غالي العطواني
أقامت أسرة تحرير جريدة "طريق الشعب" جلسة احتفاء بمحرر صفحتها الثقافية الروائي عبد الكريم العبيدي بمناسبة فوزه بجائزة كتارا للرواية العربية لعام 2018، على قاعة منتدى بيتنا الثقافي صباح يوم السبت وحضره الرفيق مفيد الجزائري رئيس تحرير جريدة "طريق الشعب" والزملاء العاملين في الجريدة، وجمهور واسع من الأدباء والمثقفين.
أدار جلسة الاحتفاء الناقد محمد جبير الذي استهل مقدمة حديثه بالقول: جلسة هذا اليوم مميزة ومفرحة، وتحمل في طياتها معان ودلالات كبيرة، وليس غريبا ان يفوز الروائي عبد الكريم العبيدي بجائزة كتارا للرواية العربية كونه مبدع متجدد في كتابة الرواية منذ عام 2003 ولغاية الآن".
وتطرق جبير في حديثه الى المنجز الروائي المميز للعبيدي المكتظ بالتاريخ والحروب والضياع، وبين أنه "يشتغل بآلية الاحتفاء بالمهمشين ورسم صورة مبدعة حية لوقائعهم بعنوانات تمثل عتبات مبهرة لها دلالاتها، "الذباب والزمرد" مثالا.
بعدها دعا الجبير الروائي المحتفى به للإدلاء بحديثه عن الجائزة، فقال:"الجديد في هذه الرواية، كما هو شأن رواياتي الأخرى هو عنصر الادهاش وصور الرعب وفضح جرائم الارهاب التي أرادت تفتيت الروح العراقية ومحاولة دفعها الى العبث والاندثار"، وأضاف:"روايتي الكتارية هي رواية واقعية فنتازية صنعت مبتكرات سردية جديدة ونافست ستمئة رواية مشاركة في جائزة كتارا وحظيت بالفوز، ومن المؤكد أن سحرها وتوهجها وآليات اشتغالها هو من صنع لها الفوز".
كلمة أسرة تحرير جريدة طريق الشعب ألقاها رئيس تحريها الرفيق مفيد الجزائري وجاء فيها:"تكاد الأرض لا تسعنا فرحا بهذا الفوز غير العادي حيث كان من المفروض أن يفوز بها "أبو وريث" قبل هذا الوقت"، وأضاف:"نحن كأسرة تحرير نهنئ انفسنا والعبيدي بهذا الانجاز، كون العبيدي محرر لصفحتنا الثقافية". وبيّن ان "المحتفى به كتب رسالة مهمة عن عبر رواياته عن حرائق الحروب التي مر بها العراق منذ ثمانينات القرن الماضي وحتى الآن، وان روايته الجديدة هي الأخرى رسالة مهمة عن حاضر العراق ما بعد عام 2003 والى الآن".
بعد ذلك قرأ الناقد والأكاديمي الدكتور أحمد الظفيري كلمة الشاعرة البصرية منتهى عمران بالنيابة، ومما جاء فيها:"عبدالكريم العبيدي الابن البار لمدينته بقي حريصا على أن يكون شاهدا صادقا على ما جرى فيها، موثقا بسرديته العالية حبكة وجمالية أهم الأحداث والشخوص والأماكن لتبقى وثيقة للأجيال القادمة، لتبقى البصرة حية نابضة بفضل قلمه".
الناقد الدكتور احسان التميمي بين في موجز مقاله النقدي أن "مدونة عبدالكريم العبيدي تنتمي الى أدب الحرائق المتمرد على أدب الحرب، وتسعى الى توثيق الخراب الواقعي والنفسي الذاتي والقيمي الذي أنتجته السلطة القمعية في حقبتي الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي".
وتطرق الناقد محمد يونس الى أن "روايات العبيدي تبرز هيمنة الحقيقة البشرية على المتخيل السردي وتنوع ايقاعات القهر السيري ودلالاته في عناوين الفصول".
الكاتب والصحفي علي الحسيني أشار الى أن "العبيدي عمل على توجيه الاهتمام بالفئات الفقيرة والمستضعفة وبرع في توظيف تقنيات السرد والقص في ربورتاجاته ومواضيعه الصحفية وقام بعرضها بأسلوب مختلف، مثلما وظف الصحافة في أعماله السردية وأنتج لغة لا تبحث عن قارئ نخبوي وتتجاهل فضول القارئ العادي بل كانت لغة الاثنين معا".
وجاء في مداخلة الناقد يوسف عبود ان "العبيدي خرج عن كتابة السرد التقليدي السائد وصار مجددا في الرواية وهذا ما دفعه للقفز الى العربية ليقطف ثمار هذه الجائزة".
كلمة الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق ألقاها الروائي طه الشبيب وتطرقت الى الانجاز الكبير الذي حققه العبيدي. وبين الشبيب أن "روايات العبيدي تخاطب وجدان المتلقي لتحفر في طيات ذاكرته وجع الحرائق والحروب". مؤكدا ان هذا اليوم هو احتفاء يساري تقدمي اقامته جريدة طريق الشعب لمحرر صفحتها الثقافية الروائي العبيدي".
وفي ختام الجلسة الاحتفالية قدم الرفيق مفيد الجزائري باقة ورد تحمل اسم هيئة تحرير الجريدة للمحتفى به، كما قدم الشاعر طارق حسين باقة ورد أخرى مماثلة.