حين تكون المرأةُ الأحلامْ
تنسدلُ الستائرُ الحريرْ،
فلا نرى أبعدَ منْ أنوفِنا،
وخافقٌ يضربُ في صدورنا،
فكلّ نبض امرأةٍ هديرْ
والمطر الغزيرْ،
نفتحُ حينها عقولَنا
أم نسرجُ الخيولْ
والسَّيفَ والرُّمحَ
وصوتَ الحلمِ الغريرْ؟
في حلمٍ
يُبرعمُ الرَّبيعُ فوقَ صدرِها،
ينتظراللحظةَ كي يدخلَ في الفؤادْ،
يُعطّرُ الروحَ بدفء روحها،
يقتطفُ العشقَ
ويبدأ الحصادْ،
في كتبِ الرِّوايةِ الأولى:
غزالةٌ تسلَقتْ تفاحةَ البقاءْ،
وانتزعتْ تفاحةً لتقضمَ الغرامَ
واللعنةَ، والدهاءْ،
امرأةُ العزيزِ راودَتْ فتاها
عنْ نفسهِ
في حضرةِ العشقِ،
وفي أمّارةِ الرَّغبةِ
في مملكةِ الأهواءْ،
فانفجرتْ دماءُ صالةِ النِّساءْ،
صرخْنَ: هيتَ لكْ!
يا أيُّها الأبدعُ خلقِ اللهِ
في البقاءْ،
خُلِقتَ، أيها الأبدعُ، في أحسنِ تقويمٍ،
فكنْتَ لعبةَ المقدودِ من دُبٌرٍ،
وتجريح النِّساءْ،
* *
إنّ ضلعي يتوارى اليومَ خلفَ الظَّهرِ
يسقيني بساتينَ الهواءْ،
وأناشيدَ خريرِ الماءِ صوبَ جنةِ البَّهاءْ،
السَّلسبيلُ هُنَّ،
قيلَ: رفقاً بالقواريرِ، انكسرنا نحنُ،
والقارورةُ الزُّجاجُ في مكانِها
في حانةِ الصَّدرِ،
وفي أحسنِ تقويمٍ،
وفي أجملِ تنظيمٍ،
وأشهى منْ دمِ الغزالْ،
أبي وأمي أرضعاني مَثَلاً،
أختي التي ربّتني أحيا مثلاً،
أكملتُ منْ تحت يديها؛
كي تراني مثلاً،
مُدرِّساً صرْتُ،
وصارَ السِّينُ والصَّادُ مثالاً ساطعاً:
مهندساً، محامياً، مُطبِّباً،
أو عاملاً مكافحاً، أو قائداً مثقفاً
أو ناشرَ الهواءِ في الأرجاءْ،
أختي التي ربّتني أحيا مَثَلاً
ظلّتْ جوارَ الحائطِ المصدوعِ تحيا مَثَلاً،
كانتْ تصوغٌ الثوبَ بالخضرةِ، بالماءِ،
بتغريدِ الحمامْ
وحبِّ مَنْ يغزلُ مِنْ غنائهِ حلاوةَ الأحلامْ
ورايةَ السلامْ،
في مرضي
كانتْ هي الضِّمادَ والدَّواءَ والحنانْ.
في الامتحانْ
تجلسُ في فُوّهةِ البابِ وفي لسانِها
زغرودةُ النجاحْ،
في السِّجنِ زارتني
وفي العينين كبرياءْ،
لا تعبٌ مرٌّ ، ولا إعياءْ،
وقلبُها صُلْبٌ منَ الصُّمودْ
والأملِ الموعودْ،
وحينَ لفّوا الحبلَ حولَ الرَّقبةْ
أو فجّروني ارتفعتْ برأسِها، صاحتْ:
سيبقى مَثَلاً ، وخالداً،
مادمْتُ في الأحياءْ،
ما دامتِ العنقاءُ والرَّمادْ والبقاءْ....