طريق الشعب
شهدت 10 محافظات عراقية، أمس الأول، احتجاجات واسعة بعد ان توقفت وقتيا في الايام الماضية، وتخللتها حالات عنف اسفرت عن استشهاد العشرات واصابة الالاف، رغم الوعود الحكومية بشأن ضبط الامن وحماية المتظاهرين.

قبل الموعد

وانطلقت الاحتجاجات في بغداد، قبل موعدها الذي كان من المفترض ان يكون يوم الجمعة، بعد ان شهدت مطلع الشهر الجاري احداثا دامية ادانها العراقيون واطراف دولية عدة.
وتجمهر المحتجون عصر الخميس الماضي في ساحة التحرير، رافعين شعارات سلمية، تطالب بتحقيق مطالبهم والقضاء على الفساد ومعالجة الاوضاع المتردية، لتمتد في صباح اليوم الثاني بشكل أوسع مسجلة حضور مئات الاف المواطنين وبجموع بشرية تتناوب على الحضور.
ولم يمض الكثير من الوقت حتى جوبهت الاحتجاجات بإطلاق الغاز المسيل للدموع، ما ادى الى تصاعد حالات الاغماء والاختناق بين المحتجين السلميين الذين نقلوا في سيارات الاسعاف وعربات الـ "تكتك" التي تواصل اصحابها في نقل مئات الجرحى نحو الاماكن الآمنة والمستشفيات، اضافة الى نقلهم الماء والطعام . واستشهد جراء ذلك عدد من المنتفضين.
وطالب المحتجون القوات الأمنية بحفظ الدماء وعدم الاعتداء عليهم، فيما حاول عدد كبير منهم عبور جسر الجمهورية باتجاه المنطقة الخضراء، إلا ان القنابل الصوتية والغازات المسيلة للدموع اجبرتهم على العودة.

مطاولة واصرار

وبعد ان سجل يوم الجمعة الماضي، حالات قتل واصابات عديدة، احتشد مئات المتظاهرين أمس السبت، مجدداً في ساحة التحرير وسط بغداد، لمواصلة احتجاجاتهم.
وبحسب المصادر المختلفة، فإن القوات الأمنية استخدمت ايضا القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم، قبيل ساعات من جلسة البرلمان التي لم تعقد رغم توتر الاوضاع وتزايد حجم الحراك، حيث واصل عدد من المحتجين محاولاتهم عبور جسر الجمهورية بينما تظاهر اخرون بأعداد كبيرة تحت ساحة التحرير وامتداد الشارع نحو الخط السريع.
وفي تطور لافت جرى نصب العديد من الخيم لبدء الاعتصام تحت جدارية نصب الحرية، الا ان القوات الامنية ما زالت تلاحق المتظاهرين وتدفع بهم الى خارج الساحة، ولغاية كتابة هذا التقرير ما يزال صوت القنابل المسيلة للدموع والقنابل الصوتية يسمع ويستمر نقل المصابين الى المستشفيات.
وبحسب المفوضية العليا لحقوق الانسان، فان وزارة الصحة امتنعت وفق اوامر عليا عن كشف اعداد الضحايا وعدم التعاون مع فرقها لرصد وتدوين الاحصائيات، فيما يجري الحديث عن تزايد الارقام بشكل كبير خلال العنف المستمر الذي يتعرض إليه المحتجون حتى الان.