ماذا يمكن أن يقدّم رمز ثقافيّ عراقيّ ورائدٌ كبير نظير الدّكتور مصطفى جواد (1906-1969) الذي تصادف هذه الأيّام ذكرى اليوبيل الذهبيّ ومرور خمسين عاماً على رحيله، لأبناء هذا الجيل، في تَوْقِهم العظيم إلى وطن، بعد أن رأوا بلادَهم تتشظّى مرّاتٍ في زمن قصير، من درسٍ في الثّقافة والحياة والانتماء؟
لا شكّ في أنّ ذلك المثقّف العصاميّ الذي حفر في الصّخر قصّة نجاحه، لغويّاً بارعاً، ومؤرّخاً فذّاً، وخَططيّاً استثنائيّاً، وأكاديميّا رصيناً، ومرجعاً في تحقيق كتب التراث العربيّ ونقدها، وإعلاميّاً رائداً، ومجمعيّاً، ومترجماً، وشاعراً... يأتي من زمانه القريب- البعيد، بأكثر من درس على أكثر من صعيد. فهو لا يجيء إلّا عراقيّاً، معتزّا بعراقيّته ماضياً وحاضراً، ومُغلّبا هذا الانتماء الرّئيس على انتماءات ثانويّة وقوميّة ومذهبيّة ومناطقيّة، ظلّت محلّ تقدير عنده، وهو التّركمانيّ الأرومة، من دون أن ترقى إلى سمّو مكانة الوطن في ضميره.
إنّ استذكار هذه المناسبة، ومحاولة استحضار عصرٍ حافلٍ كان فيه مصطفى جواد ملء السّمع والبصر، ينطوي على أكثر من دلالة في زمن عراقيّ يحتدِم بمحنة أسئلة الوجود والهُويّة والمستقبل، زمن يتحدّى فيه شبابُ العراق وشابّاتُه، ومَن جذبوا إليهم من حشودٍ مليونيّةٍ اتحدت معهم في ساحة التحرير جسداً وروحاً، كلّ هذه الانكسارات، وليحيوا الأمل باستعادة الوعي الذي أُريد له أن يغيّب طويلاً.
لقد شكّل مصطفى جواد- الذي مرّت يوم الثلاثاء 17/12/ 2019 ذكراه الخمسون، من دون أن تقوم مؤسّسات الدولة بإحياء هذه المناسبة كما تفعل الأمم الحيّة لكبار رموزها- بانشغالاته واشتغالاته المعرفيّة المتعدّدة، ظاهرة ثقافيّة قلّما شهد العراق مثيلاً لها، فقد كان واحداً من أبرز مثقفي الرّعيل الثّاني من أعلام النّهضة في العراق الحديث، استثمر كلّ سني عمره ودقائق حياته في العمل الثّقافيّ المنتج، منذ بواكير شبيبته الأولى، حتّى آخر أيّامه في عالمنا، حين شوهد أكثر من مرّة يُنهي أبحاثاً وكتباً وهو على فراش مرض الموت، ليبرز على نحو استثنائيّ في حقول عديدة يصعب جمعها والبروز فيها كلّها.
إنّ الحديث عن ظاهرة مصطفى جواد، يستعيد بالضرورة عصراً ذهبيّاً كاملاً بروّاده في كلّ مجال وتخصّص وفنّ، ويستحضر خصب قضاياه، ووهج نهضة وتقدّم، وآلام انكسارات شهدتها البلاد عبر عقودها التي عاشها، فقد كان يمثّل حلقة رابطة ملهمة طوال القرن العشرين بين أكثر من جيل.
علل البلاد وركائز النّهضة
لقد شخّص مصطفى جواد في ربيع سنة 1928 مسبّبات علل البلاد وأهلها، وكان في الثّانية والعشرين من عمره، حين كتب هذه العباراتِ المؤثّرةَ في استهلال مقالة بعنوان صادم، هو: (قاتلُ أخيه)، نشرها في مجلّة (لغة العرب) البغداديّة: "ما أجهزَ على المجتمع العراقيّ من قبلُ إلّا إهمالُ التّربية الصّالحة، وإطلاق الوحشيّة عليه من كلّ جوانبه، وما آخاهُ الشّقاءُ إلّا لتقاعس حكّامه وزعمائه عن إنعاشه من كبوته، وتمهيد السّبل المأمونة المستقيمة له، على أّنّهم هم المسؤولون عن ذلك لاستيلائهم على خَلاقهِ من المال والثّمرات". وقد بدا فيها، وهو يشخّص ركام الماضي القريب من زمنه، وكأنّه كان ينظر من وراء حُجُب الغيب، ليرى ما سيحلّ ببلاده في عقودها الأخيرة من خراب.
وفي واحدة من مقطوعاته الشّعريّة المبكّرة، المنشورة في مجلّة (لغة العرب) صيف سنة 1930 بعنوان "حاجات البلاد"، شخّص- وكان في الرّابعة والعشرين من عمره- حال بلاده التي لم تذق طعم الاستقلال منذ سقوط بغداد بيد المغول سنة 656هـ/ 1258م، والخارجة، قبل أقل من عقد، من أربعة قرون من الاحتلال العثمانيّ، والخاضعة راهناً لاحتلال بريطانيّ استحال انتداباً، بهذين البيتين:
إنّ العراقَ لَفــــــي بُؤسٍ ومَخْسَرَةٍ يسعى وليسَ له مـــــــن سعيه أَرَبُ
فالفَقْرُ والجهلُ والإفسادُ عابــــــثةٌ به وقــــد زادها الأجنابُ والوَصَبُ
والوَصَبُ هو المرض.
لكنّ هذه الحال ومسبّباتها المُرّة التي زاد الاحتلال الأجنبيّ من وطأتها، لم تحجب عن وعيه الحادّ، تلمُّس طريقٍ كان يرى أنّه يحقّق ارتقاء الشّعب والبلاد، يقوم على ثلاث ركائز: الثّقافة، والاقتصاد، والقوّة الحاميّة للدّولة. وهو طريق كان يرى أنّ من واجب نخب البلاد الثّقافيّة وساستها والقائمين على الحكم فيها، أن يجتهدوا في السّير فيه حثيثاً حتّى يبلغوا بالشّعب والبلاد غايته. ولأنّه لا يريد لرسالته هذه أن تتشتّت في أذهان قارئيه، فقد وضع وصفته العلاجيّة في أوّل بيت بالمقطوعة، فقال:
لا يرتقي الشّعبُ ما لم يرتقِ الأدبُ ولم تكن عنــــــده الأجنادُ والنَّشَبُ
والنَّشَبُ هو المال.
دور تنويريّ
ومع ما في هذا التّشخيص المؤثّر، والمبكّر أيضاً، من حرارة وقوّة، تواجهنا حقيقة متداولة؛ أنّه في الآتي من مراحل حياته لم يكن من المشتغلين المباشرين بالسّياسة، بل تركها للمعنيّين بها، ووهب حياته كلّها للرّكيزة الأولى التي حدّدها لنهضة البلاد: الأدب والثّقافة. فكان لذلك شديد البعد عن السّياسة بمعناها المباشر المجرّد، ولعلّه كان متأثّراً في هذا بأستاذه وصديقه العلّامة الجليل الأب أنستاس ماري الكرملي، الذي حظر على روّاد مجلسه الأسبوعيّ الحافل، الخوض في الدّين والسّياسة؛ لأنّه- كما يقول مصطفى جواد- "كان موقناً بأنّ العِلْم هو أشرف الدّواعي لتوحيد البشر، تحت راية المسالمة والمؤاخاة والمواساة والمساواة".
وقد ظلّ مصطفى جواد وفيّاً لأداء دوره التّنويريّ هذا، تاركاً السّياسة وصراعاتها الحزبيّة لأهلها. ولعلّ هذا التّوجّه المبكّر جنّبه بعضَ ما أصاب نسبةً غير قليلةٍ من زملائه الكتّاب والأدباء والشّعراء والمفكّرين المشتغلين بالسّياسة، من محن العزل عن الوظيفة والاعتقال والتّعذيب والنّفي من الوطن، في بلاد عانت كثيراً من الانقلابات والتقلّبات السياسيّة الحادّة، مع أنّه كان طوال حياته على شيءٍ من التّماسّ مع أرباب السّلطة في درجات مختلفة من المسؤوليّة، بحكم اشتغاله الثّقافيّ المتعدّد الآفاق، وبعض متطلبات عمله الوظيفيّ والصّحفيّ والإعلاميّ ذي الصّبغة الثقافيّة، ونشاطاته المجتمعيّة، وابتعاثه إلى القاهرة وباريس، فضلاً عن تبعات عمله، في سنوات كهولته، معلّماً للملك فيصل الثّاني نحو ست سنين، وعلاجه خارج البلاد على نفقة الحكومة في سنواته الأخيرة، وما كان يقتضيه ذلك كلّه من تواصل مع شخصيّات في أعلى درجات سلّم الهرم الحكوميّ. وهو تماسٌّ اتضحت معالمه بعد عودته من دراسته الدكتوراه في جامعة باريس سنة 1939، لا سيّما بعد أن طغت شهرته لدى الرّأي العام وفي الأوساط كلّها، عقب ريادته الإعلام الثّقافيّ العراقيّ في الإذاعة منذ مطلع الأربعينيّات، وفي التّلفزيون منذ نهاية الخمسينيّات حتّى وفاته. وربّما لأجل هذا، ولمكانته العلميّة الرّاسخة، كان يحظى بشيء من التّقدير النّسبيّ من السّلطة السّياسيّة في العهود المتعاقبة التي شهدها، وإن كان أقلّ من استحقاقه بكثير. فقد قال صديقه الحميم وزميله في التّدريس بدار المعلّمين العالية الدّكتور صفاء خُلُوصِي: "لقد ظلمته العهود الماضية، فقد كنتُ أرجو من صميم قلبي أن يصبح مصطفى جواد يوماً رئيساً للمجمع العلميّ العراقيّ أو رئيساً لجامعة بغداد".
درس من العصر العباسيّ
على أنّ هذا البعد الظّاهريّ عن السّياسة-الذي إن لم يكن نابعاً من ذاته فقد ألزمته به ظروف موضوعيّة قاهرة-لم يشِ أبداً بفقدانه القدرة على تقييم أحوال الدّول، وأطوار ترقّيها، وتقلّبات الحاكمين، وضرورات الحكم الرّشيد. فقد كانت السّياسة حاضرة بقوّة حتّى في عنوان رسالته الأكاديميّة التي قدّمها للحصول على الدّكتوراه من جامعة السّوربون: "سياسة الدّولة العبّاسيّة في القرن السّادس للهجرة، وأثر الخليفة النّاصر لدين الله فيها"، ويظهر جلياً في الكثير من كتاباته المنشورة، أنّه كان يقدّم من خلال موضوعات التّاريخ التي يتناولها، دروساً قيّمة للحاضر، وعبراً للمستقبل.. فقد بدا وهو يشخّص في مقدّمة كتابه: "أبو جعفر النّقيب" الصّادر ببغداد سنة 1950، حال الدّولة العباسيّة وموبقات أفراد من طبقتها المتنفّذة والمتحكّمة بحياة النّاس في أوان تقهقرها، قبل أن تنهض بعض النّهوض في عهود بعض الخلفاء المتأخّرين كالمسترشد والمقتفي ثمّ النّاصر لدين الله، وكأنّه يقدّم صورةً قاتمة متكرّرة شهدها العراق المعاصر في أكثر من عهد، ولم يزل يشهدها، ودفع النّاسُ أثماناً فادحة من جرّائها. يقول: "ونَجَمَ في الدّولة- كما هو الحال في كلّ دولة أفلت شمسُها وحلّ تعسُها- رجالٌ لا تستطيع أن تجد لهم من الأوصاف المنكَرة ما يُعرب عن حقائقهم الخبيثة وأخلاقهم الشّرسة الدّنيئة. وهؤلاء وأمثالهم ليس لهم إلّا التّخليد في السّجون، وإزالة وجوههم الرّذلة عن العيون، وإلّا السّيف فهو الذي يريح البشريّة بأقصر الطّرق وأسلمها من النّكس والعكس اللّذين يريد أولئك المجرمون أن يعرواها، فيشلّاها، فتصبح شلّاء بعد أن صحّت وبرِئت من وحشيّة الماضي وجفاء القدم".
ثمّ يصف مآلات هذه الطّبقة الطّفيليّة، وسوء عاقبتها على أيدي من قهرتهم بطغيانها، بقوله إنّه بعد أن "تجدّدت حياة الأمّة... وتنفّس الحقّ كما يتنفّس الصّبح بعد ليلة ليلاء، وتباشرتِ الوجوهُ بالهناءة والرّخاء، وانتقم الشّعب من جماعةٍ من القوم الذين كانوا يسومونه خسفاً ويحكمون فيه عسفاً، ويقتلون فيه ويصلبون ويحرقون، كأنّ نيرون روما قد حلّ فيهم".
رسالة عبر الزمان لهذا الجيل
ليتمعنْ بهذه العبارات أبناءُ هذا الجيل الذي ثار على طبقة طفيليّة شبيهة بتلك، ثمّ ليتمعّنوا بما قاله مصطفى جواد في مقابلة أجراها معه الصّحفي عبد المنعم الجادر قبل نحو شهرين من وفاته سنة 1969، وكأنّه كان يوجّه رسالته- عبر الزّمان- الى عراقييّ اليوم الذين يُراد لبلادهم الجميلة أن تُحتضر ثمّ تموت في زمانهم: "إنّ الوطن به حاجة إلى أن نتآخى ونتصافى، ونعمل يداً بيدٍ من أجل خدمة هذا الوطن الذي أطعمنا من جوعٍ وآوانا من خوف. لنُرجع الأمجادَ التي كانت لنا، ونُعيد الحضارات التي أنشأنا، ونستعيد أراضينا السّليبة، وندحر عدوّنا اللّئيم، وما ذلك على الخيّرين بكثير".
أليست هذه وصفة حكيم لما مسّت حاجة عراقييّ اليوم إليه؟ ألمْ يشهد آباؤهم النّتائج المرّة للانقلابات العسكريّة، وما أسفرت عنه في النّهاية من تفرّد واستبداد؟ وما قادت الأخيرةُ البلادَ إليه من مغامرات داخليّة وخارجيّة وكوارث غير مسبوقة، أنهكت البلاد وأهدرت ثرواتها البشريّة والماديّة، حتّى انتهت بالاحتلال الأجنبيّ المباشر، ثمّ ذاقوا- مع مَن نجا من العراقيّين- ما لم يذقه شعبٌ، من جرّاء محاولة محتلّين وأتباعٍ ومن مضى في مشروعهم من دول وأحزاب وجماعات وأفراد، انتهاج سياسة الفساد والإفقار، واحتكار السلطة بالتزييف، وتشجيع الانتماءات الفرعيّة على حساب الانتماء الى الوطن العراقيّ، لتفتيت الوطن وناسه، وتهديم ما تبقّى من بُنى الدّولة، وقواعد التّعايش السّلميّ بين المواطنين، وأسس الانتماء الرّوحيّ الى البلاد، وتحطيم المرتكزات الحضاريّة الجامعة بين عموم الشّعب، التي سعى مصطفى جواد وجيل ذهبيّ من المثقّفين العراقيّين التنويريّين، الى ترسيخها في وعي مواطنيهم، وقضوا أعمارهم لأجل هذا الهدف.
إنّ ثورة شباب العراق وشابّاته، اليوم، تحت نصب جواد سليم، أيقونة بغداد الكبرى، وفي ساحات الاعتصام في غالبيّة مدن البلاد، لاستعادة وطنهم، إنّما هي تأكيد على تمسّك هذا الجيل الحيويّ برسالة جيل الآباء المؤسّسين.
وليت أولئك الآباء المؤسّسين من رموز العراق الكبار: الدكتور مصطفى جواد، وطه باقر، وجواد سليم، ومعروف الرصافي، وفايق حسن، والدكتور عبد الجبار عبد الله، ومحمود أحمد السيّد، ونازك الملائكة، وجميل صدقي الزهاوي، والدكتور جواد علي، والأب أنستاس ماري الكرملي، وعلي جواد الطاهر، وعبد الله كوران، والجواهري، وروفائيل بُطّي، ومحمّد رضا الشبيبي، وبدر شاكر السيّاب، وعبد المحسن الكاظمي... شهدوا هذا الزمان مثلما شهدته وأشهده اليوم هنا.
أشهد أنّ هؤلاء الشباب والشابّات، ومن جذبوا إليهم من حشودٍ مليونيّةٍ اتحدت معهم جسداً وروحاً، جعلوا من ساحة التحرير "المدينة الفاضلة" التي حلم بها الفلاسفةُ، وكذلك فعل نظراؤهم في ساحات غالبيّة مدن العراق الأخرى. وأشهد أنّني ما رأيتُ تكافلاً اجتماعيّاً، يشعّ طاقةً إيجابيّةً استثنائيّةً، وإيثاراً، ومبادراتٍ فذّةً تعيد تعريف المواطنة والانتماء الى العراق، مثل هذا الذي وجدته تحت "نصب الحريّة". وكأنيّ بهم استوحوا فورةَ الإبداع التي جاشت في روح جواد سليم ليعبّر عن تَوْق أجدادهم الى الحريّة، حين اجترح لها السومريّون لفظة "أمارجي" لتكون الاسم الأوّل في التاريخ، ثمّ انسكبت الفكرةُ في هذا النصب الملهِم، وأخذت تفيض على أجيال من العراقيّين، شدّتهم إلى النصب الجليل رسالتُه الإنسانيّةُ، وروعةُ مفرداته المستقاة من جذور حضارتهم، وبؤرتُه الضاجّةُ بأصواتِ تحطّمِ القضبان، وصهيلِ الفَرَسِ والمرأةِ الثائرة، ونشيجِ الأمِّ المنطوية على الشهيد، وشكلُ اللافتة الضّخمة المحرّضة على الاحتجاج التي يسمو بها النصب كلّه.
إنّه جيلٌ جديد واجه بلا خوفٍ غولَ الفساد الناشبةُ أنيابُ دولته العميقةِ في قلب الوطن، وتحدّى ظروفاً تآزرت معها كلُّ الإرادات والأراجيف على قهره، وقدّم على مدى نحو ثلاثة شهور مئات الشهداء وآلاف المصابين لأجل أن يصنع لبلاده-على غير مثالٍ سابقٍ-زمانَها الجديد، فاستحقّ أن نفخر به، ويفخر به ذلك الجيل الذهبيّ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* نص المحاضرة التي ألقاها الكاتب عصر الجمعة 27/12/2019 في خيمة "سينما الثورة" بمدخل ساحة التحرير من جهة شارع السعدون، بمناسبة اليوبيل الذهبيّ لرحيل العلّامة الكبير مصطفى جواد، وقدمه فيها الكاتب والباحث توفيق التميمي.