اقام منتدى “بيتنا الثقافي” في بغداد، الخميس الماضي، حفل استذكار لـ “شاعر الشعب” الراحل عريان السيد خلف، في مناسبة مرور عامين على رحيله.

الحفل الذي احتضنته قاعة المنتدى في ساحة الأندلس، والتي كان الراحل من روّادها، حضره سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي، وعضوا المكتب السياسي الرفيقان مفيد الجزائري ود. صبحي الجميلي، إلى جانب عدد من الشعراء والنقاد وجمهور واسع من محبي الفقيد.

الإعلامية داليا ضياء، أدارت الحفل واستهلته داعية الحاضرين إلى الوقوف دقيقة صمت إكراما لشهداء انتفاضة تشرين و”شاعر الشعب”.

وقالت وهي تستذكر الفقيد: “ايها الخالد.. ها نحن بعد عامين من الفقد، نقف عندك مؤبنين بقلوبنا التي بدأت محفلنا هذا”، مردة من أبيات السيد خلف “هلي وسيرتو عليه بوحشتي حجاية بريد”.

وتابعت قائلة: “لم تكن شاهدا على احداث تشرين وجيلها الذي صنعت انت والنوّاب شيئا من ثوريته، إلا انك خاطبت ابناءك عبر الزمن ناصحا (وهمان اليكول ام العلا ناخذها بالسهلات)”.

بعد ذلك القى الرفيق رائد فهمي، كلمة استذكر فيها الفقيد ووصفه بـ “القامة الشعرية الشعبية الكبيرة”، مبينا أن الراحل كان “معبراً وجدانياً عن معاناة الكادحين، كلماته تدخل الى القلوب وتحرك الجماهير الرافضة للطغيان والظلم بمختلف أشكاله، سياسيا كان أم اجتماعيا”.

وتابع الرفيق فهمي قائلا أن “كلمات عريان كان يتداولها عامة الناس، وليس المثقفين فقط، حتى أصبحت في الكثير من الأحيان مرجعا يعكس معاناة وتطلعات وآمال الأوساط الشعبية.. هو ابن ذي قار وابن الحركة الوطنية وعضو الحزب الشيوعي العراقي”.

وساهم الناقد علوان السلمان، في قراءة ورقة نقدية بعنوان “عريان السيد خلف والاسقاط الطبقي المكتنز بمدلولاته السياسية”، مما قاله فيها أن “النص الشعري الشعبي على امتداده التاريخي حمل هموم الواقع وتناقضاته، فكشف عن براعة فنية مع توهج لهجته المتداولة والقريبة من الوجدان، بتدفق، وانسيابية عذبة محركة الذاكرة ومشكلة اضافة خلاقة يزهو بها الفكر الانساني”، مضيفا أن في قول الشاعر السيد خلف “الشجر يثبت شجر والخاوية تطيح”، تبدو الصورة الشعرية “معتمدة على صراع الأضداد مبنى ومعنى، إضافة إلى اعتمادها الانزياح اللغوي وتجاوز المألوف بتوظيف الاسلوب البلاغي”.

وأشار السلمان إلى أن الراحل “اعتمد المفردات الشعبية المتداولة والموغلة ببعدها التاريخي، ومنحها بعدا معرفيا وثقافيا معاصرا”.

وارسل الشاعر د. موسى الخافور، إلى الحفل قصيدة في ذكرى الراحل، ألقاها الشاعر حميد الناعس. فيما قرأ عدد من الشعراء قصائد في المناسبة، وهم كل من سفاح عبد الكريم، كامل العتابي، احمد الشمري، هاشم غدير، باسم الخاقاني، حيدر جليل الخرساني ورائد الاسدي.

وقبيل الختام أدى الفنان علي حافظ باقة أغنيات من كلمات الراحل.

عرض مقالات: