في يومي 21 – 22 ايلول الفائت احتضنت بلدية بريدنه في محافظة غرب فلندرز البلجيكية، المهرجان العاشر لحزب العمل البلجيكي وجريدته "التضامن".
وقد حيا رئيس الحزب بيتر مارتيز المشاركين في المهرجان بهذه الكلمات: "مرحبا بريدنه، لقد كنا هنا قبل عشر سنوات للمرة الأولى. هل تتذكرون هبت ريح عاصفة، دفعت جميع الخيام تقريبًا، وعشية مهرجاننا الأول، فكرنا في لحظة معينة في إلغاء كل شيء. ولكننا قلنا: لن نستسلم للريح، فنحن اليسار الأصيل. وانظروا اليوم إلى 14 ألف مشارك في أكبر مهرجان تضامن في البلاد، وأكثر من الفي متطوع من جميع أنحاء البلاد، وضيوف من جميع انحاء العالم: يتكلمون لغة تجمعنا هي لغة التضامن، في دورة المهرجان العاشرة، شكرا ايها الاصدقاء على تواجدكم هنا اليوم".
نجاحات متواصلة
وقدم رئيس الحزب حصيلة ايجابية غير مسبوقة حول دخول الحزب جميع برلمانات المدن الكبيرة تقريبا، بما في ذلك ولاية فلاندرز المحافظة، كذلك نجاح الحزب الكبير في الانتخابات العامة وانتخابات البرلمان الاوربي في 26 ايار الفائت. وذكّر الزعيم اليساري ايضاً بالحملة الشرسة ضد الحزب في الاسابيع التي سبقت الانتخابات، والتي حملت عنوان "لامكان لحزب ماركسي". ولكن الحزب حقق في يوم الانتخاب اختراقاً كبيراً وحصد 584 ألف صوت في البلد الصغير بلجيكا.
واليوم يمتلك الحزب 25 مقعدا في برلمانات أكبر ثلاث ولايات، و12 مقعدا في البرلمان الوطني، بينهم اربعة عمال. حصل الحزب ولأول مرة على مقعد في البرلمان الاوربي. وخلال عشر سنوات ارتفعت عضويته من 3 الى 18 الفاً، وهي الاساس لنجاحات اخرى لا تنحصر في الانتخابات. وذلك كله حصيلة يفتخر بها الحزب قواعد وقيادة.
وشدد مارتيز في كلمته قائلاً:" نحن بحاجة إلى لغة واضحة لدحر اليمين المتطرف، وفي سبيل بديل إيجابي وجذري ويساري. نقول للناس الذين ينتظرون الخدمات الاجتماعية: عدوكم ليس من يقف دونكم في السلم الاجتماعي، وليس السوري، او المهاجر، وليس الشخص الهارب من الحرب والعنف. خصمكم هو النخبة الصغيرة من اصحاب الثراء الفاحش، والشركات متعددة الجنسيات. وللذين يقفون في قاع المجتمع نقول انهضوا للنضال ضد الأعداء الحقيقيين، في قمة المجتمع"
منتدى نقابي
منذ عام 2011 يحتل منتدى النقابات موقعا متميزا في المهرجان، وقد شارك فيه هذا العام قادة نقابيون من حزب اليسار الالماني، واليسار الفرنسي، وحزب العمل، وشارك في المناقشات ممثل الحزب في البرلمان الاوربي مارك بوتينغا، ونقابيون من العديد من البلدان الاوربية. وتناول المنتدى مواضيع الساعة: هجوم الليبراليين الجدد على انظمة التقاعد والصحة وخصخصة الخدمات العامة. وركز المتحدثون على ضرورة تشبيك العمل النقابي العابر لحدود الدولة الوطنية، والذي لا يزال دون مستوى الطموح، واشادوا بالتنسيق السياسي الحاصل في اطاركتلة اليسار في البرلمان الاوربي، على الرغم من التعقيدات التي يتسم بها نضال اليسار في القارة اليوم.
عيد للتضامن الأممي
وكان المهرجان هذا العام ساحة للتضامن الاممي، عكسته مشاركة العديد من الاحزاب الشيوعية واليسارية كان ابرزها الاحزاب الشيوعية في فرنسا والبرتغال واسبانيا، وحزب اليسار الالماني. وتميز المهرجان بحضور زعامات يسارية عالمية تقدمتها رئيسة جمهورية البرازيل السابقة ديلما روسيف، التي أدانت الانقلاب السياسي والاجتماعي والبيئي في ظل فاشية الرئيس البرازيلي الحالي بولسونارو ، وطالبت بالحرية للرئيس الاسبق وزعيم حزب العمل البرازيلي لولا دا سيلفا، الذي سجن بعد مهزلة قضائية.
وحلت ضيفة على المهرجان ايضا جوليانا لومومبا ، وزيرة الثقافة السابقة في جمهورية الكونغو الديمقراطية وابنة الشهيد باترس لومومبا أول رئيس للبلاد ،والذي تم اغتياله في عام 1961 بمشاركة المستعمريين البلجيك.وشاركت جوليانا في اعمال منتدى إنهاء الاستعمار في إفريقيا وأوروبا. كذلك أميناتا تراوري ، الوزيرة السابقة والكاتبة والناشطة السياسية والاجتماعية في مالي، والتي كانت من ابرز منظمي المنتدى الاجتماعي العالمي في العاصمة باماكو في عام 2006.
وشكل المهرجان مناسبة لتشديد التضامن مع شعوب فلسطين والصحراء الغربية وكوبا، واحتلت اكشاك التضامن مع هذه الشعوب المناضلة موقعا محوريا في القرية الاممية في المهرجان
ونظمت في المهرجان فعاليات خاصة بكارثة المناخ شارك فيها ناشطون من حملة لواء "جمعة من اجل المستقبل" واتحادات طلابية وشبابية. وقبل يوم من المهرجان شهدت شوارع بلجيكا مشاركة عشرات الآلاف في الجمعة العالمية من اجل المناخ، وهو اضراب احتجاجي عالمي لدرء كارثة المناخ، وستنظم نسخته الثانية في تشرين الثاني المقبل.