انطلقت السبت الفائت النسخة الثالثة من "مسيرة النساء" في الولايات المتحدة الأمريكية، وشملت المسيرة اكثر من 100 مدينة امريكية، بينها بوستن، نيويورك ولوس انجلس. ونظمت المسيرة ايضا في اكثر من 50 من البلدان الاخرى في العالم. وشارك آلاف النسوة في مسيرة العاصمة الامريكية واشنطن، ورفعت شعارات مثل "اوقفوا العنصرية" و"حقوق النساء حقوق الانسان" و"لا تستخفوا بقدرات النساء".

وتحت سماء واشنطن الرمادية، وفي جو شديد البرودة، سارت التظاهرة، التي تميزت بمشاركة طاغية للشابات فيها، امام فندق ترامب، وشهدت مشاركة نساء من جميع اطياف المجتمع الامريكي ومجموعاته الدينية. وقالت تلميذة في ربيعها الخامس عشر، انها تناضل دفاعا عن حقوقها المهددة. واكدت ثانية، ان الرئيس الامريكي رجل احمق، مشيرة الى حضور النساء الضعيف في حكومته.
وكانت "مسيرة النساء" الأولى قد انطلقت في اليوم الاول من عهد الرئيس الامريكي، واحتجاجا على تسلمه مهام منصبه في 21 كانون الثاني 2017. وشهد عام 2018 النسخة الثانية من المسيرة للمطالبة بمشاركة سياسية اوسع.
وقامت المنظمات هذه المرة بعرض خطة للنشاط السياسي، ركزت على حماية النساء من العنف، ورفع القيود عن خياراتهن الشخصية، وضمان صحي للجميع، وحماية المهاجرين وضد جرائم الشركات الصناعية المدمرة للبيئية. وشددت المنظمات المشاركة في المسيرة على موضوعة "النسوية المتداخلة"، اي الشاملة، والتي لا تنحصر في مقاومة التمييز الذي يمارسه الرجل ضد المرأة فقط، بل ترفض عدم المساواة الاجتماعية على اساس الاصل، والرؤية المجتمعية. ومن الضروري الاشارة الى ان البرنامج السياسي صيغ بمشاركة النقابات ومنظمات الحقوق المدنية ويتضمن 24 هدفا سياسيا اختير بعناية. وشددت احدى المتحدثات على ضرورة تحويل المسيرة الى حركة يسارية واسعة.
وشهدت الايام التي سبقت المسيرة اتهامات بالعداء للسامية ضد شخصيات في المكتب الوطني المشرف على المسيرة. وقد ادى ذلك الى ابتعاد بعض فعاليات المدن عن الفعالية الرئيسة. لقد تناولت المتحدثات في التجمع الختامي لمسيرة واشنطن هذه المشكلة. وفي هذا السياق أدانت كارمن بيريز وهي احدى منظمات المسيرة، "معاداة السامية بجميع اشكالها" وشددت على انه لا يمكن للحركة أن تنمو إلا إذا كان هناك مجال للتسامح والانفتاح.
وقد قيمت المشاركات في تظاهرة واشنطن الخلاف حول الموقف من معاداة السامية بشكل مختلف، فهناك من اشارت الى تخلف عدد من النساء عن المشاركة بسبب هذه التهم، في حين شددت اخريات على ضرورة عدم شق صف الحركة واهمية توحيدها.
لقد كانت مسيرة هذا العام فرصة للاحتفال بالانتصارات الانتخابية للنساء الديمقراطيات والتقدميات واليساريات في انتخابات تشرين الثاني النصفية للكونفرنس الامريكي، وكذلك النجاحات التي حققتها النسوة في الانتخابات المحلية. وتم في التظاهرة رفع لافتات تحيي النائبتين رشيدة طلاب والكسندرا أوكاسيوكورتيز اللتان تنتميان الى الاشتراكيين الديمقراطيين الأمريكيين، والاولى هي اول امريكية –فلسطينية تدخل مجلس النواب الامريكي، وقد انتخبت عن دائرة انتخابية في مدينة ديترويت، والثانية هي اصغر عضو في مجلس النواب، وقد اصبحت بعد ايام من انتخابها نجما يساريا في مواقع التواصل الاجتماعي.

عرض مقالات: