الطلبة ينزلون الى ساحات انتصاراً لجماهير الانتفاضة

طريق الشعب
استيقظت بغداد والعديد من مدن العراق الأخرى يوم امس الاحد على رياح جديدة منعشة تهب على شوارعها وساحاتها، بعد ليلة خيمت فيها أجواء القمع والترويع والدخان الخانق، وسقط المزيد من المتظاهرين العزل شهداء وجرحى، وأُهدر المزيد من الدم العراقي البريء الزكي.
فقد خرجت حشود الطلبة وحتى التلاميذ الصغار من مدارسها ومعاهدها وجامعاتها واندفعت الى ميادين التظاهر السلمي تهزج بالشعارات و"الردات" الوطنية وتطرح المطالب المشروعة للشعب كله، الذي عانى ويعاني الامرين في ظل الحكم الظالم المدمر لقوى المحاصصة والفساد المتنفذة.
وبدأ الشارع البغدادي والعراقي يتحول الى ميدان إضافي للانتفاضة الشعبية المتصاعدة تتلاطم في أمواج الشبيبة الطلابية التي نزلت تتضامن مع المنتفضين السلميين، وتنتصر لهم ولنهوضهم البطولي من اجل المطالب الحقة العادلة.

***********

كليتا الطب والصيدلة تبادران

تجمع عشرات الطلاب من كلية الطب في جامعة بغداد، التي تقع في الباب المعظم وسط بغداد، في وقفة

صباحية طغت اثناءها ألوان العلم العراقي على كل شيء، وسط هتاف "لبيك يا عراق" وهتاف آخر يندد بقتل المتظاهرين.
*
نظم طلبة كلية الصيدلة في جامعة بغداد، الكائنة في الباب المعظم، وقفة احتجاجية ضد القمع المستمر للمتظاهرين. وهتف الطلبة المحتجون ايضا لوحدة واستقلال العراق, وجاء ذلك بُعيد الوقفة التي نظمها طلبة كلية الطب.

جامعة بغداد في الجادرية

*نظم طلبة جامعة بغداد وجامعة النهرين في منطقة الجادرية، وقفة احتجاج على قمع المتظاهرين وتضامن مع الضحايا وتمجيد للشهداء. وقد طالبوا فيها ايضا بتحقيق المطالب المشروعة للجماهير المنتفضة، وبسن قانون انتخابات عادل.

معهد الفنون الجميلة

تجمع طلبة معهد الفنون الجميلة في الكرخ/ المسائي قريبا من نصب انقاذ العراق في المنصور, واطلقوا هتافات منها:"يا عادل شيل ايدك هذا الشعب ما يريدك". كما عبروا عن رفض التدخلات الخارجية في شؤون العراق الداخلية.

كلية ابن رشد

وقف المئات من طالبات وطلاب كلية ابن رشد في الباب المعظم، مرددين باصوات عالية هتافات رفض للدولة العسكرية ودعم للمدولة المدنية, وطالبوا بتقديم العناصر التي قتلت المتظاهرين الى العدالة.

طلبة المدارس ينظمون اضراباً

هذا ونظم طلبة المدارس المتوسطة والاعدادية منذ الصباح الباكر اضراباً عن الدوام ضد القمع الوحشي الذي يتعرض له المتظاهرون مما ادى الى سقوط المزيد من الشهداء. وبدأت الاضرابات في مدارس منطقة العامرية وانتقلت منها الى مدارس حي الخضراء مروراً بالسيدية وحي الجهاد وحي العامل والبياع والدورة. ثم انتقلت الى جانب الرصافة لينتشر الاضراب في جميع مناطق بغداد.
ويعمل الطلاب على تنظيم انفسهم منذ ايام، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وقد طالبوا باستقالة الحكومة وهتفوا "بالروح بالدم نفديك يا عراق". وفي اثناء ذلك جمع الطالبات والطلاب التبرعات دعما للمعتصمين والتظاهرين الصامدين في ساحة التحرير.

************


انضمام طلبة بغداد وديالى الى المتظاهرين السلميين

طريق الشعب
التحق طلبة الجامعات والمعاهد والمدارس، صباح يوم أمس، بموجة الاحتجاجات التي تشهدها البلاد هذا الشهر، حيث اعلنوا منذ ساعات الصباح الباكر عن اعتصامات مفتوحة وتظاهرات طلابية مستمرة وحتى إشعارا آخر، فيما اكمل البعض منهم اعتصامه وتظاهره في ساحة التحرير وساحة النسور وغيرهما بعد نهاية الدوام.

زلزال طلابي

وتوجهت صفوف وحشود الطلاب والتلاميذ بأزيائهم البسيطة المميزة إلى الشوارع والساحات، حاملين أحلامهم وتطلعاتهم إلى مستقبل أفضل، ليستقبلوا بالترحيب الحار والهتافات والاهازيج من جانب المعتصمين فيها، وكذلك من طرف الكثير من منتسبي القوات الأمنية، الذين سمحوا للتلاميذ الصغار بالصعود الى سياراتهم العسكرية، لاسيما عربات "الـهمر". واطلقت فتيات المدارس المتوسطة هتافات تضامن مع المتظاهرين، وتمجيد للشهداء الذين سقطوا في الايام الماضية وفي اوائل الشهر الحالي في ساحات الاحتجاج، رافعات الأعلام العراقية في اعتصامهن المفتوح، ومنددات بالقمع الذي يتعرض له المتظاهرون.
وأعلن طلاب وطالبات الجامعات المستنصرية في بغداد، وطلاب فرعي جامعة بغداد في باب المعظم ومنطقة الجادرية، وطلاب الجامعة العراقية في بغداد ايضا، كذلك طلبة الجامعات والكليات الأهلية مثل دجلة، والمنصور، والنهرين، والرافدين، وابن رشد وغيرها، الإضراب عن الدوام الرسمي، وتجمعوا في وقفات اعتصام مفتوح حتى تلبية المطالب العامة للمتظاهرين السلميين والمنتفضين في عموم البلاد.
وفي الوقت نفسه رفع الطلبة المتظاهرون مطالب مهنية وسياسية شملت اقالة الحكومة، ومحاسبة من اشتركوا في قتل المتظاهرين. كما نددت بالسلطات القمعية، وطالبت بمجانية التعليم، وابعاد الجامعات عن تدخل القوى المتنفذة

التربية توجه

من جانبها تفاجأت وزارة التربية بـ"الحراك الطلابي" ودعت في بيان ‏اصدرته صباح امس الى "المحافظة على سير الدوام الرسمي بالشكل ‏الصحيح، حرصاً على استكمال المناهج الدراسية على وفق المخطط ‏الدراسي الممنهج لها".‏
وقالت الوزارة، في بيان اطلعت "طريق الشعب" على نسخة منه، إنها ‏‏"وجهت المديريات العامة للتربية في المحافظات كافة بضرورة توجيه جهاز ‏الاشراف التربوي والاختصاصي لمتابعة سير الدوام الرسمي للمدارس ‏والمحافظة على انتظامه بصورة صحيحة".‏
وعلى الرغم من دعوة وزارة التربية هذه الى الالتزام بالدوام المدرسي، الا ان الموقف خرج عن سيطرتها كما يبدو، حيث اضطر الطلبة في بعض المدارس مدراءها الى انهاء الدوام، فخرجوا متوجهين الى ساحة التحرير، حيث استقبلتهم حشود المحتجين والمدونين والناشطين.
وذكر أحد الكوادر التدريسية في تصريحات تابعتها "طريق الشعب" أن "مدراء المدارس ارتبكوا ازاء التجمعات والهتافات الطلابية، ولم يتمكنوا من السيطرة على جموع الطلبة القادمين الى ‏المدارس وهم يطلقون الهتافات"، مشيراً الى أن بعض المدراء ابلغوا الطلبة بالعودة ‏الى منازلهم.‏

"سلمية ، سلمية"

وافاد مراسلون ومدونون انه في بعض الحالات شكّل وجود الطلاب والموظفين في الشوارع، عامل ضغط إضافياً على قوات الأمن. وعلى سبيل المثال شوهد طلاب إحدى المدارس المتوسطة في بغداد وهم يتجمعون تحت أعلام عراقية عديدة، اتفقوا على جلبها معهم منذ مساء السبت. وراح هؤلاء الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 سنة، يهتفون "سلمية ، سلمية"، وهم يسيرون من الشارع الذي تقع فيه مدرستهم، نحو ساحة عامة قريبة.
وفي اثناء ذلك كان رجال المرور يحاولون إفساح المجال للسيارات المتزاحمة كي تعبر، وفي القت عينه كانوا يسعون الى مساعدة هؤلاء المحتجين الصغار على الوصول إلى فسحة، يمكنهم فيها المضي في احتجاجهم. وفي مدرسة قريبة للبنات، كانت المعلمات يقدن هتافات طالباتهنّ، اللواتي كنّ يحملن الأعلام وهنّ يؤدين النشيد الوطني وسط الشارع.