طريق الشعب
واصلت الانتفاضة الشعبية، يوم أمس، حراكها الاحتجاجي في محافظات عدة، عبر فعاليات متنوعة طغى عليها الطابع التضامني مع الشهداء والجرحى والمطالبات بتقديم القتلة إلى العدالة وتنفيذ المطالب كافة.

واسط تتضامن

ونظمت اللجنة التنسيقية لتظاهرات شمالي واسط، تظاهرة في قضاء الزبيدية، احتجاجاً على جريمة قتل الشباب العزل في الناصرية والنجف.
وقال مراسل "طريق الشعب" في المحافظة، أن المئات من شباب قضاء الزبيدية تظاهروا مستنكرين الاعتداء الجبان الذي أزهق أرواح العشرات من المتظاهرين السلميين في الناصرية والنجف، محملين الحكومة مسؤولية الكارثة، ومطالبين بتقديم الجناة إلى العدالة.
وأشار إلى أن المتظاهرين جابوا الشوارع رافعين الشموع حدادا على أرواح الشهداء، مرددين النشيد الوطني، فضلاً عن ترديدهم هتافات نددت بالقمع ودعت إلى التبرع بالدم لأهالي ذي قار ومساندتهم.

ذي قار تواصل

وفي الأثناء، أقدم محتجون في ذي قار، على إغلاق شركة النفط مجدداً ومنع الموظفين من الدخول اليها.
ونقلت وكالة "بغداد اليوم" عن مصدر أمني في المحافظة قوله، إن "المحتجين أغلقوا شركة نفط ذي قار مجدداً ومنعوا الموظفين من الدخول إليها، على الرغم من اعتبار الشركة دائرة سيادية لا تشملها العطل التي تعلنها إدارة المحافظة المحلية".
وواصل طلبة ذي قار إضرابهم عن الدوام في الاعداديات والجامعات، بمشاركة عدد من الاستاذة المتضامنين.
وقال مراسل "طريق الشعب"، باسم صاحب، أن الطلبة المضربين عن الدوام تظاهروا وطالبوا بحل البرلمان بعدما استقالت الحكومة جرّاء الضغط الجماهيري، لافتاً إلى أن خيام الاعتصام ما زالت في حداد على أرواح كوكبة الشهداء التي شيعتهم أخيرا.
وأوضح صاحب، أن الكوادر التربوية والصحية وأغلب الدوائر شاركت في الإضراب، وفيما شهدت ساحة الاحتجاج حضوراً لأبناء عشائر المحافظة الذين تناوبوا على حماية المتظاهرين خلال اليومين الماضيين، خرجت أعداد كبيرة من النساء اللواتي اشعلن الشموع وسط شارع الحبوبي لإعلان الحزن على أرواح شهداء الانتفاضة.
يُذكر أن وكالات الأنباء كانت قد أفادت، باستمرار قطع جسري الزيتون والحضارات في الناصرية، وفتح جسري النصر والسريع. في حين وصلت وفود طبية إلى الناصرية لنقل الحالات الحرجة من الجرحى إلى محافظات أخرى خارج المحافظة.

اعتصام في البصرة

ومن جانب آخر، واصل أهالي الفاو، اعتصامهم لليوم الثاني أمام مستودع الفاو النفطي.
ونقلت وكالة "بغداد اليوم"، عن مصدر أمني قوله، إن "المحتجين من أهالي الفاو مستمرون في اعتصامهم أمام مستودع الفاو النفطي في قضاء الفاو بمحافظة البصرة، وقاموا بقطع جميع طرق المؤدية إلى المستودع".

مستجدات النجف

وفي غضون ذلك، أفاد مصدر أمني في النجف، بقطع الطرق المؤدية الى ساحة الاعتصام ومرقد محمد باقر الحكيم وسط المدينة.
وقال المصدر في تصريح لوكالة "الغد برس" واطلعت عليه "طريق الشعب"، إن "القوات الامنية قطعت جميع الطرق المؤدية الى ساحة ثورة العشرين ومرقد محمد باقر الحكيم وسط مدينة النجف ومنعت المحتجين من العبور الى المنطقتين"، موضحاً أن "الاوضاع الامنية مستقرة بشكل نسبي في المحافظة".
وشيع الأهالي من ساحة الاعتصام، ثلاثة شهداء، بضمنهم فتاة لم تتجاوز الخمس سنوات.
وقال مراسل "طريق الشعب"، أحمد عباس، أن الشهداء سقطوا جراء الإطلاقات النارية التي وجهت إليهم من قبل مجاميع مسلحة، فيما طالب المشيعون بمحاسبة القتلة ومن تعاون معهم لتقديمهم إلى العدالة، وإبعاد المسلحين من غير القوات الأمنية عن المحافظة.
وأعلنت قيادة عمليات الفرات الأوسط، عن التوصل إلى اتفاق مبدئي مع شيوخ العشائر لنزع فتيل الأزمة في محافظة النجف.
وقال مكتب قائد العمليات في تصريح صحفي، إن "القيادة توصلت الى اتفاق مبدئي يسهم في حل فتيل الازمة بالمحافظة تضمن تولي شيوخ ووجهاء عشائر المحافظة حماية مرقد ومؤسسة شهيد المحراب عبر التواجد في المنطقة الفاصلة بينه وبين المتظاهرين ومنع وصول اي شخص لهذه المنطقة حتى إنهاء الازمة"، مضيفاَ أن "هذا الاتفاق سيكون ساري المفعول حتى تهدئة الأوضاع".
يُذكر أن محافظ النجف، لؤي الياسري، كان قد أكد أخيرا، عزمه التوجه إلى القضاء للإدلاء بشهادته عن الجهات التي وقفت وراء قتل المحتجين خلال الأيام الثلاثة الماضية، بعد أن اتهم في تصريح سابق، أفراداً من "سرايا عاشوراء" بفتح النار على المتظاهرين وتسببهم في سقوط العشرات من الشهداء.

العاصمة بغداد

وفي المقابل، واصلت بغداد تسجيل الحضور الجماهيري إلى ساحة التحرير والمناطق المحيطة بها. وتوافد المئات من أهالي العاصمة، مبكراً إلى ساحة الاعتصام تخللتهم اعداد طلابية متواصلة في الإضراب، بعدما شهد جسر الجمهورية ليلة الإثنين صداماً عنيفاً أسفر عن حرق "تك تك" واشعال الاطارات في الشوارع المقاربة للجسر أثناء الاحتكاك.

اضرابات الموصل

إلى ذلك، نظم طلبة جامعة الموصل وقفة تضامنية مع الانتفاضة، معلنين الاستمرار في الإضراب حتى تحقيق المطالب.
وذكرت وكالة "السومرية نيوز"، في تقرير لها، أن "طلبة جامعة الموصل أعلنوا استمرار الإضراب تماشياً مع جامعات العراق الأخرى"، مؤكدين "عدم التراجع حتى تتحقق جميع المطالب التي نادى بها إخوانهم، وانهم جميعا أولاد الثكالى، وأن الشهداء رحلوا من أجل القضاء على الفساد والحفاظ على الوطن". وأوضحت أنهم قالوا إن "دماء الشهداء التي سالت لن تذهب سُدى، وأن الشعب قد وعى لكل مخططات التقسيم والطائفية، فيما توشحت الوقفة بالسواد حداداً على أرواح الشهداء".