طريق الشعب
خرجت يوم أمس، تظاهرات حاشدة في عشرة محافظات، رافقتها مسيرات طلابية ضخمة، أكدت على التضامن مع شهداء وجرحى الانتفاضة، وضرورة محاسبة المتورطين بالقمع الدموي، والاستمرار بالاحتجاج حتى تحقيق كافة المطالب.

الكربلائيون يؤبنون الشهداء

واعلنت كربلاء، يوم أمس، الحداد في كافة المؤسسات الحكومة باستثناء الخدمية منها، على أرواح الشهداء.
وقال مراسل "طريق الشعب"، عبد الواحد الورد، أن المئات من الطلبة والشباب توافدوا صباحاً إلى ساحة الاعتصام للمشاركة في تأبين شهداء الانتفاضة الباسلة، بعد أن اقيم مأتم حضره مخاتير المناطق ووجهاء المدينة وأعيانها، لافتاً إلى قراءة سورة الفاتحة والقصائد والاناشيد الوطنية والحماسية والاهازيج الشعبية في مكبرات الصوت.
وأضاف الورد، أن مدرسو الحاسوب وكوادر مدرسة شهيد المحراب شاركوا في الاستعراض الجماهيري، الذي شهد حضوراً لطلبة الجامعات، فيما استمرت المواكب والمنظمات الشبابية بتوزيع الطعام والمياه والقيام بادامة المكان وتنظيفه.

أهازيج ميسانية

وفي ميسان، ردد المتظاهرين اهزوجة "دمج ذي قار توحد وي دم عمارة" بمشاركة الطلبة والشباب وشرائح اجتماعية عديدة.
وقال مراسل "طريق الشعب" مهند حسين، أن تظاهرات تجدد في للطلبة والموظفين في ساحة الاعتصام امام مبنى المحافظة. كما التحق أهالي ناحية علي الغربي بساحات الاحتجاج، معلنين تلبيتهم نداء المعتصمين الذي وجه للأقضية والنواحي.
وأضاف حسين، أن المتظاهرين طالبوا بمحاسبة القتلة والاستمرار بالاحتجاج حتى تلبية جميع المطالب، فيما رددوا ابيات الشاعر مظفر النواب "لا تفرح بدمنه لا يالاكطاعي .. صويحب من يموت المنجى يداعي"، مشيراً إلى أن المنتفضين نظموا قافلة للمساعدات الطبية واللوجستية والكوادر التمريضية بعد النداء الأخير الذي أطلقته الناصرية، حيث انطلقت صباحاً وهي تتوشح بأعلام العراق.

عشائر الناصرية

وفي الأثناء، تظاهر عدد كبير من طلبة الجامعات والمدارس في الناصرية، بعد احداث كبيرة أمام مبنى قيادة الشرطة التي انتهت بالانسحاب نحو ساحة الحبوبي نتيجة حملات التوعية التي قام بها الأهالي.
وذكر مراسل "طريق الشعب"، باسم صاحب، أن أعداد كبيرة من أبناء العشائر شاركوا أيضاً في التظاهرات قام العديد منهم بحماية المنتفضين ومنع دخول المجاميع المسلحة إلى المدينة، فضلاً عن آخرون بحملة تنظيف للشوارع والجسور التي تأثرت بحرق الاطارات، كما فتحت بعضها لإعادة الحركة المرورية التي شهدت انقطاعاً طويلاً.

مسيرات بابلية

وفي غضون ذلك، شهدت ساحة التظاهر في بابل ومقتربات جسر الثورة، مسيرات زاخرة بالطالبات والطلاب والموظفين والمثقفين والاكاديميين وغيرهم من ابناء المحافظة، وهم يحتشدون بأرتال واسعة متوشحين الاعلام العراقية، ويحملون اللافتات التي تنعى شهداء النجف والناصرية، وتدعو لملاحقة من تسبب بإراقة الدماء في المدينتين.
وذكر مراسل "طريق الشعب"، لفته عبد النبي الخزرجي، أن المتظاهرين أكدوا على أن استقالة عبد المهدي ليست نهاية المطاف، والطرق ما زال طويلاً لانتزاع الحقوق، وفيما لفت إلى الحضور النسوي كان مميز داخل المسيرات، أوضح أن الطلبة الجامعيون والفنانون أبدعوا في رسم اللوحات الفنية التي زينت جسر الثورة واضافت له القا وابداعا فنيا زاخرا بالألوان الزاهية والفن الرفيع.

احداث العاصمة

وشهدت بغداد، تجدداً للتظاهرات في ساحة التحرير، ومواصلة للإضرابات والمسيرات الطلابية الحاشدة.
وتجمهرت اعداد من الطلبة في ساحة التحرير وهي تلقي بياناً ادان القمع الحكومة وطالب بالتغيير الشامل ومحاسبة القتلة والفاسدين، فيما واصلت خيام الاعتصام النشاط والعمل على مد المتظاهرين بالدعم اللوجستي والطبي، وسط حراك شبيه نسبي في المناطق المحيطة في ساحة التحرير والجسور التي شهدت احداثاً كبيرة خلال الأيام الماضية.

تظاهرات المثنى

وفي المقابل، نظم موظفو العقود في دائرة صحة المثنى، وقفة احتجاجية أغلقوا خلالها بوابة الدائرة احتجاجاً على تأخر صرف رواتبهم.
وأفادت الأنباء، بأن شرطة المحافظة وعشائر بني حجيم نظمت وقفه تضامنيه أخرى مع ابناء الناصرية في مدخل المحافظة الجنوبي لمنع دخول العناصر المشبوهة والمخربة إلى الناصرية لاستغلال الأوضاع فيها ونشر الفوضى، فيما أكد رؤساء العشائر الوقوف مع القوات الأمنية في المحافظة ومساعدتهم في حفظ الأمن والممتلكات العامة للدولة وإشاعة روح التعاون بين المتظاهرين وقوات الأمن.

تطورات ديالى

وفي جانب آخر، أفاد مصدر محلي في ديالى، بانطلاق تظاهرات ونصب خيام الاعتصام في المحافظة.
ونقلت وكالة "الغد برس" عن المصدر قوله، إن "تظاهرات انطلقت في مناطق محافظة ديالى، ابرزها ناحية بني سعد جنوب غرب بعقوبة، للمطالبة بالإصلاحات ومؤيدة وتضامنية مع تظاهرات المحافظات الجنوبية".
وأوضح المصدر، أن محتجون من أهالي ناحية جديدة الشط، قاموا بقطع طريق بغداد – كركوك، معلنين التضامن مع التظاهرات في النجف وذي قار وبقية المحافظات، واحتجاجاً على استخدام القوة التي اسفرت عن سقوط العديد من الشهداء.

الديوانية

إلى ذلك، أقدم متظاهرون غاضبون في الديوانية، على إغلاق مبنى المحافظة "باسم الشعب".
وتناقلت وكالات الأنباء، عن مصدر في قيادة شرطة الديوانية، قوله، أن "المئات من المتظاهرين اغلقوا مبنى محافظة الديوانية وسط المدينة، وأبلغوا المكلفين بحماية المبنى بعدم السماح للمحافظ ونوابه بالدوام"، موضحاً أن "المتظاهرين علقوا لافتات على البوابة الرئيسية للمبنى كتب عليها أغلقت بأمر من الشعب".
يُذكر أن تظاهرات أخرى حاشدة خرجت في النجف والبصرة.