صدك يلطولك حمام
جناح فوك جناح رف كلبي وقره اعليك السلام
علمتني نطير..عالي نطير..نضوي بشموع الغرام
نكتب النجمة على الغيمات اسمنه
وتركص الغيمة نمطرهه على الدنيه سلام
انها ترنيمة الشاعر موفق محمد الذي يرى ان الشعر وسيلة تحفيزية..تحريضية متجاوزة للمألوف..انه فتى الحلة المحاصر بها ولها.. المغني لها ولنهرها وجنائنها المعلقة وناسها.. صوت لايعرف الاستسلام لانه يعي ان الشعر قضية ورسالة يحملها المنتج(الشاعر) وينفذ بنودها الجماهيرية..لذا يخاطب ذاته والذات الجمعي الاخر بضميره ووعيه..
لن تخف فالموت خط على جبينك
واستدر للخلف وازحف في الظلام
انه صوت..الشاعر الحالم..الثوري المتمرد..الساخر بلا تردد من واقع يمشي مثل ( بول البعير)..فينتج نصا مركبا من شعر ودراما بضمير فاعل ومتفاعل مجتمعيا.. بصوت شعبي يلامس واقعه ملامسة انتقادية بخيال شعري ورؤى معمقة..معبرة عما يدور في مخيلته بدافع التغيير وتجاوز الوعظ كي يحقق مهمته الايحائية المستفزة للآخر لمواجهة الحوادث اليومية..لذا فالنص عنده ينقل احاسيسه تجاه التجربة الحياتية التي يعيشها..فيحاول بانفعاله الداخلي ان ينقل اسراره في جو من الايحاء..واستحضار الحقيقة بذاتها..وصياغتها بابداع شعري رؤيوي عميق بتوظيف تقنيات اسلوبية محركة للنص يأتي في مقدمتها الرمز السمة الاسلوبية التي تسهم في الارتقاء بالنص وتعميق دلالاته..اضافة الى انسنة الجمادات.. مع توظيف السخرية السوداء على حد تعبير اندريه بريتون..
ما تخلص كبور البلد... دفان ينخه بدفان
ومشله شليله الشفل ... ويطمهه عدله الشبان
الگلب صاير كربلا ... لا خط يجي عن موتك
فالشاعر يكشف عن همه الذاتي المقترن والهم الجمعي الآخر في وطن تناوشته الطائفية المقيتة والاحتراب الذي غرسته ايدٍ اخطبوطية فرشت روحها على امتداداته الجسدية..فكان صوت الشاعر قريبا من عذابات الوطن المبتلى..معانقا ومتوحدا ومعاناة الناس بشعريته العفوية المتميزة بدقة صورها الشعرية وخفة ايقاعها مع سخرية موغلة من واقع سياسي واجتماعي متدن..
موفق محمد في شعريته يطغى الزمن ببعده التاريخي الذي يعلن عن الفضاء الحدثي من جهة والبعد الشعري متمثلا بالالفاظ المموسقة البعيدة عن الضبابية والتقعر..كون المنتج(الشاعر) يسعى الى ترسيخ شعرية اللفظة الدارجة ومنح النص الذي يتشكل من رسائل احتجاج تميزت بعمق الرؤية والرؤيا..الثنائي المتصارع واتساع دلالته ..من خلال جمله الشعرية التي تستمد طاقتها الايحائية من فاعلية لغته اليومية القريبة من النفس والتي تشتغل على منظومة الانزياحات الجملية بتوظيف الامثال الشعبية (التي هي جمل دالة على حدث..)..والاغنية الشعبية.. والقول المشهور.. اضافة الى الاتكاء على النص القرآني.. بشكل فني من اجل استفزاز ذاكرة المستهلك(المتلقي) واثارة انتباهه..اضافة الى الكشف عن انفتاح الرؤية الشعرية على تشكيلات تعبيرية وتشكيلية بسردية شعرية تنتج مشاهدها الدلالية..كما في قوله:
ـ اريد الله على الدكة يجازيهم//كلما عذبوا حالي..ساكت ما أحاجيهم
ـ مسيرة المليون قبر لا تبدأ الا بجثة..
ـ قتالكم لا تأخذه سنة ولا نوم..
فكان نص الشاعر نصا يعبر عن كبرياء الكلمة وسموها المحقق لموقف انساني بلغة متشابكة..مؤثرة..مكتظة بالحزن المعبر عن الوجع العراقي الذي رسمه الشاعر بحرفه المتوهج..

عرض مقالات: