انهمك العالم بطقوس جوائز نوبل،
وانهمكنا أيضاً، وكما في كل مرة
في مراسيم عد ضحايا الطغاة
وتفاصيل اجترار المهازل
. . . . .
في سكون المشهد
وسط مهرجان السيرك،
قد يتقن المهرج
لعبة السير فوق الحبال،
وقد يكون للريح حديث آخر
. . . . .
عن خفوت الوثوب
وانعدام الحيلة،
كم كنا أشقياء
بارعين في ابتكار الذرائع
. . . . .
من دروس الألم:
خسائر منازلة حاكم جائر،
أهون كثيراً
من دوام عذاب سياطه
. . . . .
في اشتداد العواصف،
دون دراية ودون جموح طافح،
صرنا كالبله
عائمين وسط الهرج والمرج
. . . . .
آه... لو كان لي قدرة خارقة،
لشفطت كل مياه البحر
وبصقتها في وجه الحكام
. . . . .
فوق مد البصر
تكاثرت مقابرنا
جرداء وغريبة
ودون شواهد
وبلا باقات ورود
. . . . .
اعذرينا يا شام،
خذلتنا الجرأة.
في وجه القباحة
وبراميل الجحيم،
كان علينا الصراخ أعلى...
.....
لا عزاء لنا ولا لوم،
معذورة هذه العصافير
وهي تهاجر بستاننا
صوب فضاء أرحب
وسماء دون دخان
ودون رائحة بارود
. . . . .
ليلة العاصفة الهوجاء
لا تشبهها ليلة!
متدحرجة حتى أسفل الوادي،
الذكريات اليانعة عند سفح الجبل
جرفتها سيول المطر
. . . . .
حين تضل الرصيف،
لا تلذ بالدفاتر القديمة
ولا بصور الذكريات.
عذاب طلقة،
أهون كثيراً
من وجع لحظة اشتياق.
. . . . .
حين يهبط الضجر
وسط قلب امرأة،
لا ينفع كثيراً
اجتراح المعجزات
ولا جنائن نبوخذ نصر