أتأمل غلاف كتاب (وللحب لغة) المجموعة الشعرية الأولى للشاعر مرتضى طالب الموسوي. فأرى حزمة قوس قزح: فيها اللون الأصفر متحكم في بقية الألوان، يليه اللون الأسود. واللون الأزرق دائرة مغلقة ونصف دائرة ٍ الأخضر. واللون الأبيض ثوب امرأة واقفة. لكن اللون الأبيض مخترق بأكثر من لون أما وجه المرأة فهو محجوب بقناع أحمر. يد المرأة ممدودة إلى الأمام.

من كل هذا رأيت أن الغلاف قد توهجت عليه قصائد الشاعر مرتضى طالب. وهذا الوهج الملوّن هو من سرد فرشاة الرسام صالح الجادري.

حين قرأت القصائد كنت ابحث عن جذور عنوان المجموعة الشعرية

فتلاقينا في ص53 في قصيدة عنوانها (وللحب لغة) وتبين أن لغة الحب هي تعطيل اللسان وتشغيل التراسل بين الأعين:

(فالحب يبقى لغة تدركها كل

  العيون)

ويؤكد الشاعر ثانية في قصيدة (لغة حبيبتي)

(كتابة قصيدة لحبيبتي

  أكثر ما يعذبني....

لأني لا أجيد كتابة الشعر فقط

واللغة لا تحتوي إلا على

ثمانية وعشرين حرفاً

وحبيبتي تحتاج إلى أربع

ملايين حرف لكتابة كلمة واحدة

هي أحبك/ ص63)

أنها الحيرة التي وضعت الشاعر بين اللغة وما تبوح به العيون.. (أربع ملايين حرف) هل تلك حروف لغة العيون؟ ربما لذلك تتعطل لغة الكلام إذا ما تكلمت العيون.

واللغة معذورة والعذر يفصح عنه الشاعر في قصيدة عنوانها (الجوزاء):

 

(عيناها شمسٌ ساطعة

  تخاف القصيدة من وصفها

  لا أقترب منها

 أخشى جمالها

 أخاف غرورها/ 66ص)

 

لكن الشاعر لا يلجم أمنياته يحلم ويخاطب حبيبته

(أريد أن أجلس على أطراف عينيك

لأصطاد السمك من بحرها)

ويستدرك قائلا:

 (إن غرقت القصائد في عينيك

 فلا تجد القصائد ولا شاعرها/ ص44)

كقارئة سأجد الشاعر في مستقبل قصائده الجميلة التي سيواصل كتابتها.

المجموعة الشعرية (وللحب لغة) سجال بين عينيها والشاعر

جعلني اتابع قراءة القصائد بشوق لمعرفة من ينتصر، العيون التي تسلحت بلغة لا عدد يقيد حروفها ام الشاعر الذي تحصن بلغة بلغت ثمانية وعشرين حرفا.. في محاورة شعرية بطلها الحب.

الوطن حصته قصيدة (إليك يا وطني) ص61 ولولا العنوان ... فهي لا تخرج في لغتها وموضوعتها عن الحب الذي يشكل السيادة الشعرية في المجموعة الشعرية. لكن قصيدة (بلادي)، / ص57 تتضح الصور الوطنية والتاريخية للبلاد:

(عن شمعة مشتعلة

  طوائف مختلفة

 دنيا عراق.... يا ترى

من لا يحب موطنه).

 (وللحب لغة) يتألف الكتاب من

سبعة عشر قصيدة، تتخلل القصائد تخطيطات فنية بريشة الفنان صالح الجادري.

يستوقفني الإهداء مشطورا بين صديق ٍ شرب كأس الشهادة من أجل الوطن

والشطر الثاني من الإهداء (إلى مجمرة العشق.... منك وإليك)

يلي ذلك مقدمة بقلم الأديب عبد الكريم السامر (الكتاب الأول.. الوليد الأول)

وهذه المقدمة مثل وردة فوّاحة العطر يهبها السامر لنا وللشاعر مرتضى طالب.. الكتاب من اصدارات دار السامر للترجمة والطباعة والنشر في 2021

.....................................

مشاركة في الأمسية التي اقامتها مؤسسة أقلام الريادة الثقافية ودار السامر للترجمة والطباعة والنشرفي قاعة المكتبة المركزية العامة الأحد / 26/ 2/ 2023

عرض مقالات: