ـ في مساجلة شعرية ما بين صاحب المقهى (الجايجي) ناصر عليوي المأخوذ اشتياقا لولده الذي لايعلم بمصيره ..ناظم ناصر عليوي المعتقل..

كالوا بالنجف ناظم وحله

وتمـنه افــك قــيده وحله

اصب الجاي للوادم وحله

ونه جايي المرار شلون بيه

فاجابه الابن ناظم...

صب الجاي ابو ناظم وحله

وبصبري افك قيــدي وحله

انه مو بالنجف صَدّك وحله

انا بربع الخراب وهاي هيه

ـ ناظم السماوي (الخفاجي) 1941.. الانسان..الصحفي..الشاعر الذي انطلقت شاعريته من بيئة شعرية متمثلة بمعلمه الاول والده المتميز بنظم الابوذية والرادود المعتلي كل عام المنابر الحسينية.. اضافة الى تعلمه من مدرسة الحياة و المحيط الشعري والكتابي الذي لاينتهي..

ـ ناظم السماوي في صباه يرتحل وعائلته الى الكويت بداية الخمسينيات.. ومن هناك كتب بلغة الغربة ونثيث المطر للوطن الغافي باحضان الفرات وبساتينه.. والحبيبة الحالمة تحت ازارها الصوفي الشفيف..

وخياط... أفصل العشك

قمصان.. رش المطر

وبلا ثمن تنحسب

جرب او شوف الطبع

مو بس حجي عالورق..ولا بالقلم ينبث

ويدور بي الخلك..داير مداير سهر

اويمكن اتبدل...جذب

ـ ناظم السماوي..من غربته يكتب بوجدان دافئ... مكتظ بالحنين للوطن والحبيبة والفرات ويضم ما كتبه بين دفتي غلاف يحتضن مجموعته الشعرية الاولى التي طرزها بايقونة عنوانية حالمة تنتمي الى بيئتها الريفية التي انهكها الاقطاع والتسلط.. بجملة اسمية دالة على الثبات(قصائد جنوبية) معمدة بماء الفرات ومديوفة بالطين الحري الاحمر.. تبعها بـ(خطوات على الماء) و(لكم مني السلام/ قصائد مشتركة) و(بس يامطر) فـ(قصائد للوطن والناس/ قصائد مشتركة)..

ـ ناظم السماوي..في نصوصه الشعرية يجسد الحضور الانساني بلغة يومية موحية الالفاظ.. مستفزة لذاكرة المستهلك(المتلقي) لاستنطاق ما خلف صورها ومشاهدها التي تدخل القلب دون استئذان..

ـ ناظم السماوي.. يؤثث نصوصه بالرؤى والثيمات المنبعثة من ارهاصات الواقع المتشظي.. اضافة الى اعتماده تقانة الفعل الدرامي من خلال التداعي الصوري الموشوم في الذاكرة لتفعيله حاضرا.. فضلا عن اعتماده التكرار اللفظي من اجل اضفاء نبرة موسيقية على النص من جهة وتأكيد الاهتمام باللفظ من جهة أخرى.. كما في نصه الغنائي (ياحريمة) الذي يقدم تجربة واقعية كشف عنها الشاعر(فتاة تزور شقيقها في السجن تبادله النظرات محققة قول الشاعر العباس بن الاحنف:

تشير لنا عما تقول بطرفها

 وأومي إليها بالبنان فتفهمُ

إشاراتنا في الحب رمزعيوننا

كل لبيب بالأشارة يفهم

حواجبنا تقضي الحوائج بيننا

فنحنُ سكوتٌ ، والهوى يتكلمُ

وفعلا تكلم الهوى الذي أرق الشاعر لكن الصدمة انقطاعها المفاجئ بسبب زواجها الذي حطم كل الاحلام.. فتراقصت لفظة (يا حريمة ) على شفتيه مع ابلاغ شقيقها له.. بعدها صارت نصا غنائيا لحنه محمد جواد اموري وغناه حسين نعمة..

يا حريمة انباكت الجلمات من فوگ الشفايف... يا حريمة.. يا حريمه

اسنينك العشرين ما مرهه العشگ والعشگ خايف.. يا حريمة..ياحريمه

لا.. ولك.. لاله اعله بختك ما ني سالوفة صرت بين الطوايف.. يا حريمه

فالنص معبأ برؤية حياتية تتجلى بموقف حدثي وفكري وانساني يكشف عنه الشاعر بتعابير موحية.. متوترة.. تجمع ما بين الواقعي والذهني باعتماد الموقف الذي يصوره الشاعر بشعرية منطوية على الحياة الاجتماعية عبر اسلوب فكري وجمالي.. ابتداء من مستهله (يا حريمة) الذي يعد بؤرة اشعاع نامية نموا تصاعديا باحداث مشهدية تعتمد اللغة اليومية المقترنة بعلاقات انسانية وشعورية..

ناظم السماوي.. صاحب السنوات الثمانية في (نقرة السلمان) واشهر ثلاث وايام في التوقيف.. انتج عشرات النصوص الغنائية المضافة الى نصه يا حريمة.. منها: يا عشگنة/ نخل السماوة يگول طرتني سمره/ دوريتك/ لا تسافر/ الدنية ما تسوه زعل/ حجيك مطر صيف/ موبدينه نودع عيون الحبايب/ عشگ اخضر/ .. والقائمة تطول ولا تنتهي..

عرض مقالات: