استضافت العاصمة الفنزويلية كاراكاس في 25 -28 تموز الفائت اعمال الدورة 25 لمنتدى ساو باولو. وشارك في اعمال المنتدى 190 وفدا يمثلون قوى اليسار السياسي والحركات الاجتماعية والمنظمات العمالية والمثقفين والفنانين والنواب وبعض الشخصيات كحفيدي نيلسون مانديلا وسلفادور أليندي، والرئيس الكوبي، ميغيل دياز كانيل.
وتضمن جدول اعمال المنتدى العديد من المحاور الرئيسة كان أحدها الهجوم متعدد الاشكال للامبريالية الامريكية وطغم اليمين المتحالفة معها. واشير الى هجوم يميني عالمي ينفذ في امريكا اللاتينية يقوده اليميني المتطرف والمستشار السابق للرئيس ترامب ستيف بانون، مهمته الجوهرية خلق حالة من التواصل بين جماعات اليمين المتطرف في بلدان القارة.
وفي هذا السياق، تمت مناقشة ملاحقة القضاء لرموز اليسار، في تحالف مفضوح مع مؤسسات الإعلام اليمنية المهيمنة. ويعد شعار "الحرية أولا" تكثيفا مثاليا لهذا الصراع.
وكان الحوار الجاري بين الحكومة الفنزويلية والمعارضة اليمينية في النروج، والعدوان الاقتصادي للولايات المتحدة ضد فنزويلا ونيكاراغوا وكوبا الملف السياسي الابرزعلى جدول الأعمال. واكد المجتمعون مجددا دعمهم الحكومة الفنزويلية المنتخبة شرعيا في 20 ايار 2018 ومشروع الثورة البوليفارية. وتم بالاجماع رفض سياسة العدوان الأحادي الجانب، الذي تشنه الولايات المتحدة الامريكية. وجرى تأكيد الحاجة الى الحوار غير المشروط من أجل التوصل إلى حل سلمي ومتفق عليه للصراع الدائر هناك.
ومنح المجتمعون حيزا ضافيا لمناقشة ضرورة الوحدة بين قوى اليسار والقوى التقدمية في القارة، والتركيز على المشتركات الكثيرة، على الرغم من وجود تباين في الرؤية لطبيعة الصراعات الجارية، ونقد جوانب في اداء حكومات اليسار. وان الهدف المشترك هو مواجهة تقدم الامبريالية وقوى اليمين المتطرف بالاستناد الى برنامج عمل مكثف وملموس يتضمن، على سبيل المثال لا الحصر، المطالبة بانهاء الحصار الامريكي الجائر على كوبا، وايقاف مسلسل التصفية الجسدية لناشطي الحركات الاجتماعية ومنظمات حقوق الانسان في كولومبيا.
واكد المنتدى دعمه لمرشحي اليسار في الانتخابات التي ستجري خلال تشرين الأول المقبل في كل من الأرجنتين وأوروغواي وبوليفيا، وعبر المنتدى عن امله في فوز ألبرتو فرنانديز وكريستينا فرنانديز كيرشنر في الأرجنتين ودانييل مارتينيز وغراسيلا فيلار من جبهة أمبليو في أوروغواي وإيفو موراليس وألفارو غارسيا لينيرا في بوليفيا.
وخلال أيام المنتدى، كانت هناك أحداث عكست طبيعة الصراع الراهن في القارة، مثل نجاح الحركة الاحتجاجية في اجبارة حاكم بورتوريكو على الاستقالة، وفرض عقوبات جديدة من قبل الولايات المتحدة ضد الاقتصاد الفنزويلي لمنع استيراد المواد الغذائية، واغتيال المليشيات ستة عسكريين فنزويليين، والحملة المنظمة لقتل الناشطين في كولومبيا.
نضال ضد هيمنة المؤسسات الاعلامية
استضافت الدورة 25 لمنتدى ساو باولو ورشة الاتصالات السابعة في مقر فضائية "تيليسور" ، وهدف الورشة الرئيس إنشاء شبكة للتواصل الاعلامي الفاعل بين قوى المنتدى، لتعزيز النضال ضد هيمنة اليمين الاعلامية.
وأشارت تانيا دياز، نائبة رئيس لجنة التحريض والدعاية والاتصالات في الحزب الاشتراكي الموحد الحاكم في فنزويلا، الى إحراز تقدم في بناء شبكة اعلامية مضادة لاحتكار مؤسسات الاعلام اليمينية، بالتعاون مع الاعلام الوطني، وشبكة وسائل الإعلام المجتمعية البديلة، ونجح التشبيك البديل في تغطية 600 مدينة في البلاد. واقترحت دياز تفعيل جامعة أمريكا اللاتينية للاتصالات وتوطيد شبكة التواصل الاجتماعي اليساري حول منتدى ساو باولو.
يذكر ان منتدى ساوباولو جاء نتيجة لمبادرة تبناها في عام 1990 كل من زعيم الحزب والدولة الكوبي فيدل كاسترو، وزعيم حزب العمل البرازيلي لولا دا سيلفا والقيادي في حبهة تحرير السلفادورشفيك هاندل. لقد تزامن اطلاق المبادرة مع تفكك الاتحاد السوفيتي، وغياب بلدان شرق اوربا الاشتراكية، وهجوم الليبرالية الجديدة الغربية، وفقدان المرجعية التقدمية واليسارية، وظهور تجارب سياسية وانتخابية جديدة في القارة.
وبدعوة من حزب العمل البرازيلي، التأمت في بداية تموز 1990، دورة المنتدى التأسيسية في مدينة ساو باولو البرازيلية، ، وبدأت مسيرة المنتدى الذي تحول الى اطار فاعل للحوار وتبادل التجارب بين الأحزاب والمنظمات اليسارية والحركات الاجتماعية في أمريكا اللاتينية وبلدان منطقة البحر الكاريبي، ووضع الاجوبة المطلوبة على التطورات المحلية والعالمية، وكذلك الاستراتيجيات المشتركة لمواجهة هجوم الليبرالية الجديدة. وقد عكس البلاغ الخنامي لدورة التاسيس الصادر في 4 تموز 1990 طبيعة ومهمات المنتدى.