طريق الشعب
كشف مدير مكتب المفوضية العليا لحقوق الانسان في البصرة، مهدي التميمي، وصول عدد المصابين بحالات الإسهال والمغص المعوي الى 25 الف حالة في المحافظة، فيما حذرت دائرة صحة البصرة من ان استمرار ملوحة مياه شط العرب قبل حلول منتصف ايلول الحالي سيؤدي الى انتشار الكوليرا.
وقال التميمي لوكالة "الفرات نيوز"، ان "حالات التسمم بالمياه وصلت الى اكثر من 25 الف إصابة، وهي بازدياد"، مبينا "حذرنا من خطورة الوضع في المحافظة وتزايد الإهمال سيؤدي الى طرق مسدودة في نهاية المطاف".
وأضاف "اليوم الشارع ليس فقط المتظاهرين بل جميع أهالي البصرة من نساء وشيوخ واطفال في احتقان كبير"، مستدركاً ان "السدود تمتلئ بالمياه ونحن مقبلون على فصل الشتاء ولا نعرف ما هو تبرير الحكومتين الاتحادية والمحلية لازمة تلوث المياه".
وتابع التميمي "لدينا خلية ازمة عليا لحقوق الانسان واصدرنا بيانا اوصلناه الى الأمم المتحدة ومجلس الوزراء، ومستمرون في متابعة الإصابات التي تحصل عند المواطنين وكذلك التظاهرات".
وأشار الى ان "الخلل هو عدم وجود الإرادة الصحيحة والايفاء بالوعود"، مطالباً رئيس الوزراء، حيدر العبادي "بالحضور الى البصرة والاشراف على وزير الموارد المائية وهو يطلق الاطلاقات المائية لإنهاء السم القاتل في المحافظة"..
وأوضح "منذ شهر تموز الماضي ومنذ التظاهرات بلغنا واصدرنا البيانات وطالبنا الحكومة بالتعجيل في الايفاء بوعودها، ومنذ شهرين والحكومة لم تنفذ ولو 1 في المائة من هذه الوعود وحتى الوظائف لا وجود لها، اما ما وعد به رئيس الوزراء من اطلاق 3 ترليونات ونصف الترليون دينار لمعالجة ازمة المياه والكهرباء لم يصل حتى الـ 10 ملايين دينار منها".
واكد "سعي المفوضية لتحريك جميع الشكاوى المستلمة ضد المسؤولين ممن تثبت عليه الإساءة للبصرة ووصولها الى هذا المستوى".
بدوره، دعا مدير دائرة صحة البصرة، رياض عبد الامير، في تصريح صحفي، الحكومة والدوائر المعنية الى ايجاد حلول سريعة قبل انخفاض درجات الحرارة دون الـ40 درجة مئوية حيث تعتبر تلك الدرجات مع استمرار ملوحة المياه وسطا مناسبا لانتشار مرض الكوليرا، مشيرا الى ان الحل الامثل يكمن بالاستغناء تماما عن مياه شط العرب والتحول بأي شكل من الاشكال الى مياه البدعة فقط ولا فان البصرة ستكون امام خطر كبير.
وتابع عبد الامير، ان اعداد الاصابات بلغت كمعدل يومي بين 1500 الى 2500 اصابة بالجهاز الهضمي بين التقيؤ والاسهال، منوها الى ان اعداد الاصابات قد انخفضت في الايام التي تم ايقاف بعض مشاريع مياه الاسالة خلالها، فيما عاودت الارتفاع مع استئناف تشغيل تلك المشاريع. واردف قائلا، ان فرق الصحة سجلت قيام بعض موزعي مياه الـ R0 بخلط تلك المياه مع المياه المالحة كما قامت الدائرة منذ بداية الازمة بغلق 15 محطة تحلية وقتيا حتى استعادتها الشروط الصحية.
وبين مدير صحة البصرة ان دائرته لا تستطيع غلق كافة المحطات دون وجود بدائل لذا وجه الفرق الرقابية بان تتعامل مع المخالفات الادارية للمحطات بالانذار وغلق المخالفة للشروط الصحية فقط.