احتفل الشيوعيون العراقيون وأصدقاؤهم وعوائلهم في بودابست بمناسبة الذكرى التسعين لتأسيس حزبهم يوم السبت المصادف 6 نيسان على قاعة مركز الأعداد البشري في بودابست، حيث حضروا من بودابست والمدن المحيطة بها ومن مدن أخرى، وكذلك من المدن البعيدة دبرتسن ومشكولتس وكدلو. بدأ الاحتفال بترحيب عريفي الحفل   الرفيق قاسم اللطيف باللغة العربية، والشابة نرجس مؤيد باللغة المجرية. ثم الدعوة للاستماع  الى النشيدين الوطنيين العراقي والمجري، و للوقوف دقيقة صمت أجلالاً لأرواح شهداء الحزب والحركة الوطنية، واستذكارا لأرواح الرفاق والأصدقاء، بسام فرج، ثامر الزيدي إحسان البياتي ، كوكب حمزة اعتقال الطائي وكريم العراقي الذين رحلوا مؤخراً.
بعدها  ألقى الرفيق حسين فرمان كلمة الحزب بالمناسبة والتي جاء فيها :
نود ان نعرب لكم عن امتناننا العميق لمشاركتكم لنا الاحتفال بالذكرى التسعين لتأسيس حزبنا الشيوعي العراقي، وهي مشاركة ننظر إليها بروح الاعتزاز لما تعنيه من تقدير لتأريخ وسياسة، ومواقف حزبنا و دوره في الحركة الوطنية، وفي عموم نضالات شعبنا ضد الاستعمار والاحتلال والمعاهدات الجائرة، و من أجل الحرية والاستقلال والسيادة، وضد أنظمة الاستبداد والدكتاتورية من أجل التحرر والديمقراطية والتقدم والحياة الكريمة، ونحن إذ نحيي الذكرى التسعين نوجه تحية تضامن للشعب الفلسطيني ونمجد صموده وتضحياته وشهداءه، وهو يواجه حرب إبادة وحشية من قوات الاحتلال الصهيوني..  
إن تجربة السنوات السابقة لم تزكّ المنهج المتبع حاليا في إدارة الدولة وبنائها في العراق، وظهر جليا عجز المتنفذين عن تقديم حلول للأزمة التي تعصف تداعياتها ببلدنا وشعبنا، لذا وضع الحزب موضوعة التغيير الشامل على جدول العمل وتحقيقه يتطلب إقامة تحالف واسع، سياسي وشعبي، من التيار الديموقراطي، والقوى المدنية، ومن الوطنيين، والشخصيات السياسية والاجتماعية، وتحقيق ارادة الشعب في التغيير، والسير على طريق بناء الدولة المدنية والديموقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية..
وهذا ما يعمل حزبنا على تحقيقه ، مع الآخرين عبر مختلف أشكال النضال والعمل، وتفعيل الضغط الشعبي والجماهيري المعول عليه أساساً في تحقيق التغيير المنشود .
لقد بقي الحزب الشيوعي، رغم أهوال الاستبداد والتضحيات الجسام ، حياً متجدداً ومضيئاً الدروب من أجل الوطن الحر والشعب السعيد .
ولقد توهم المستبدون، على الدوام  انهم قادرون على اقتلاع جذور شجرة الشيوعية في العراق ، والقضاء على حزب فهد - سلام عادل . وما كان بمقدورهم أت يروا  حقيقة أن حزبا انبثق من روح الشعب  ولهيب المعارك الكفاحية، ومعاناة الملايين المريرة من الظلم والاستغلال  وعبر المصالح الوطنية الكبرى، وأجترح  المآثر الثورية، ان حزبا كهذا هو الذي وضع التأريخ بيده راية الكفاح من أجل التغيير الاجتماعي وبناء الحياة الجديدة التي يكون فيها الأنسان قيمة عليا..
وقد أرسل الوزير المفوض الدكتور فاضل الشويلي القائم بالأعمال في سفارة جمهورية العراق في بودابست تهنئة جاء فيها ما يلي:
باسمي ونيابة عن كادر موظفي سفارة جمهورية العراق في بودابست وبمناسبة الذكرى التسعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي أتقدم لكم بوافر التهاني والتبريكات داعيا الله أن يوفقكم لخدمة العراق وشعبه وان يديم أيامكم أفراحا وانتصارات في كافة الميادين.

وشاركت رابطة الجالية العراقية في هنغاريا من خلال ممثلها الأخ أحمد الحسيني بتهنئة جاء فيها:

اسمحوا لنا باسم الجالية العراقية في هنكاريا ان نتقدم لكم بأزكى آيات التقدير والاعتزاز بالذكرى ال٩٠ لميلاد حزبكم الشيوعي العراقي المجيد عميد الحركة الوطنية العراقية والمكافح الوطني على امتداد عقوده التسعة من أجل عراق ديمقراطي وطني خال من القهر والظلم والتخلف والتبعية فعلى امتداد نضاله الوطني المشرف قدم عشرات الالاف من الشهداء من أجل الوطن والشعب ومن أجل العدالة الاجتماعية والسلم والتطور ومكافحة كل أنواع القهر والظلم والفساد.

سلاما معطرا بأريج دجلة والفرات لمعدن النضال الوطني العراقي الأصيل الحزب الشيوعي العراقي المكافح العنيد من أجل عراق ينعم بالأمن والاستقرار والتقدم والرفاه الاجتماعي.

  وقرأ ممثل مكتب العلاقات في الاتحاد الوطني الكردستاني الدكتور حسين شورش كلمة بالمناسبة أكد فيها على دور الحزب الشيوعي العراقي ودفاعه عن حقوق الأقليات وحق الشعب الكردي في تقرير مصيره، وكذلك أشار الى النضال والتحالفات المشتركة ضد الدكتاتورية والتعاون من أجل العدالة والتقدم، ثم قرأت تهنئة لجنة المتابعة بين تنسيقيات الخارج للتيار الديمقراطي والتي أشارت إلى أهمية العمل المشترك لتجميع قوى التغيير من أجل بناء نظام ديمقراطي تعددي يستند في جوهره على مبدأ المواطنة وتكافؤ الفرص للجميع. ثم قرأ الدكتور مازن المقت رئيس رابطة الجالية العربية الذي كلمة أشاد فيها بنضال الحزب الشيوعي العراقي في نضاله من أجل الاستقلال ومن أجل الديمقراطية وضد الاحتلال ودعمه لنضال الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه في اقامة دولته المستقلة، كما قرأ الرفيق علي جوني كلمة منظمة الحزب الشيوعي اللبناني هنغاريا، مشيدا بالعلاقات التأريخية بين الحزبين ودعم الحزب الشيوعي العراقي لنضال القوى الوطنية والديمقراطية اللبنانية ضد الاحتلال الإسرائيلي وخلال الحرب الأهلية اللبنانية. ثم شارك الرفيق مسؤول الشرق الأوسط وشمال افريقيا الرفيق عدنان المقداد بكلمة اشاد بدور اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراق ودوره في نشاطات الاتحاد العالمي وكذلك في انتفاضة تشرين. وألقت الرفيقة باسمة كمال الدين كلمة ممثلية رابطة المرأة العراقية في هنغاريا، هنأت فيها الحزب بالذكرى التسعين، وأشادت بتأريخ نضال الحزب منذ تأسيسه ودفاعه عن حقوق المرأة والطفولة.
وبعد انتهاء البرنامج السياسي ابتدأ البرنامج الفني، حيث قدمت الشابة ياسمين قصيدة باللغة المجرية للشاعر الكبير يوجف أتيلا بعنوان (بقلب نقي)، وبعدها قدمت الشابة نرجس باللغة المجرية قصيدة للشاعر العراقي مهدي قاسم (إشراقات) ثم قدمت كل من الشابتين ياسمين وشهرزاد مجموعة من الأغاني باللغة الإيطالية. وبعدها تم تقديم رقصات شعبية مجرية من قبل الشابة نرجس والشاب المجري فيلموش صفق لهم الحاضرون طويلاً.