كانت الأمسية الشهرية للمقهى الثقافي العراقي في لندن، والتي أقامها في  

استضاف فيها أربع أديبات عراقيات ليتحدثن بينهن ومع25/08/2023

الحضور عن تجربتهن في الكتابة.. وعرفنا ان المقهى في الحوار معهن وفي التهيئة لإسلوب تقديم الأمسية في ضوء الوقت المحدد لها ولناحية عدد المتحدثات وأهمية التكثيف، تم التوصل الى طريقة إدارة للجلسة مبتكرة تعتمد على التنسيق بين الضيفات والانتقال السلس بينهن وكذلك في طرح محاور وموضوعات الأمسية.. وقد شاهدنا نتيجة مبهرة على المنصة تمخضت عن متابعة واهتمام الحضور، تجلى في تفاعله، كما سنحاول تغطيته هنا، حين حان طرح الأسئلة والمداخلات.

اذن والحالة هذه لم يستطرد المقهى بالتقديم واكتفى بالترحيب بالحضور وبالضيفات بمزحة أوردها علي رفيق بالمستهل قائلا:" سيداتي آنساتي سادتي.. قد تكون هذه آخر مرة نردد فيها هذه الكلمات الثلاث حيث يجول الآن شبح مصطلح مخاطبة جديد الا هو الجندر (النوع الاجتماعي).. ” ضجت القاعة بالضحك، وابتدأت الأمسية "

استعرضت الكاتبة بدور زكي محمد المحاور(الموضوعات) التي ستطرحها الأمسية فكانت أربعة هي:" رحلتنا بالكتابة حتى وصلت الى الرواية وستقدمه أنباء جاوي والثاني عن معاناة الكاتبة والمعوقات التي تعترضها وكيف تستطيع تجاوزها ستطرحه فيحاء السامرائي والثالث يدور حول تطور الرواية وادواتها وتقنياتها سأقدمه انا بدور زكي محمد والرابع سيكون عن مصطلح "الأدب النسائي " الذي يثير الجدل وستتناول إشكالياته ابتسام يوسف الطاهر ".

"رحلة الوصول الى كتابة الرواية "كان هذا عنوان مداخلة أنباء جاوي وتضمنت:

" الشيء المشترك بيننا هو ان كتابة الرواية عندنا لم تظهر وحدها بل إن ظهورها كان ضمن عملية تطور كتابية. من كتابة المقالة، العمود الصحفي، كتابة الشعر، الترجمة، القصة القصيرة.. ثم وصلت الى مرحلة كتابة الرواية.

المشترك أيضا الخلفية وأجواء الطفولة والصبا وما بعدها. أجواء المكتبة البيتية حاضرة وبارزة. ربما نتوقف قليلا عند الرحلة الكتابية:

تأتي الفكرة التي تؤجج وتحفز على الكتابة. هي عملية البحث عن صوت الكاتبة، صوتها المميز، الذي يختلف عن البقية مصحوبا بإسلوب كتابة يختلف عن البقية أيضا. يميزها طابع كتابة خاص بها. تبدأ الشخصيات تتحدث في الدماغ تلح وتلح تريد الخروج وكلما أتمنى لهذه الأصوات ان تهدأ. وتخبو وتختفي، تزداد عنادا وإلحاحا وتبدأ بالصراخ بسبب ثم اهمالها وغض النظر عنها.. لا خيار لنا إلا أن نكتبها ونستريح.

أود التوقف عند مصطلح:

وهي الدعوة الداخلية الملحة للكتابة وبدونها نشعر The Calling

إن هناك نقصا للكيان الروحي والعقلي والشعور بالارتياح والاكتفاء عند الانتهاء من العمل الكتابي. هناك شعور اننا ولدنا لنكتب وهو الهدف الرئيسي لنا.

هناك صفات مشتركة تتواجد عند الكاتب ومنها:

١ - نفضل الكتابة ونجيدها أفضل من الحديث.

