في الأمسية الشهرية للمقهى الثقافي العراقي في لندن لأيلول (سبتمبر) الماضي، يوم الجمعة المصادف السابع والعشرين منه، والتي كان عنوانها:" الآثار الإسلامية من سامراء - الموصل- بغداد في مجموعة المتحف البريطاني ". استضاف فيها الدكتورة نورة الكيلاني وقدمها وأدار الحوار فيها الفنان التشكيلي فيصل لعيبي صاحي الذي رحب بها وبالحضور وعرّف بعنوان الأمسية وبالضيفة قائلا:
"الدكتورة نورة هي ابنة الراحلة الدكتورة لمياء الكيلاني الآثارية المعروفة من جهة الأم اما من جهة الأب فهي ابنة الفنان النحات الراحل أيضا عبد الرحمن الكيلاني، أستاذي العزيز في معهد الفنون الجميلة، وتعرفون جدها الأول هو عبد القادر الكيلاني.. نورة دكتوراه في اللاهوت، جامعة غلاسكو، عام 2016 أطروحتها كانت عن الثقافة المادية للتصوف في الإسلام، بعنوان "مرقد عبد القادر الكيلاني في بغداد ومرقد عبد العزيز الكيلاني في عقرة: رسم خرائط للاتجاهات المتعددة لمرقدين صوفيين قادريين في العراق ".. ماجستير في دراسات المتاحف، معهد الآثار، كلية لندن الجامعية، 1994.
بكالوريوس في الآداب قسم الآثار والتصميم الداخلي، كلية الفنون الجميلة، جامعة بغداد، العراق، 1989.
دبلوم في الترجمة الفورية، من العربية إلى الإنكليزية / ومن الإنكليزية إلى العربية، معهد اللغويين التعليمي.
تشغل حاليا وظيفة (أمين المجموعات الإسلامية - العالم العربي - قسم الشرق الأوسط، المتحف البريطاني، لندن)،
وتقوم بتنظيم مجموعات المتاحف التي نشأت وترتبط بالعالم العربي خلال الفترة الإسلامية وحتى الوقت الحاضر. يشمل هذا التنظيم البحث عن القطع الأثرية وتفسيرها للعرض والمعارض والمنشورات والقنوات الرقمية؛ واقتناء المأثورات التاريخية والحديثة للمجموعة، والتعاون مع زملائها والمتاحف الأخرى للترويج للمجموعة. ويشمل ذلك المساهمة في مجموعة متنوعة من مشاريع المتاحف والأنشطة التعليمية والأحداث العامة التي تساعد في جعل هذه المجموعات أكثر سهولة في الوصول إليها وفهمها وتقديرها بشكل أفضل.
وسبق لها ان عملت أعوام (2003 - 2023) أمينة للحضارات الإسلامية في متاحف غلاسكوـ اسكتلندا".
ومن الجدير بالذكر ان للدكتورة الكيلاني إنجازات عديدة في مجالها العلمي أبرزها:
قيامها بتنظيم 20 عرضًا جديدًا للفن الإسلامي في 11 معرضًا ضمن مشروع تجديد مجموعة بوريل (اكتمل المشروع في ربيع 2022). اذ قامت باستكشاف عروض الفن الإسلامي لهذه المجموعة الواسعة من الموضوعات، بما في ذلك كيفية نسج السجاد الفارسي، والمعاني الخفية للألوان في الإسلام، وحب ثقافة الشرق الأوسط للسيراميك والبلاط الأزرق على الأبيض؛ والمنسوجات الفاخرة للمنزل العثماني؛ والتاريخ الاجتماعي للتطريزات الأوزبكية السوزانية.
إضافة إلى قيامها بتأليف "مقدمة عن السجاد الإسلامي"، وهو دليل يسلط الضوء على 46 سجادة من الوبر في المجموعة؛ وساهمت بـ 20 قطعة إسلامية في "دليل الهدايا التذكاري: مجموعة بوريل:
معرض متحفي منظم بعنوان: "وحوش الخيال، أربع سجادات حيوانية في مجموعة بوريل"، مارس - يونيو 2012.
ومعرض متحفي منظم: " ألوان طريق الحرير - تطريزات سوزاني من أوزبكستان"، يونيو - ديسمبر 2008
وتعاونت مع متحف بلا حدود في مشروع المتحف الافتراضي " اكتشف الفن الإسلامي في البحر الأبيض المتوسط "، 2004-2006. ومشروع " اكتشف فن السجاد "، 2016.
بحثت وقدمت فيلم "شرق ماركو بولو: رد من مجموعة متاحف غلاسكو على فيونا تان: الحيرة"، 2019.
شاركت في تنظيم "شارع المتنبي يبدأ هنا"، وهو حدث عام للاحتفال بمهرجان اللاجئين في اسكتلندا، 2019، في معرض ومتحف كيلفينغروف للفنون.
قامت بتنظيم "الأعياد الاحتفالية" - الاحتفالات بمناسبة الذكرى السنوية المائة والخمسين لميلاد السير ويليام بوريل في مجموعة بوريل بين 9 يوليو - 28 أغسطس 2011 - والتي تضمنت عروضًا مؤقتة وبرنامجًا للأحداث العامة.
) سبتمبر 1996 – أبريل 2003(
أمين منزل جون ويسلي ومتحف الميثودية.
كنيسة ويسلي وبعثة ليسيان، الكنيسة الميثودية، لندن، المملكة المتحدة.
الإدارة التشغيلية الشاملة اليومية وصيانة المنزل والمتحف ومجموعاتهما التي تضم حوالي 10000 قطعة.
أوجز الفنان لعيبي السيرة الذاتية للضيفة وطلب من الضيفة د. الكيلاني التفضل بإلقاء محاضرتها التي اعتبرها مدير الأمسية ذات موضوع استثنائي.
بعد ان شكرت المحاضرة الحضور اعتذرت منهم لأنها ستستخدم اللهجة المحكية حيث اعتبرت من الصعب التكلم بالفصحى لموضوع درسته باللغة الإنكليزية وقالت انها ستشارك الحضور برحلة مع بعض القطع الأثرية الموجودة في المتحف البريطاني ، منوهة انها إكتشفتها حديثا ، وذلك لحداثة عملها في المتحف في لندن للفترة القصيرة الماضية والتي أنقضى عليها ثمانية أشهر فقط ، لأنها كانت تعمل سابقا في مدينة غلاسكو الأسكتلندية ، لفترة دامت زهاء العشرين عاما وانتقلت بعدها إلى لندن لشغل وظيفتها الحالية في شهر كانون الثاني من هذا العام2024وأكدت انها على دراية بالموضوع ، لكنها لم تتعرف على القطع الفردية ، بسبب ان لكل متحف موجوداته ومقتنياته الخاصة به علاوة على اختلاف ظروف جمع هذه اللقى الآثارية وإنها عبر هذه المحاضرة ، التي وصفتها بإنها بسيطة ، لديها الرغبة في تعريف الحضور عما اكتشفت من مميزات لتلك القطع ، إضافة انها ستحيطهم علما بما توصلت اليه من معلومات عن السبل التي اتبعت في جمعها وكيف وصلت إلى المتحف البريطاني .
بدأت د. الكيلاني جولتها بالمتحف نفسه معرفة به فذكرت أنه " تأسس في عام1753وجاء تأسيسه على إثر استلام الحكومة البريطانية من أحد الشخصيات البريطانية لمجموعة كبيرة جدا هو سير جون سورس، وكانت هي المواد التأسيسية للمتحف الذي قررت الحكومة فيه إحتواء هذه المجموعة. وأشارت إلى ان من ضمنها كانت هناك آثار إسلامية من بين كثرة من الإثار الأوربية ومن ما قبل التاريخ ومن أماكن مختلفة من العالم ".
قالت انها ستركز على استعراض القطع الإسلامية والتي هي قليلة نسبة إلى كل موجودات المتحف، وهذه القطع جرى جمعها خلال250سنة هي عمر المتحف، وفيها قطع من بداية الفترة الإسلامية أي من القرن السابع الميلادي إلى الوقت الحديث، وهذا الوقت يضم مجموعات فن تشكيلي معاصر او ما يطلق عليه (الأثنوغرافيا) او ( الاثنوبورولوجي ) وهذه المجموعات المعاصرة تمثل حياة الناس في الماضي القريب ..اما المجموعات التاريخية فذكرت انها تمثل قطع مبكرة لفترات موغلة بالقدم ، أي البدايات، ومعظم المراحل التي تلتها ممثلة بهذه المجموعات ، وكذلك من معظم انحاء العالم الإسلامي من جنوب شرقي آسيا إلى المغرب العربي إلى جنوب الصحراء العربية وغرب افريقيا إلى اسبانيا الإسلامية وحتى بعض القطع من البحر الأبيض المتوسط الضفة الاوربية منه التي تعود إلى فترات إسلامية .لكن الحجم الأكبر هو من الشرق الأوسط : الدول العربية وايران وتركيا والقفقاس واواسط آسيا التي تعتبر حاليا من مجموعة الشرق الأوسط . اما أنواع القطع فهو مختلف جغرافيا ونوع كل قطعة من الآثار المنقبة إلى القطع المشتراة او المقتناة عن طريق التبرع او الإهداء وكذلك عن طريق البحوث الأنثروبولوجية وما يدعى بالفيلد ريسيرج الذي يطلق على ذلك المتخصص الذي يذهب إلى الموقع الآثاري بنية الجمع ويترافق عمله هذا مع البحث عن معلومات تخص القطع من الناحية الأجتماعية والحياتية للناس الذين لهم علاقة بها.
وأكدت د. نورة على أن:" القسم الذي أعمل به وهو قسم الشرق الأوسط هناك مئة ألف قطعة إسلامية بما فيها العربية التي هي الأقل والعراقية الأقل من العربية أيضا.. لكنها قطع متميزة جدا وسوف اعرض لكم نماذج منها.. ومعظم القطع موجودة في المخازن / مثل كل متحف ، فأكثرها تعرض%10من محتوياتها في قاعات ، اما الباقي يخزن، او يوضع تحت تصرف مراكز الدراسة ، ولإسباب متعددة منها : عدم وجود مساحة كافية ، او نوع القطع ومدى أهتمام الجمهور بها ، او قابلية القطع على تحمل العرض هناك بعض اللقى المتحفية تتضرر بالضوء و أجواء البيئية المختلفة مما تجعل موظفو المتحف يضطرون لعرضها لمدد قصيرة وخزنها للوقت المتبقي " وذكرت المحاضرة ان القاعات الإسلامية في المتحف البريطاني يطلقون عليها تسمية " قاعات مؤسسة البخاري للعالم الإسلامي" وهما عبارة عن قاعتين .. وعرضت على الشاشة الكبيرة صورة لمدخلهما الرئيسي، وأشارت إلى انهما تحتويان نماذج لكل المراحل التاريخية وبمختلف أنواع القطع.
نوهت د. الكيلاني على انها في محاضرتها آثرت ان تتحدث عن ثلاث مدن عراقية وعن قطع منها كبداية لما موجود في المتحف.. وأول المدن التي أوردتها في المحاضرة كانت سامراء (سر من رأى) ومنها توجد بالمتحف3500قطعة معظمها وصلت إلى المتحف دفعة واحدة وقصتها على شيء من الغرابة حيث نقبت من قبل آثاري الماني قبل الحرب العالمية الأولى اسمه ايرنست هيرتسل، نقب في بلاد الشام وايران والعراق ، اكمل تنقيباته عشية الحرب في مدينة سامراء وتم تجميع القطع ووضعها في صناديق بغية شحنها إلى المانيا ، لكن دخول الجيش البريطاني إلى العراق في1917وعند وصول اول مجموعة من ذلك الجيش إلى المدينة عثرت على تلك الصناديق فتم الإستيلاء عليها، بإعتبارها من مكاسب الحلفاء ، لأن عائديتها كانت من حصة احدى بلدان المحور (المانيا) التي خسرت الحرب فجرى شحنها إلى بغداد ، وهناك استلمتها مسز غيرترود بل التي فتحت الصناديق واطلعت على القطع بتمعن وقررت في عام1918 ارسالها إلى إنكلترا عن طريق البصرة بباخرة استغرقت رحلتها طويلا ولم تصل إلى لندن الا عام 1920 وهناك قسمت الحكومة البريطانية غنيمتها بين متحفين الأول البريطاني والثاني متحف فيكتوريا والبرت .. وبعد ان انتهت الحرب دعت بريطانيا الآثاري الألماني هيرتسل وقالوا له طالما أنك الذي نقبت فواصل مهمتك بتوثيق ودراسة تلك القطع وعمل فعلا بشكل علمي وقد قسم الموقع الأثري إلى مربعات قام بترقيمها ويعرف عائدية كل قطعة للبنايات والمواقع التي عمل تنقيباته وحفرياته فيها منها دار الخلافة والجامع الكبير وعدد من الدور والمنازل الخاصة في المدينة.
وفي شرحها لطبيعة تلك القطع اشارت المحاضرة انها عبارة عن قطع صغيرة مهشمة تمثل زخارف جبسية لجدران وابواب خشبية من (صاج) وقطع زجاجية وفخارية عديدة وتفيد لأغراض الدراسة أكثر مما هي للعرض تؤرخ لمدينة دامت قائمة لسبعين عاما عاش فيها ثمانية خلفاء ثم هجروها كعاصمة على الرغم من انها استمرت مسكونة من العامة لفترات زمنية لاحقة، ثم شهدت تدريجيا تناقصا في سكانها إلى ان أصبحت طللا. وكل القطع تعود إلى فترة836 عام تأسيس المدينة حتى عام 892حين جرى تركها.. والفائدة التي جنيت من هذه القطع هو التمكن من توثيق تطور الفن الإسلامي في مجالات معينة كالزخرفة وتقنيات الصناعة وأنواع المواد المستخدمة والحالة الاجتماعية داخل البيوت. وعرضت الدكتورة صورا عديدة لتلك القطع من بينها رسم بورتريت لصورة انسان وجدت على جدار احد المنازل في دار الخلافة وصور لبلاط الأرض المزجج استخدم فيه تكنولوجيا معقدة في تزجيجه تم إضافة زخارف ورسوم عليها تتطلب جهدا ووقتا واموالا وهناك عثروا بين هذه القطع على أشياء مستوردة من أماكن أخرى مثلا اواني سيراميك صينية ومن هذا يكون في مقدورهم تشخيص الحركة التجارية آنذاك وان القطع الخارجية هذه جرى تقليدها وتصنيعها محليا حسب الذوق السائد في المدينة إضافة إلى وجود فسيفساء مصنوعة من المحار في مدينة مصادر موادها طينية وهذا تأكيد آخر على صلات المدينة في مناطق بحرية بعيدة .
اما عن القطع التي جمعت من الموصل وقالت عنها المحاضرة ان مصادرها من اشخاص وليس من جراء تنقيب او معثورات، وهناك قطع مسجل عليها اسم المدينة واسم الشخص الذي صنعها فعرضت صورة لابريق نحاسي تاريخه (نيسان 1232م رجب 629 هجرية) منقوش على رقبته اسم صانعه وهو شجاع بن مانع الموصلي وعائلة مانع هذه معروفة في المدينة في القرن الثالث عشر ويبدو شجاع كان أستاذا في صنعته لأن هناك قطعا نحاسية صنعت في نفس الفترة كتب على واحدة منها اسم صانعها ويردفها بكلمة انه تلميذ شجاع وذكرت د.نورة ان نوع وأسلوب الزخرفة على هذه القطعة يمثل الفترة السلجوقية في أوجها والنقوش المصورة على جوانبها تحمل موضوعات مختلفة تعكس الحياة الاجتماعية فرسمت فيها لوحة تعبر عن حالة الترفيه من خلال شخصيات تعزف على آلات موسيقية وعلى ما يبدو هي مشاهد تصوير لحفلات سمر إضافة إلى لوحات تصور رياضة الفروسية والصيد وتحدثت عن صورة أخرى لمقلمة
(محفظة أقلام) وفيها محبرة مزخرفة (1230-1250م) وعليها نصوص قرآنية وابيات شعرية والوجه الأمامي من الخارج نقش عليه 12 برجا سماويا وقد حظيت هذه القطعة باهتمام الدارسين لاحتوائها على النصوص والأبراج وعرضت قطعة أخرى لنفس الفترة وهي صندوق أسطواني يحمل اسم بدر الدين لؤلؤ، حاكم المدينة الزنكي، وكتب النص التالي عليها:
"عز لمولانا الملك اتابك الرحيم العالم العادل المؤيد المظفر المنصور المجاهد المرابط بدر الدنيا والدين لؤلؤ حسام أمير المؤمنين" وأشارت د. الكيلاني ان مثل هذه النصوص تتكرر على الصناعات الفضية والنحاسية في الفترة السلجوقية سواء في القاهرة او دمشق او الموصل وتحدثت عن المباخر وهي قطع معدنية يوجد منها خمسون مبخرة وجميعها من صناعة الموصل وانتشرت بنفس التصميم في مدن أخرى وهي وعاء أسطواني له ثلاثة أرجل وغطاء على شكل قبة وعليه نص مكتوب: " داخلي نار جهنم (الجمر) يخرج مني رائحة من الجنة (البخور)". وفي المتحف البريطاني موجودة قطع هي آلات علمية احداها كرة مرسوم عليها الكواكب السيارة صنعها محمد ابن هلال المنجم الموصلي خصيصا لدراسة السماء
وصنعت عام (1275-76م (هجري674)) بتوصية من مدينة مراغة في إيران لخدمات المرصد الفلكي الذي بنيّ هناك في الفترة الإليخانية بعد غزو المغول للعراق وهي تبين العلاقة بين المدن آنذاك.
وأشارت المحاضرة إلى ان المتحف يجمع قطع من الماضي القريب أيضا، ولا يقتصر على تلك الموغلة بالقدم فهناك عائلة مسيحية عراقية تبرعت طقم زي من ستة أجزاء تبرعت 1973. به عام
اما عن موجودات المتحف البريطاني من مدينة بغداد فأوردت د. نورة الأمثلة التالية أولها صفحة من مخطوطة من "عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات " للقزويني وهذه ليست النسخة الأصلية حيث كتبت قبل مئتي سنة وفي المخطوطة فصل كامل عن الملائكة وماهي ادوارهم والملك "إسرافيل" هو صاحب البوق وعنده أجنحة وجرى وضع صورة اسرافيل وبوقه إلى جنب عنوان بالخط العريض "الملك جبرائيل" الذي هو ليس حامل البوق وله وظيفة تختلف عن إسرافيل، وهذا يدل على عدم التنسيق بين الخطاط والرسام، مما يحدث لبس عند القراء.. لكن النص يوضح وظيفة كل من الملكين.. فجبرائيل هو الذي ينقل كلام الله للرسول. واكدت المحاضرة دقة الرسم بين كل نسخ هذه المخطوطة.. وأشارت إلى ان هذه النسخة رسمت فيما بين عامي 1340-1432 (الفترة الجلائرية ببغداد) بعد الاجتياح المغولي وظهور دولة الإليخانات. وهناك مخطوطة أخرى عرضت صورة احدى صفحاتها وهي من كتاب ديسقوريدس في مواد العلاج وهي لكاتب اغريقي يظهر فيها صورة لطبيبين يتوسطهما مريضهما وهما يعالجانه مؤرخة 1224ميلادية – 621هجرية. وهي كتاب لعالم اغريقي من القرن الأول الميلادي وترجم إلى السريانية ومن ثم إلى العربية وأصبح كتابا طبيا مهما متخصصا بالعلاجات الطبيعية والأعشاب ومزود بصور جميلة. وهذه تعود إلى الفترة السلجوقية في بغداد ما قبل الغزو المغولي. وعلق مدير الندوة الفنان لعيبي على ان رسوم الكتاب تشبه إلى حد بعيد أسلوب يحيى الواسطى الفنان الذي رسم المقامات وقالت المحاضرة ان هناك مخطوطات كثيرة في بغداد لكنها اختارت منها مخطوطتين تمثلان سيرة آل البيت احداهما تبين الإمام الحسن والإمام الحسين مع ابيهما الإمام علي بن ابي طالب وهو على فراش الموت بعد إصابته واللوحة الثانية تمثل الإمام الحسين والإمام الحسن على فراش المرض وهما في كتاب من تأليف فضولي البغدادي وعنوانه:" حديقة السعداء ، مقتل الحسين رضي الله عنه" وقد اصبح الكتاب مهما ومعروفا وطبعت نسخا كثيرة منها وأشارت ان النص كُتِبَ باللغة التركية الآذرية ( الأذربيجانية )على الرغم انه كتبه في بغداد وكان قراره بان يكتبه بتلك اللغة ليطلع غير الناطقين بالعربية عليه وبهدف تعريفهم بالحدث . وهذه النسخة مؤرخة عام 1500م. من القرن السادس عشر. وهي الفترة الصفوية والتي تبين التأثيرات الإيرانية والتركية على الرسوم البغدادية. ثم عرضت مجموعة لموجودات المتحف البريطاني من النقود المعدنية وفصلت بحديثها عن المسكوكات، وقالت ان هناك الكثير من المسكوكات الأموية والعباسية، لكنها آثرت على عرض ثلاثة نماذج بغدادية وما مكتوب عليها الأولى سُكت ببغداد في 1262م – 661هجرية والكتابة عليها هي:" قاآن – الأعظم موناكا ؟ – قاآن هولاكو خان مالك رقاب الأمم خُلد ملكهم ـ ضرب هذا الدينار ببغداد " .. وكتب على الوجه الآخر: "الحمد لله لا إله الا الله وحده لا شريك له محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ".اما القطعة الثانية فسُكت بعد دخول سليمان القانوني إلى بغداد وهي فضية على عكس الأولى التي كانت ذهبية ، تدعى العملة (أقجا) مخطوط عليها اسم السلطان سليمان وختمه وكتب النص التالي :" سلطان البر سليمان شاه بن سليم شاه والبحر ) ضرب بغداد – خلد الله ملكه وسلطانه في سنة 960هجرية أي 1520 م. اما المسكوكة الثالثة فهي من مسكوكات الشاه عباس (الفترة الصفوية) وقد ضربت ببغداد وهي فضية ومدون عليها اسم الشاه عباس الأول وفي سنة 1034هجري – 1624م .. وبهذا نستطيع معرفة تاريخ بغداد والسلالات الحاكمة فيها من خلال القطع النقدية.. وكذلك معرفة الحالة الاقتصادية والتجارية.
كانت أمسية المقهى هذه الليلة ذات نكهة أخرى ومن خلال تفاعل الحضور معها عبر مداخلاتهم واسئلتهم وبإختيار المقهى لموضوعات ليست تقليدية نتمنى المواصلة، لا سيما اننا نلاحظ نمو متابعي ومتابعات المقهى سواء في الحضور في القاعة او متابعتهم لها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |