "البنتاغون"، بياناً في شأن الضربات الجوية التي أثارت جدلاً وانتقاداً واسعاً من قبل العراقيين والمتظاهرين في سوح الاحتجاج والاعتصام.

ونقل البيان الذي اطلعت عليه "طريق الشعب"، عن مساعد وزير الدفاع، جوناثان هوفمان، قوله، إنه "رداً على هجمات كتائب حزب الله المتكررة على القواعد العراقية التي تستضيف قوات التحالف لعملية (الحل المتأصل OIR)، شنت القوات الأمريكية ضربات دفاعية دقيقة ضد خمس منشآت تابعة للحزب في العراق وسوريا"، معتبراً أن "تلك الضربات ستؤدي إلى إضعاف قدرة ما اسمته بـ(KH)، على شن هجمات مستقبلية ضد قوات التحالف".

وأضاف بيان البنتاغون، إن "الأهداف الخمسة تشمل ثلاثة مواقع KH في العراق واثنين في سوريا، حيث شملت هذه المواقع مرافق تخزين الأسلحة ومواقع القيادة والسيطرة التي يستخدمها KH للتخطيط وتنفيذ الهجمات على قوات التحالف OIR تضمنت ضربات KH الأخيرة بهجوم صاروخي على قاعدة عراقية بالقرب من كركوك أسفر عن مقتل مواطن أمريكي وإصابة أربعة من أفراد الخدمة الأمريكية واثنين من أفراد قوات الأمن العراقية، في الوقت الذي أكد الوزير مارك إسبر ورئيس الوزراء عادل عبد المهدي، على ضرورة توقف هذه الهجمات على قوات الأمن العراقية وقوات عملية العزم الصلب بشكل نهائي"، منوهاً إلى أن "الولايات المتحدة تحترم شركاءها في التحالف والسيادة العراقية احتراما كاملا، وتدعم عراقا قويا ومستقلا، ومع ذلك، لن يتم ردع الولايات المتحدة عن ممارسة حقها في الدفاع عن النفس".

 موقف موسكو وبكين

وفي الأثناء، اكدت الرئاسة الروسية، عدم تبليغها من قبل واشنطن بالضربات الجوية على معسكرات كتائب حزب الله في العراق وسوريا.

وقال الناطق الرسمي باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، في تصريح نقلته وكالة "رويترز"، واطلعت عليه "طريق الشعب"، إن "الولايات المتحدة لم تخبر روسيا بقصف مواقع لكتائب حزب الله، في العراق وسوريا"، موضحاً أن "موسكو تثمن إيجابا كل إجراءات تهدف لمحاربة الإرهاب، كما تقيّم سلباً كل إجراء قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار".

وفي السياق نفسه، دعت الصين، كل الدول إلى احترام سيادة واستقلال العراق وسوريا ووحدة أراضيهما، رداً على القصف الأمريكي الأخير.

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الصينية، غان شوان، في تصريح صحفي اطلعت عليه "طريق الشعب"، إننا "متأكدون من أن الجميع يجب أن يلتزم بميثاق الأمم المتحدة والمعايير الدولية الأساسية، ومن الضروري احترام استقلال وسيادة ووحدة أراضي العراق وسوريا".

إدانة الرئيس صالح

ومن جهته، رفض رئيس الجمهورية برهم صالح، القصف الأمريكي الذي تسبب في وقوع شهداء وجرحى بين صفوف عناصر الحشد الشعبي.

وقال صالح في بيان مقتضب، إن "القصف الامريكي على احد مقار الحشد الشعبي مناف للاتفاقات مع امريكا ومضر بالعراق، وهو غير مقبول"، وفيما أدان "العدوان الاميركي"، أعتبره "انتهاكاً لسيادة العراق".

عبد المهدي يخاطب إسبر

وعلى صعيد ذي صلة، اعلن المتحدث باسم رئيس الوزراء لحكومة تصريف الأعمال، عبد الكريم خلف، إن رئيس الوزراء عادل عبد المهدي ابلغ وزير الدفاع الامريكي رفضه الشديد لقصف مواقع الحشد الشعبي.

ونقلت وكالة الأنباء العراقية، في تصريح اطلعت عليه "طريق الشعب"، عن خلف قوله، إن "رئيس الوزراء عادل عبد المهدي اكد رفضه أي عمل منفرد تقوم به قوى التحالف أو أي قوى اخرى داخل العراق، ونعتبره انتهاكاً للسيادة العراقية وتصعيداً خطراً يهدد أمن العراق والمنطقة".

وتابع خلف، إن "عبد المهدي وجه بعقد اجتماع طارئ للمجلس الوزاري للأمن الوطني لاتخاذ التدابير اللازمة لحماية العراقيين وحفظ امن وسيادة العراق، وابلغ العمليات المشتركة بمنع اي عمل انفرادي بري او جوي من دون موافقة الحكومة العراقية".

الحلبوسي: انتهاك للسيادة

وفي غضون ذلك، استنكر رئيس مجلس النواب، محمد الحلبوسي، القصف الأمريكي وأعتبره انتهاكاً لسيادة العراق.

وقال الحلبوسي، في بيان له، إنه "في الوقت الذي نطالب الجميع بضبط النفس، نجدد دعوتنا الى أن تكون جميع القوات تحت إمرة القائد العام للقوات المسلحة"، مؤكداً على "ضرورة الالتزام بتوفير الحماية للبعثات الدبلوماسية وقوات التحالف الدولي التي تتواجد على الأراضي العراقية بطلبٍ وموافقةٍ من الحكومة، وأن تتوحد الجهود لإكمال الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي".