طريق الشعب
لم تصدر تصريحات رسمية من السلطات الأمنية الاتحادية والمحلية، تكشف عن الجهات التي تقف وراء الحرائق التي طالت مساحات شاسعة من حقول الحنطة والشعير، في 7 محافظات عراقية، هل هي عصابات داعش، ام جماعات أخرى؟، الا ان مسؤولين محليين ونواب، اكدوا انها "مفتعلة ومتعمدة" تديرها "جهات خفية" تمارس الإرهاب بصبغة اقتصادية، وهدفها زعزعة الامن الغذائي العراقي، داعين الحكومة الى التدخل العاجل للحد منها ومساعدة الفلاحين في نكبتهم الجديدة.

الأمن الغذائي

وطالب رئيس الاتحاد العام للجمعيات الفلاحية، حسن التميمي، في بيان، اطلعت عليه "طريق الشعب"، ان على "رئيس الوزراء عادل عبد المهدي التدخل شخصيا لايقاف هذه الكوارث والتحقيق لمعرفة الجناة وتعويض الفلاحين"، مؤكداً ان "هذه الحرائق المفتعلة جاءت لخلق ازمة اقتصادية وزعزعة الامن الغذائي العراقي وعلى الحكومة ان تقف وقفة جادة ومساندة الفلاح الذي يتعرض لكافة انواع الضغوطات ليمتنع عن زراعة ارضه".

مئات الدونمات

بدورها، كشفت مديرية الدفاع المدني، في بيان، اطلعت عليه "طريق الشعب"، عن ان "١٣٦ دونما احترقت، فيما تم انقاذ ٣٣٤ آخر من قبل الدفاع المدني خلال الـ ٢٤ ساعة الماضية"، مبينة أن "حريقا اندلع داخل ارض زراعية لمحصول الشعير بمساحة ١٠ دونمات وانقاذ ٨٠ دونما في قضاء الدور، فيما اندلع آخر في ارض زراعية لمحصول الحنطة بمساحة ١ دونم وانقاذ ١٩ دونما قضاء العلم في صلاح الدين".
وأضافت المديرية، أن "حريق داخل ارض زراعية لمحصول الحنطة بمساحة ٥ دونمات وانقاذ ١٩٥ دونما في قضاء داقوق (كركوك)، وآخر داخل ارض زراعية لمحصول الحنطة بمساحة ١٥ دونما وانقاذ ١٥ دونما في قضاء الحويجة (كركوك)، وحريق داخل ارض زراعية لمحصول الحنطة بمساحة ٥ دونمات وانقاذ ٢٥ دونما في قضاء المناذرة (النجف)، واندلع حريقا آخر داخل ارض زراعية لمحصول الحنطة بمساحة ١٠٠ دونم قضاء الرياض في الحويجة".
واعلنت مديرية الدفاع المدني، السبت، إن "فرق الدفاع المدني سيطرت على حريق اندلع في ربع دونم من اصل ٣ دونمات من محصول الحنطة في قضاء المشخاب ضمن محافظة النجف"، وكذلك "السيطرة على حادث احتراق ٢ دونم في حي الكوثر ضمن بابل".
وتابعت المديرية في بيانها، أن “إخماد حريق اندلع داخل احد حقول المحاصيل الزراعية للحنطة في منطقة المراشدة بقضاء الرميثة في محافظة المثنى”.
يشار الى ان الحرائق طالت في وقت سابق مساحات واسعة من حقول زراعية في ديالى وبيجي والعلم والدور وحمرين ومكحول والبو عجيل والاراضي المجاورة لسبايكر بخسائر مادية كبيرة.
والتهمت حرائق محافظة ديالى نحو 500 دونم من مزارع الحنطة والشعير، بحسب مسؤولين محليين.

تدخل سريع

من جهتها، طالبت وزارة التجارة، في بيان، اطلعت عليه "طريق الشعب"، وزارة الداخلية وقيادة العمليات المشتركة بـ"التحرك بتعقب تلك الجماعات الإرهابية وحماية أمن وممتلكات الفلاحين وتأمين الحقول"، معربة عن رفضها لـ"تعرضهم إلى ابتزاز العصابات الإرهابية".
وشددت الوزارة "على وجوب تدخل قيادة العمليات في نينوى والقوات الأمنية المنضوية تحت قيادتها لمنع تكرار مثل هذه الحوادث الإجرامية التي تستهدف أمن المواطن العراقي الغذائي وامن البلاد الغذائي".

هواتف محوّرة

في الاثناء، قال محافظ صلاح الدين، عمار جبر خليل، في بيان، اطلعت عليه "طريق الشعب"، ان "حرائق الحقول الزراعية لهذا العام مختلفة عن سابقاتها لأنها بفعل فاعل"، محملا "داعش مسؤولية مباشرة في افتعال الحرائق الزراعية بعد سلسلة ابتزاز للفلاحين".
واضاف انه "تم العثور على هواتف نقالة حورت فنيا لحرق حقول الحنطة بطريقة الاتصال عن بعد".
من طرفه، قال مستشار وزير الزراعة حسين الجميلي، في مؤتمر صحفي في صلاح الدين، ان الحرائق أدت إلى خسائر كبيرة بالإنتاج، معتبراً ذلك إضراراً بالاقتصاد الوطني للبلاد، لاسيما وان صلاح الدين تعتبر من المحافظات الزراعية المتفوقة في الإنتاج المحلي.
وفيما يتعلق بتعويض الفلاحين والمزارعين جراء الحرائق، أكد الجميلي أن وزارته ستكون عوناً للمزارعين من خلال حصر الأضرار وإكمال تصديق الإجراءات الحكومية المتعلقة بالتعويضات في الأمانة العامة لمجلس الوزراء كون هذا النوع من التعويضات يندرج ضمن التعويض عن الكوارث في مجلس الوزراء.

متعمدة

الى ذلك، قال النائب عن تحالف سائرون، برهان المعموري، في بيان، اطلعت عليه "طريق الشعب"، إننا "ندين بشدة ما تعرضت له مزارع الحنطة والشعير من عمليات حرق متعمدة في بعض المحافظات، ونطالب الجهات المختصة بتعويض المزارعين المتضررين"، مشيرا الى أن "هناك اياد خفية تمارس إرهاباً من نوع آخر بصبغة اقتصادية، سببت بأفعالها خسائر مادية فادحة للمزارعين".
ودعا المعموري وهو نائب عن محافظة ديالى، الحكومات المحلية والقيادات الأمنية إلى “تحمل المسؤولية واتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على الثروات الاقتصادية”، مشيرا إلى أن “تلك الحرائق جاءت بعد أن اقترب العراق من مرحلة الاكتفاء الذاتي”.