التأم في 29كانون الأول 2018 الاجتماع التأسيسي لحزب "حركة تحرير الشعوب" في سانتو دومينغو سوشيتيبويكي (الساحل الجنوبي) في غواتيمالا. ومن الملاحظ خلو التسمية من مفردة "حزب" ، او كما يقول، احد المشاركين في المؤتمر، بابلو كابيرا " لانرى انفسنا كحزب، كما يفهم ذلك 28 حزبا فاسدا في غواتيمالا، فجميعهم من المالكين ولا يمثلون سوى مصالحهم".
ويقول مشارك آخر" نحن نعتبر الحزب الجديد أداة سياسية لـ"لجنة تنمية الفلاحين" والحركات الاجتماعية الأخرى، فهو مثل الحافلة التي اوصلتنا هذا الصباح الى هنا، وبالتالي فالحزب وسيلة لتغيير غواتيمالا. في سنوات العمل في الحركات الاجتماعية توصلنا الى ان التظاهرات والاضرابات ومحاصرة المؤسسات ، على الرغم من أهميتها لاتكفي، وللحصول على المزيد نحتاج إلى أداة تقودنا إلى السلطة السياسية".
كان على الكثير من الحضور مندوبين ومراقبين القيام برحلة لاتقل عن خمس ساعات في الحافلة وعلى نفقتهم الخاصة، في حين تقوم الاحزاب الفاسدة بتمويل تكاليف حضور مؤتمراتها وتوفير سبل راحة استثنائية للمشاركين فيها. ان تحمل التكاليف الشخصية في مثل هذه الحالات، بالنسبة لمن يعيش تحت خط الفقر، تضحية لا يستهان بها.
بالإضافة إلى 99 مندوبا يحق لهم التصويت ، وصل قرابة 1000 عضو ومؤيد من جميع أنحاء البلاد إلى سانتو دومينغو لحضور مؤتمر حزب من نوع مختلف: ان كل فعاليات المؤتمر تجري في الهواء الطلق، في بلد مناخه مداري حار، وفي ساحة المؤتمر تنتقل بعض الطيور الأليفة بين اقدام الحضور، وكما جاء في احدى المساهمات"لسنا هنا في فندق خمسة نجوم، ولا تقدم الشمبانيا، ووجبة طعام من ثلاثة اطباق".
وفي استعارة من البيان الشيوعي افتتح السكرتير العام المؤقت بايرون غونزاليس " ان هناك شبحا يجوب غواتيمالا ، من الشمال إلى الجنوب ، من الشرق إلى الغرب ، وترتعد فرائص الأوليغارشية الفاسدة".
ولخص غونزاليس في عشر دقائق مسيرة الحزب حديث التشكيل "في العاشر من آذار 2016 ، وفي اجتماع ضم لجنة تنمية الفلاحين وست نقابات تم الاعلان الاولي عن تأسيس الحزب وتحديد شعاره (اللوغو) بركان مع شمس مشرقة، وكذلك الاتفاق على الاسم". وفي السابع من تشرين الثاني 2018 تم تسجيل الحزب التزاما بقانون الاحزاب النافذ في البلاد، واليوم يعقد المؤتمر التأسيسي". واضاف بشأن الأسس التي يقوم عليها الحزب"نلتزم بمبادئ ثورة 1944 ، وبالديمقراطية التشاركية والقيادة الجماعية، ومن أجل غواتيمالا متعددةالقوميات تتمتع بالديمقراطية الحقيقية. والطريق المؤدي الى ذلك يمر عبر إلغاء جميع عمليات الخصخصة في قطاعات التعليم والصحة والطاقة والمياه، وتشكيل جمعية وطنية متعددة القوميات".
وتعتبر حماية الموارد الطبيعية والدفاع عن سيادة البلاد و أراضيها من القضايا التي تهم الحزب، وبشكل خاص ، اكثرية اعضائه الذين ينتمون الى المجموعة السكانية الأكبر من سكان البلاد الأصليين "الهنود الحمر". وعلى هذا الاساس التزم اعضاء اللجنة التنفيذية، المؤلفة من خمسة عشر عضوا، باحترام القوانين النافذة، ومصالح الشعب، والدفاع المستمر عن الموارد الطبيعية لغواتيمالا." برفع اليد اليمنى، هكذا ينص القانون، ولكن بامكانكم رفع اليد اليسرى"هكذا خاطب غونزاليس المندوبين، قبل ان يسلم مهامه الى السكرتير الدائم العام المنتخب، والذي لم يعد مؤقتا.
فيليبي رودريغيز ، ممثل حزب "مورينا" ، حزب الرئيس اليساري الجديد أندريس مانويل لوبيز أوبرادور في المكسيك ، قدم تحية قصيرة في المؤتمر تحدث فيها عن أمريكا اللاتينية الموحدة ذات السيادة من ريو برافو إلى تييرا ديل فويغو ، كما حلم بها رمز التحرر الوطني للقارة سيمون بوليفار.
وبكلمات قصيرة عبر اعضاء القيادة المنتخبة عن تمسكهم بالتعاون العابر للحدود "الأممية البروليتارية"، وعبروا عن تضامنهم مع كوبا الاشتراكية التي وصفوها بمنارة امريكا اللاتينية، وكذلك فنزويلا ونيكاراغوا اللتين تتعرضان لعدوان امبريالي.
واختتم المؤتمر باستذكار شهداء "لجنة تنمية الفلاحين" والحركات الاجتماعية، وبرنامج فني تناول العنصرية في غواتيمالا.

عرض مقالات: