أشهر العازفين الموسيقيين في العصر العباسي منصور زلزل ويعرف باسم زلزل، وزلزول، وهو عازف شهير وعم ومعلم اسحق الموصلي، واسحق الموصلي هو اسحق بن إبراهيم بن ماهان.
كان منصور زلزل أكبر موسيقي في بلاط هارون الرشيد ومهدي الهادي، وكان زلزل يتعاون في الموسيقى مع إبراهيم بن ماهان.
كان خبيرا بالموسيقى وماهرا في العزف على الآلات الموسيقية، فابتكر نوتات جديدة وغير بعض النوتات القديمة. ابتكر نوتة ثالثة واضاف للنوتات الايرانية الشهيرة وعزفت هذه النوتات بلحن زلزل، وهو لا يتفق مع تقسيم اللحن الى اجزاء صغرى وكبرى، كما صمم عودا سمي – الشبوط – لشبهه بسمكة الشبوط وأصبحت تسمية عود الشبوط شائعة في عصره.
يقول أحد الباحثين عن مهارة زلزل ان اصابعه هبة من الله وهو حين يعزف على العود ينهض الاحنف ليرقص، دلالة على مهارته، وكان كريما يوزع ما يملك من أموال على الفقراء وصرف معظم ثروته على الاعمال الخيرية وشيد بئرا ببغداد سمي باسمه.
سُجن منصور زلزل بأمر من الخليفة هارون الرشيد عشر سنوات وحين خرج من السجن كان ضعيفا أبيض الشعر وتؤرخ وفاته بعام 791 ميلادية – 175 هـ - ولكن كتاب تاريخ الموسيقى الايرانية يؤرخ وفاته بعام 200 هجرية.
اما إبراهيم بن ماهان والد اسحق الموصلي فكان نديما للخليفة وأشهر مغن في بلاط الخلافة العباسية وكان أشهر مغن بالعربية ايضا، والده ماهان من أسرة رفيعة، ولد في ارجان في منطقة شيراز، ولكن بسبب ظلم الحكم الاموي الذي سيطر على البلاد هاجر ماهان الى الكوفة، فولد له إبراهيم هناك عام 125هجرية.
هاجر إبراهيم من الكوفة الى الموصل وعاش فيها لمدة عام تعلم فيها العود ولذلك سمي الموصلي، لاحقا تعلم فن الغناء والعزف في خوزستان – يطلق عليها الجغرافيون العرب بلاد الري – والبصرة ومناطق اخرى في إيران والعراق وتعلم فنون الموسيقى والغناء من الموسيقيين الايرانيين، وكان إبراهيم بن ماهان – إبراهيم الموصلي – شاعرا ومغنيا وموسيقيا، وهو أحد أعمدة الموسيقى العربية والايرانية.
خلط إبراهيم الاشعار الفارسية / الكردية مع العربية وصنع انواعا جديدة من الموسيقى العربية وألف أغان ومقطوعات واشعارا أصبحت شائعة في الثقافة العربية، وغير في شكل الاغنية العربية – شعر الاغاني –.
كان في البصرة حين دعاه الخليفة المهدي للقدوم الى بغداد فانتقل اليها، ولكنه لم ينسجم مع البلاط، كان يشرب الخمر فحبسه الخليفة وفي السجن تعلم القراءة والكتابة. حصل إبراهيم على مكانة كبيرة في خلافة الهادي الذي كان يغدق عليه الاموال والهدايا، وزادت مكانته وعلت في خلافة هارون الرشيد ليصبح مغن وشاعر وموسيقي البلاط العباسي ونديم الخليفة، وكان الرشيد يحبه حبا جما، فحصل على ثروة كبيرة من الصلات والهدايا التي كان يغدقها عليه الرشيد والبرامكة (يحيى البرمكي واولاده الفضل وجعفر ومحمود).
اصطحبه الخليفة هارون الرشيد برحلة معه الى دمشق ولكنه مرض هناك فعاد به الخليفة الى بغداد، ومات فيها عام 188 هجرية فكلف الرشيد ابنه المأمون الصلاة عليه وتولي دفنه، وامر بإعطاء كافة ألقابه الى ابنه اسحق ووصل اسرته.
ورد ذكره في كتاب الاغاني والفت عنه الكتب، وهو الذي فتح مدرسة لتعليم الموسيقى في داره، وعلم الفتيات عزف العود، وكانت الاسر البغدادية ترسل بناتها اليه ليعلمهن الموسيقى والعزف على العود، كما كان يشتري الجواري ويعلمهن فنون الغناء والموسيقى.
بعد وفاته أكمل ابنه اسحق رسالته وسار على نهج أبيه.
اما زرياب فهو تلميذ اسحق ورسول الموسيقى الى الاندلس وهو الذي نقل اسلوب استاذه اسحق الى المغرب العربي والاندلس واسمه يعني في الكردية / الفارسية ماء الذهب: زَر = ذهب، آب، آو = ماء.