٢- الرغبة في توسيع وتوضيح وجهة النظر.. انا أحب الاختصار كثيرا.

٣- حب القراءة المستمر.

٤- نحول كل شيء الى قصة.. نجيد اختراع القصص من حدث ما او ملاحظة.

).. نفضل الورق والقلم أكثر من استخدام List٥- نكتب قائمة (

   أو التلفون. I pad

٦ – دقة الملاحظة بالمحيط الذي نتواجد فيه. نحفز الخيال ويبدأ النسج.

٧ – تواجد دفتر الملاحظات.

٨ – احترام اللغة وإبداء أهمية لتأثير المفردة اللغوية.

الكتابة هي مغامرة، مجازفة، تجربة مثيرة ترضي الخيال والدماغ وتسد الحاجة الروحية.. ليس كل ما يكتب ينشر.. الكتابة من أجل الكتابة.. لدينا جميعا الكثير المكتوب غير منشور.

*النشر هو الغاية.. المقصود.. الوصول الى نهاية الرحلة".

 بعد ان أنهت جاوي مداخلتها دعت زميلتها فيحاء لتدلي بدلوها فقالت

فيحاء:

"نحن جيل فتح عينه على مكتبة في البيت، ومكتبة عامة، وعلى كتب، في زمن لم يك هناك كومبيوتر، او آي فون، كانت عندنا أفضل متعة، أفضل تسلية هي القراءة، المطالعة، نشأنا عليها وعلى حكايات الجدات والأمهات، فنمى لدينا نوع من الحس الحكواتي، الإصغاء للقصة والاهتمام بها.. طبعا ليس عند الجميع مكتبة، أوان من قرأ او اطلع على المؤلفات ستكون لديه بالضرورة نفس السمات التي تؤهله لئن يكون كاتبا.. فهناك عدد كبير من الناس يمتلكون مواهب أخرى غير الكتابة.. لكن قد تتوفر عند شخص معين ملكة للكتابة، قدرة، وعي، إصرار، متابعة.. كثير منا كنا نقرأ، لكن لا نكتب.. أحيانا دفتر” الإنشاء" يشهد بداياتنا وكذلك ايام الخميس حيث تتاح لنا فرص في مدارسنا لأن نلقي ما كتبناه امام زملائنا.. لكن الوصول الى كتابة الرواية عملية طويلة متدرجة تتطلب فترة قد تمتد ردحا طويلا من الزمن.. مثلا انا ابتدأت بكتابة مقالات قصيرة، بالرغم من شحة النشر آنذاك، لكن بعد افتتاح المجال الألكترونية والنشر في مواقع عديدة أصبح لدينا حيزا ومجالات عديدة للنشر، وفعلا كما ذكرت زميلتي انباء ان هذا النداء الداخلي الذي يلح علينا.. الفكرة تكون هي التي تضغط علينا وتقول لنا: هيا اكتبيني.. طبعا بعد ان تتبلور عبر فترة من الزمن فتبلغ خلالها نضجها فتتحول الى شكل أدبي سردي. وهنا ينبثق سؤال مفاده لماذا نكتب؟! ترى هل لأن نستمتع بما نكتب ام أن نمتع الآخرين به؟ هل لأجل ان نشارك الآخرين أفكارنا؟ ام ان هناك أسبابا أخرى للكتابة وخاصة بالنسبة لكتابة الرواية.. ان عملية كتابة الرواية صعبة جدا، إنها مخاض عسير جدا.. ليس هينا.

ثم دعت فيحاء زميلتها ابتسام يوسف الطاهر لتتحدث، فكانت مداخلتها:

"لكل كاتب منهجه او وسيلته في تسطير احلامه او رؤياه او رغباته في الكتابة. منهم من يضع رؤوس اقلام او ابواب للرواية وربما خطة عن طبيعة الشخوص وعلاقاتها ببعضها!

في بداية حياتي مع الكِتاب.. كانت تستهويني حياة وسيرة الكتّاب. حاولت ان افعل مثل نجيب محفوظ الذي كان يذهب للمقهى كل يوم يجلس من الصباح الباكر حتى الواحدة ظهرا قد يكتب فيها بلا انقطاع حتى تحين ساعة العودة للبيت، وقد يواجه اوراقه البيضاء دون ان يسطر عليها حرفا.  لم أقدر ابدا.

تجربتي مع الكتابة تختلف، فشيطان او ملاك الكتابة ينط احيانا وانا في القطار، في السيارة أو يقض مضجعي. فلابد ان أسطر ما يمليه على من فكرة او مقطع او ربما سطرا واحدا

 القصص القصيرة كانت تقتحم روحي مثل الحمى وهذا ما شعرته في قصة: "صرخة عبر الخيام"، في مرحلة المتوسطة او اول ثانوي ربما.. كانت اول قصة اقرأها على مسمع الاخر.. لجنة مسابقة أدبية بين الثانويات.. كنت وقتها متحمسة لأشارك نضال الفدائيين في دفاعهم عن القضية الفلسطينية. لكن عمري ما كان يسمح واهلي رفضوا بشكل قاطع. فكتبت القصة بوحي من مشهد على الاخبار عن مجموعة لاجئين يقفون طابورا لاستلام المعونات الإنسانية. وكانت المرة الاولى والاخيرة التي أحظى بها بالفوز فقد فازت القصة وقتها وطلبها مني محرر الصفحة الثقافية في مجلة (ألف باء) وقتها لينشرها.. لكن خجلي ربما وخوفي من مسؤولية النشر منعاني من نشرها.

 قبلها كتبت الكثير لكني لم أطلع أحدا عليه سوى قصة لم اضع اسمي عليها اعطيتها لأخي ليقرأها.. فرحت كثيرا حين سألني: "هل هذه احدى قصص نجيب محفوظ؟ " ثم أضافت:

 "تجربة اخرى عشتها ربما مرَّ بها البعض.. وربما كانت أحد اسباب تشجيعي على اقتحام عالم الرواية! فقد عشت روايات شفهية او بالأحرى افلام.. كنت أجد نفسي اعيش قصة ما أو مشاهد لم احددها ولم اخطط لها.. اتقمص كل الشخوص الشريرة والخيرة، اعيش الحوارات بينها الحوارات الفعلية او الذاتية. بل هناك تصور للمشهد من حيث المكان والزمان.. احيانا تربكني الحوارات حين لا اكون وحدي وحين يصير الحوار مسموعا دون إرادتي! والغريب أنى ما ان أضع نهاية سواء كانت سعيدة كما في الافلام المصرية او نهاية سريالية. حتى انساها تماما ولا اذكر منها أي مشهد ولا أي حوار! بالرغم من عيشها معي لأيام أو أسابيع. 

حاولت ان أسطر الأحداث على الورق، لكني وجدت القلم جافا.. وكل الشخوص لا روح فيها.

 بقيت اكتب لنفسي حتى بعد الرحيل من العراق قصص او خواطر على شكل اشعار نثرية.. لكني أخفيها عن أعين الرقيب ولم يكن هناك صديقا أثق به لأطلعه. بعضها رافقني في رحلتي واعدت صياغته ونشرته مثل (رسالة لم تصل) كتبتها بوحي من امنية ارقتني لأعود للعراق بعد الحرب مع إيران!  وقصة (كلاب الصيد) التي كتبتها عن تخيلي لتجربة الوالد المريرة حين اعتقل في الثمانين بعد مجيء صدام، ومرحلة البحث المريرة عنه. بعد إطلاق سراحه وتعرضه لكل اصناف التعذيب الجسدي والنفسي.. أصر ان ارحل للحاق بزوجي خوف ان يعذبوه بي او بابنتي اول احفاده..

 دافع اخر شجعني على النشر هو عملي في "الشرق الأوسط" ومن ثم في "القدس العربي" ربما يكون السبب الاول الى اتخاذ قرار النشر.. نشر المقالات التي اغلبها رد على ما قرأته من افتراء ورياء.. ونشر القصص القصيرة. اطلاعي على ما يكتب في الصحف العربية منحني الثقة بان ما اكتب لا يقل جودة بل ربما أفضل بكثير مما كتبه البعض سواء من كتاب معروفين او غير معروفين.. فوجدت ما اكتب يستحق النشر أكثر. فأرسلت الكثير من المقالات والقصص بأسماء مستعارة.. نبيلة اليوسف او وسام الطاهر.. اسماء اخواتي.. لم ابتعد كثيرا. اولها قصة "اوراق منسية" التي أحبها جدا نشرتها فيما بعد في صحيفة عراقية وعلى المواقع الالكترونية.

حين وجدت الاهتمام بالقصص وارفاقها بتخطيطات جميلة.. نشرت أول قصة باسمي الصريح (على الضفة الأخرى) وهذه اعتبرها من أجمل القصص نشرتها في صحيفة " الزمان " في اول صدورها.. حيث كانت معارضة.. أطلقت العنوان على أحد أبوابها.. هذه القصة نالت اعجاب الكثير.

منهم مسؤول الصفحة الثقافية في "القدس العربي".. عبر لي عن اعجابه بالرغم انه كان لا يطيقني! وطلب ان اعطيه قصصي إذا كانت بنفس الاسلوب!؟

ذكرته بأول قصة ينشروها لي (اوراق منسية) ونشرها باسم مستعار.. لثقتي بأنهم لن ينشروها إذا كانت باسمي.. كما حصل مع مقال عن اللوكربي مع رئيس التحرير!! 

 بعدها صرت أرسل ما ينشر لي بالصحف العربية والعراقية للمواقع الالكترونية

  وعن وصولها الى كتابة الرواية قالت ابتسام:

 "بالرغم من حبي للروايات كقارئة.. لم يخطر لي ان أطرق هذا الباب يوما.. بعض الروايات مذهلة بأسلوبها وموضوعها، وتكامل شخوصها فكنت ومازلت ارى بعضها كبناء متقن الهندسة والتنفيذ. فالرواية تمنحك متعة تجمع كل الفنون الرسم والشعر والموسيقى والتمثيل ايضا وانت تعيش تجربة تلك الشخوص الحياتية. وهذا يتطلب موهبة وصبر وفسحة من الحرية والتأمل.

حتى ومضت الفكرة بعد زيارتي الاولى للعراق بعد سقوط صدام، وتمادى بعض العربان في شتيمة الشعب العراقي الذي فرح للخلاص من الجلاد الغبي الذي دمر العراق. حاولت ان اكتب عن تجربة نماذج من العراقيين الذين تغربوا بعد مجيء الجلاد.. فوجدت نفسي أكتب عن أكثر من شخصية وأكثر من تجربة. فجاءت (صمت الشوارع وضجيج الذكريات). شعرت كما لو أني اكتشف عالما جديدا لم أخبر ما يمنح من متعة تختلف حتى عن تجربتي الشفهية التي اختفت تماما لتحل محلها تجربة الكتابة سواء على الورق أو مباشرة على شاشة الكمبيوتر. وللأسف اثرت ايضا على كتابة القصة والمقال. فجاءت روايتي الثانية (حصى الشاطئ) التي كان اسمها بعد الانتهاء منها (المرافعة بعد الحكم، او القضية الاولى). وتبعتها (ليالي المعري).. التي كتبتها بإيحاء من شعور بالغربة انتابني لدى احدى زياراتي لبغداد. وفيها الكثير من وجهات نظر البعض حول مرحلة الشهيد عبد الكريم قاسم، ونقد لتلك الفترة وموقف الحزب الشيوعي وادانة للأحزاب القومية الوصولية والبعثية التي اثبتت خيانتها للوطن".

 وأحالت ابتسام الحديث الى زميلتها بدور زكي محمد لتقديم ما لديها، ونوجز هنا مداخلتها:

 "الكتابة كما اعتقد محاولة للتعبير عن الذات بوصفها جزء من حالة اجتماعية، وهي نتاج معاناة شخصية مرتبطة بسيرورة المجتمع وتطوره، لذلك تنهض أمام الكاتبة جملة عوامل قد تعيقها أو تؤخرها عن التعبير العلني". وواصلت بدور مداخلتها بالقول:

"أول العوائق تبدأ من الأسرة، فالمرأة لا تتوقع التشجيع والدعم، لان الدور الاساسي لها بنظر المجتمع هو رعاية الأسرة. عامل آخر مهم هو الرقيب الداخلي، فالكاتبة ليست حرة فيما تكتب، بينما يتمتع الكتاب بمساحة أكبر للتعبير، بحكم ما يمنحهم المجتمع من حرية. ويسود اعتقاد حتى بين بعض المثقفين؛ ان المرأة لا تعبر الا عن نفسها، لذلك يتكرر سؤال ساذج يوجه للكاتبة فقط: هل كتبت عن تجربة خاصة؟ وكأن الشأن العام حكر على الكاتب. وما ان تنتهي الكاتبة من العوائق حتى تواجه محنة النشر، فدور النشر تطلب مقابلاً مادياً قد لا يكون بمقدور الكاتبة، وقد لا توزع كتبها، وتزيد الصعوبة حين تكون الكاتبة غير معروفة، فكثير من دور النشر تتعامل مع الشهرة وليس نوعية الكتابة.  ومع كل العوائق يزداد عدد الكاتبات، مع تفاوت نوعية كتاباتهن".

وتناولت الكاتبات المشاركات في الأمسية مصطلح "الأدب النسوي"               واتفقن على ان يجمعن على عدم اتفاقهن مع هذا المصطلح، وبعد حوار معمق بينهن توصلن على إن:" الادب هو ابداع انساني لا يخضع الى مثل هذا التصنيف فالمرأة تكتب من وحي ارتباطها بنفس المجتمع الذي يعيشه الرجل فكلاهما ينهلان من مصدر واحد للإبداع بشكل عام".

وجاءت الكاتبات على ذكر جملة من المعوقات التي تقف في طريق الكاتبة الروائية من بينها الظروف المجتمعية (الذكورية) وغياب حريتها وتقييد العادات والتقاليد التي تحول بينها وبين التعبير عما يجيش في دواخلها بعكس الكاتب الرجل.

ثم تطرقن الى مشاكل النشر وضعف امكانياتهن في هذا المجال وسعيهن المتواصل في تثبيت أسمائهن في الوسط الأدبي من خلال النشر في الصحف والدوريات الأدبية وفي المواقع الألكترونية والإكثار من نشر المقالات والقصص القصيرة والتي تمهد لفرض اسماءهن على دور النشر ومع ذلك فهناك مسألة أخرى تحد من انتشارهن الا وهي ضعف توزيع الكتاب.

أن طريقة الأداء وأسلوب إدارة الأمسية المتميز جعل الحضور يتابع بشغف تجربة الكاتبات على مدى ما يقارب الساعتين هو وقت الأمسية في المقهى الثقافي، وهذا ما حفز المتداخلين وسنأتي على ذكرهم وما طرحوه بشكل موجز وبما تسمح به مساحة هذه التغطية.

طرحت السيدة نضال إبراهيم ان القاسم المشترك بين الكاتبات هو الغربة فهن عشن الغربة بكل تفاصيلها، وتساءلت عن المدى التي أثرت هذه المعايشة على كتابتهن؟!وسألت أيضا عن ما هو موقف المثقف العربي من كتابتهن؟

اما السيد عبد المنعم الأعسم فقال انه كان عنده مداخلة مطولة تتعلق بنصوص الكاتبات المشاركات بهذه الأمسية :" أردت ان أعمل قراءة سريعة بها ووجهة نظري حولها " وأكد على :" ان هذا مهم لأنني أغامر وأقول ان ثلاثة ارباع الحضور غير مطلعين على كتاباتكن ورواياتكن مع الأسف ..اذا أبدأ بالست بدور  فانا متابع جيد لكتاباتها وارى ان خلف هذه الكتابات شخصية لها تجربة فكرية وسياسية غنية ..لكن روايتها التي اطلعت عليها وهي "غوايات الوهم " وجدتها مكتظة بالشخصيات  الملتبسة التي تمتلك تجارب عاطفية مركبة ..ولم تقدم الرواية حلولا جذرية ، انما كانت حلولها عاطفية لتلك الإشكاليات التي تناولتها ، وتوسعت في حشد شخصيات بروايتها من بلدان مختلفة وضاجة بالأفكار.. ولدي شعور انها بإمكانها كتابة رواية أفضل منها على الرغم من انها رواية تنطوي على تجربة غنية ومهمة ".

ولكن المنصة طلبت الى السيد الأعسم ان تكون مداخلته أقصر بسبب الوقت المحدد للأمسية.. عند ذاك توقف عن مواصلة الحديث وقال:" شكرا جزيلا، اذن سأكتب مداخلتي وأنشرها لاحقا ".

اما مداخلة شذى بيسراني فعبرت عن سرورها بحضور الأمسية واشارت الى شجاعة كاتباتنا بمواصلتهن الكتابة وأكدت على ان الكثير من المبدعات البريطانيات يبدأن الكتابة بعد ان يبلغ عمرهن الخمسين. وتساءلت من الكاتبات هل ان الدافع وراء دخولهن مضمار الكتابة هو الخلود؟

أثنى السيد زهير الجزائري على أسلوب أدارة الجلسة لأمسية اليوم وعبر عن اعجابه بالتنسيق بين الكاتبات، وذكر ان سؤاله الوحيد هو:" انكن حين أتيتن على ذكر عوائق الكتابة قد تجاوزتن عائق اراه مهما، هو عائق الكتابة عن (الجنس).. ؟!".

اما السيد شافي الجيلاوي استهل مداخلته بالقول:" أبدي اعجابي واحترامي الكبير لكنّ، وأقدر الصعوبات التي مررتن بها لكني تعشمت في هذه الليلة: كما ذكر الأستاذ الأعسم ان الكثير منا لم يطلع على نتاجاتكن، كان الجدير ان نسمع منكن ماذا كتبتن من روايات ولو باختصار.. وتمنيت أيضا ان تأخذوا رواية من رواياتكن وتذكرن تقنيات كتابتها وطبيعة الحبكة الدرامية لها "

ثم طرحت السيدة دلال الشريف سؤالها:" من منكن (ج. ك. رولينغ) العرب؟! " وتقصد مؤلفة "هاري بوتر" ويبدوإنها كانت تمزح ثم اكدت على ضرورة تقديم الكاتبات في المحافل العربية في لندن وتساءلت فيما إذا تستطيع ان تجد نتاجات الكاتبات على صفحات الشبكة العنكبوتية لتجاوز مشكلة النشر والتوزيع للكتاب الورقي.

وكانت المداخلة الأخيرة من السيد سمير طبلة الذي نقل ثناء وتعليقات الكثير من المتابعات والمتابعين تلقاها عبر صفحته بالفيسبوك التي يبث الان الأمسية بشكل مباشر (أون لاين).

في نهاية الأمسية أجابت الكاتبات على ما تم طرحه من الأسئلة من الحضور.

عرض مقالات: