إستضاف المقهى الثقافي العراقي في لندن الدكتور عادل كنيش مطلوب ليلقي محاضرة في أمسيته الشهرية في نهاية تموز2023اختار لها الضيف عنوان " العلاقة المتبادلة بين العلوم والتكنولوجيا والثقافة ".. ويبدو أن المقهى، وحسنا فعل، أراد تناول هذا الموضوع بعد أن كثر النشر والحديث عن الذكاء الإصطناعي في الآونة الأخيرة، بغية الإحاطة به والإشارة إلى فوائده للبشرية أو مضاره أيضا..

تولى المهندس الكهربائي كريم السبع تقديم المحاضرة وإدارة الحوار مع الضيف مطلوب فأوجز في البدء بالتعريف به بما يلي:

حاصل على البكالوريوس من جامعة بغداد بالهندسة الإلكترونية.

وعلى شهادتي الماجستير والدكتوراه من جامعة مانشستر بهندسة الحاسبات، ونظم الحاسبات ذات الإداء والكفاءة العالية والمتوالية.

له خبرة طويلة في العمل الأكاديمي بمختلف الجامعات.

كان مستشارا علميا سابقا في وزارة العلوم والتكنولوجيا بالعراق.

وهو مختص بنظم التعامل مع اللغة العربية وايجاد المصطلحات العلمية لأنظمة التعليم الآلي.

مهتم بالنشر العلمي باللغة العربية لآخر مستجدات العلوم الحديثة، على شكل مقالات مترجمة وحوارات متعددة في وسائل الإعلام.

قام بترجمة لكتاب (التعلم العميق) الحائز على جائزة (أي أم تورينج)، تأليف إيان كودفلو مع يوشوا بنجيو وآرون كورفيل".

اما بشأن موضوع الأمسية فجاء في تقديم السبع على النحو الآتي: "الثقافة بمفهومها الواسع هو امتلاك الإنسان للخزين المعرفي الكبير الذي بدأ مع قابليته للتفكير وطرح الأسئلة الضرورية والبحث لإيجاد أجوبة منطقية لها. وبالتالي فكل ما أنتجه الانسان من معارف وعلوم ثم أدوات وأجهزة، أصبحت موادا خاما بيد الفنان ليبدع بأصناف الفنون والثقافة المتنوعة الواسعة، من رسم إلى نحت إلى كتابة وأدب إلى موسيقى ثم المسرح والتصوير والسينما وهكذا..." وإستطرد المهندس السبع في حديثه قائلا:

".. وإذا استعرضنا المسيرة الطويلة للتطور العلمي وثقافة الانسان، نرى العلاقة واضحة وجلية ومتبادلة وتتناسب طرديا بين العلوم والتكنولوجيا من جهة وبين الفنون والاجناس الثقافية العامة. وخاصة بالقرون القليلة الماضية اي مع العصر الصناعي، والذي اخذ بالتسارع الكبير واحداث طفرات علمية هائلة غيرت حياة البشر ومعارفه وفنونه، وصولا لما نحن فيه الان بدخولنا العالم (شبه السحري) اي العالم الرقمي، حيث الحاسوب الرقمي وشبكة الانترنت التي تنشر الخبر بنفس الوقت حول العالم، إلى التصوير الرقمي والموسيقى الرقمية، والتلفون الصغير المحمول والذي يعتبر كمحطة اعلامية كاملة، إلى الانسان الآلي الذكي إلى أجهزة البيت الذكية، إلى الواقع الافتراضي المضخم، ثم الذكاء الصناعي وما قد يفرزه من تطورات فنية لاحقا، كل هذا التطور صاحبه توسع في العلوم الإجتماعية ، مثل تطور  الفنون و أوجه الثقافة العامة.

وبنفس الوقت جرى التاثير المقابل أي تأثير الفنون على علوم الطبيعة، فالخيال البشري الواسع وخاصة خيال الفنان حفز هواة العلم في البحث عن المجهول وسبر اغواره، وعلم الفضاء خير دليل على ذلك، إذ منذ القدم راود الانسان فكرة تقليد الطير وتقليد ظواهر الطبيعة".

ثم إبتدأ الدكتور عادل محاضرته بإيراد التعاريف المتفق عليها لكل من العلوم والثقافة وركز على تأثير كل منهما بالآخر فقال:" العلوم والتكنولوجيا والثقافة حقلان مختلفان لكنهما يشتركان بالإبتكارات لكل ما هو جديد؛ منها الإنساني البناء الذي يساهم في خلق حياة بخدمات راقية تلبي كل الإحتياجات التي تتطلبها الحياة البشرية".  وأضاف مؤكدا:

"لم يعد من الممكن بعد الآن الاحتفاظ برؤية للعلوم على أنها مستثناة من التأثيرات الاجتماعية"

. إن دقة أو "حقيقة" النظرية العلمية لا يمكن أن تؤخذ لتفسير قبولها، لأن قبول المجتمع العلمي هو الذي يحدد النظريات التي تعتبر دقيقة وصحيحة".

اما عن تداخل الذكاء الاصطناعي مع الثقافة فقال:

"من الأمثلة البارزة الحديثة على التفاعل بين العلوم والتكنولوجيا والثقافة هو توغل الذكاء الإصطناعي في الميادين الثقافية التي هي، تاريخيا، من اختصاص البشر. فقد اكتسب الذكاء الإصطناعي بعض القدرات الرائعة للتلاعب وتوليد اللغة، سواء بالكلمات أو الأصوات أو الصور. وبذلك اخترق الذكاء الإصطناعي نظام العمل في حضارتنا".

وجاء د. عادل على ذكر ان:" الاب الروحي للذكاء الاصطناعي جيفري هينتون (عالم النفس المعرفي وعالم الحاسوب البريطاني الكندي) صرح لـ بي بي سي نيوز، في 3 من آيار 2023 قائلا: في الوقت الحالي، ما نراه هو أن أشياء مثل GPT-4 يتفوق على البشر في مقدار المعرفة العامة التي يمتلكها ويتفوق علينا كثيرا. وأكد المحاضر على إنه:" يمكن لآلة لديها فهم السبب والنتيجة أن تتعلم أكثر مثل الإنسان، من خلال التنبؤ والتراجع". وكذلك أشار إلى ان الباحثين يميلون في الذكاء الاصطناعي دائما لافتراض التلازم بين السببية والارتباط، حيث إن العلاقات السببية تبدد الغموض الذي يخشاه العقل".

ثم عرض المحاضر قصيدة للشاعر روبرت فروست قال عنها ان الشاعر يتحدث فيها عن الاضطرار إلى الاختيار بين مسارين عبر غابة ويعرب عن أسفه لعدم تمكنه من معرفة إلى اين يقود الطريق الآخر.. حيث انه:" يتخيل كيف ستبدو حياته إذا سار في طريق مقابل آخر". هذا ما يرغب علماء الحاسوب في تكراره باستخدام آلات قادرة على الاستدلال السببي: القدرة على طرح أسئلة " ماذا لو " وأضاف: "في العاشر من نيسان 2019 نشرت Springer Nature أول كتاب تدريسي تم تأليفه باستخدام الذكاء الاصطناعي؛ أظهر ما تجيده الروبوتات في التأليف. الكتاب، بعنوان "بطاريات أيونات الليثيوم" (Lithium-Ion Batteries): وهو ملخص تم إنشاؤه آليا من الأبحاث المنشورة في وقتها، كما يوحي الاسم، فهو موجز للبحوث التي استعرضها النظراء حول الموضوع المعني. ويشمل اقتباسات، وارتباطات تشعبية للعمل المذكور، ومحتويات المراجع التي تم إنشاؤها تلقائيا. كما أنه متاح للتنزيل والقراءة عبر رابط على الشبكة العنكبوتية ".

وعرض المحاضر على الشاشة الكبيرة فيديو علق عليه: "منذ عام 2018، استكشفت تطبيقات الذكاء الاصطناعي (AI) والتعلم الآلي (ML) العديد من التطبيقات في المجالات الفنية والثقافية والطبية. ففي ١١ تموز/يوليو ٢٠٢٣ نشر في مجلة Nature بأنه يمكن لتقنيات الفن الرقمي الآن ابتكار بروتينات جديدة بالكامل يمكن أن تغير من العلاجات الطبية، مخصصة وعاملة حسب الطلب. في الفيديو الذي يعرض امامكم: أداة ذكاء اصطناعي تسمى RFdiffusion صممت بروتينا يرتبط بهرمون الغدة الدرقية. هذا البروتين لم ينتجه التطور الطبيعي، أبدًا، خلال أكثر من ثلاثة مليارات سنة".

ثم تولى المحاضر على عرض فيديوهات توضح بشكل لا يقبل الشك الإمكانات الهائلة والإبداعية بنفس الوقت والتي ممكن ان تكون حكرا على الإبداع الإنساني ويسود الإعتقاد إنها تكتنز الاحاسيس والمشاعر الإنسانية منها:

فيديو يصور ويوفر Art Selfie مدخلاً إلى الفن، حيث يعرض الأعمال الفنية بوجوه تشبه وجهك. عندما تلتقط صورة ذاتية، يقارن نموذج التعلم الآلي صورتك بالوجوه الموجودة في الأعمال الفنية الموجودة في المتاحف. بعد لحظة قصيرة، سترى نتائجك جنبا إلى جنب مع النسبة المئوية لتقدير التشابه المرئي لكل مباراة ووجهك. يمكنك بعد ذلك النقر على ما يشبهك لاكتشاف المزيد من المعلومات عنه وعن فنه، الذي ربما لم تسمع به من قبل.

وفيديو آخر يجيب على سؤال: ماذا لو سمعت اللون؟ يمكن استكشاف الحس المواكب للوحة Vassil Kandinsky و "تشغيل" تحفته الرائدة، Yellow-Red-Blue، بمساعدة التعلم الآلي. يمكن للجميع - ربما للمرة الأولى - الآن تجربة ما يبدو عليه "Kandinsky" من خلال الاستماع إلى لوحته.

اما الفيديو الأكثر اثارة هو عرضه لأداة تصميم رقصات، مدعومة بالذكاء الاصطناعي تم إنشاؤها بواسطة مصمم الرقصات الشهير واين ماكجريجور Wayne McGregor، تولد حركات أصلية مستوحاة من أرشيفه، مما يخلق حوارا مباشرا بين الراقصين وعمله الذي يمتد لـ 25 عاما.

وكان من بين الفيديوهات التي عرضها المحاضر، إلى جانب فيديوهات أخرى، هو عمل الروبوت إلى تأليف مقطوعات موسيقية والعزف على آلات موسيقية متعددة منها البيانو والغيتار والإيقاعات المختلفة وهناك فيديو يعلمك كيفية كتابة الشعر وهو عمل فني جماعي عبر الإنترنت أنشأه الفنان إس ديفلين (Es Devlin) والتقني روس جودوين (Ross Goodwin) والذي يسمح للزوار بإنشاء قصائد بمساعدة الذكاء الاصطناعي. يمكن الوصول إليه عبر الإنترنت عبر الرابط أعلاه.

وإستزادة في إستيعاب تلك الأمثلة والطروحات طلبت إلى الدكتور عادل كنيش مطلوب تزويدنا بالروابط والمصادر التي إعتمدها في محاضرته المهمة إغناء للتغطية الصحفية هذه التي نحن بصدد كتابتها بشكل خاص لصحيفتنا "طريق الشعب " فإستجاب لنا مشكورا وهنا بعض تلك الروابط نضعها تحت تصرف القراء الكرام:

 عرض الحفاظ على اللغات المهددة

https://blog.google/outreach-initiatives/arts-culture/woolaroo-new-tool-exploring-indigenous-languages/

 عرض تاريخ النساء

https://experiments.withgoogle.com/women-in-smithsonian-history

عرض صيانة لوحات غوستاف كلميس

https://artsandculture.google.com/project/klimt-vs-klimt

عرض إيجاد الشبيه

https://www.blog.google/outreach-initiatives/arts-culture/where-world-your-art-selfie/

 عرض سماع الألوان

https://blog.google/outreach-initiatives/arts-culture/discover-artist-who-could-hear-colors/

عرض تصميم الرقصات

https://experiments.withgoogle.com/living-archive-wayne-mcgregor

إنشاء قصائدك الخاصة بمساعدة الذكاء الاصطناعي

POEMPORTRAITS https://artsexperiments.withgoogle.com/poemportraits/poem

هذا ولم تفت المحاضر معالجة ما يجري في الوطن من عدم إكتراث بالتقدم الحاصل في مجالات العلوم والتكنولوجية ووضع السلطات المتنفذة العراقيل امام الإبداع في مختلف مجالات الثقافة والتراجع في العملية التربوية والإكاديمية في بلادنا حيث ذكر:

" هذا ما يجري في العالم المتحضر، الذي أساس وجوهر اهتمامه هو الانسان؛ أما في بلدنا المنهوب؛ فإن العلوم والتكنولوجيا والثقافة فإنها بحسب قناعتهم "رجس من عمل الشيطان، فاجتنبوه"

للسياق التاريخي نبدأ بالنشاط الثقافي في عراق ما بعد المقبور صدام؛ الذي بدأ بإصدار وزارة الثقافة وثيقة "نهجنا الثقافي" وملحق الخطة التنفيذية للوثيقة أثناء إدارة الوزارة من قبل الاستاذ مفيد الجزائري، وتقييم اليونسكو للوثيقة على انها "انجاز مهم". تلي ذلك في 2004 التهيئة لإعداد مؤتمر المثقفين العراقيين بواقع 19 ورشة عمل يحضر كل ورشة منها من 40-50. بعد هذا الاعداد؛ عقد المؤتمر في 12-14 نيسان 2005، وتم تنفيذ 16 ورشة عمل. المؤتمر الذي كان رئيس لجنته التحضيرية شهيد الثقافة كامل شياع الذي ذكر في معرض افتتاحه للمؤتمر بأن "هناك حاجة ماسة يدركها المثقفون والمبدعون وشغيلة الفكر وكذلك المؤسسة الثقافية لإجراء تغييرات عميقة في نظام الإنتاج الثقافي السائد في بلدنا... أولينا أهمية خاصة للوسط الجامعي باعتباره رافدا أساسيا من روافد الثقافة الرصينة".

كانت احدى ورشات العمل مخصصة للثقافة العلمية الذي جاء في توصياتها إن "إن العلم مفاهيم ونظريات وقوانين لها منطقها المحايد. اما النشاط العلمي فهو توظيف هذه المفاهيم والنظريات والقوانين من اجل الوصول إلى غايات محددة لها مضمونها القيمي في ميادين الاقتصاد والسياسة والايديولوجيا. وعليه فأما ان يكون هذا النشاط العلمي إنسانيا ينصر الكرامة البشرية، واما أن يكون أنانيا عدميا يستهدف تكديس الأرباح على حساب تهميش العقل البشري وافراغه من المشروع الكوني الكامن فيه". شملت التوصيات أبواب الكتابة والنشر، الثقافة المرئية والمسموعة وأبواب أخرى تدلل على التداخل الرصين بين العلوم والتكنولوجيا والثقافة".

بعد انتهاء الدورة الوزارية للأستاذ الجزائري جرت حملة مكارثية وكارثية ضد الكادر المهني المتخصص في الوزارة وجرى طمر قرارات وتوصيات مؤتمر المثقفين العراقيين.

إن سياسة حكومات المحاصصة الكارثية للأحزاب الطائفية والاثنية المهيمنة هي إشاعة عدم الاستقرار في الوزارات التي تكون خارج حصصهم، ومنطلقا من ممارساتهم في وزاراتهم التي استلموها بجعلها ضيعا لأحزابهم، يعتقدون بان الوزارات الأخرى ستكون كذلك؛ لذا عند تسليمها إلى قوى مختلفة في دورات وزارية متتالية ستقوم كل جهة بـ(تفليش) كادر الوزارة وإعادة تركيبه من جديد.

هذا ما جرى مع وزارة العلوم والتكنولوجيا؛ وعندما اكتشفوا بان هذه الوزارة كانت عصية عليهم، بسبب البناء الرصين الذي قام به الوزير السابق رائد جاهد فهمي، وامتدت خدمات الوزارة لتشمل جميع محافظات العراق التابعة للحكومة المركزية؛ قام "مجلس الوزراء" بطمر ما ينفع من علوم حقة تبني الانسان والحياة وتفرض الأمان.... وانشغلوا بما تستهويه نفوسهم في تقنين الفساد وجر الناس إلى القهر والجوع بتطبيعهم على الجهل والانانية، فألغوا الوزارة بقرارهم المشين رقم 312 لسنة 2015 والذي حمل توقيع "رئيس الوزراء" في حينه السيد حيدر العبادي.

 أبدى مدير الأمسية المهندس كريم السبع ثلاث ملاحظات تعقيبا على المحاضرة، الأولى كانت حول المقارنة بين أجهزة الكومبيوتر وعقل الإنسان، وأشار إلى ان الهدف الأساسي كيفية صناعة الآلية في تلك الأجهزة المشابهة لخلايا مخ الإنسان وهذا هدف بعيد المنال جدا، بسبب صعوبة تكثيف الخلايا الألكترونية وتصنيعها إضافة إلى اختلاف حجم مخ الإنسان وإنشغاله بإمور شتي في آن واحد.. والملاحظة الثانية حول قصيدة فروست "الطريق الذي لم يسلك أبدا" وهذه فكرة جميلة تنطوي على خيال فنان رائع تطرح السيناريو الذي لم يحدث، فعندما يكون المرء في مفترق طرق، في غياهب غابة مجهولة، فما عليه الا ان يكتشف ويجرب وما سيؤدي به تعدد الطرق التي (لو..) سلكها .. الـ (لو) هذه لو تحدث ستكشف عن مسارات ومعلومات وإضافات  وإحتمالات كثيرة ..اما الملاحظة الأخيرة التي طرحها السبع فكانت عن الخطورة الناتجة ، فقال منذ قديم الزمان ، يضعون لكل مهنة ما يعترض تنفيذها من مخاطر .. لذا وضعوا اخلاقيات المهنة، وهذه دونتها قوانين حمورابي، ولهذا الان يدرسون اخلاقيات صنع الروبوت وأهم شروطها عدم إضرارها بالإنسان.

حظيت الأمسية بمداخلات من الحضور إستهلها الأستاذ الصيدلاني صباح يعقوب أثنى فيها على ملاحظات السيد السبع وتساءل ما قصده المحاضر حين مقارنته بين العلوم والثقافة حين قال ان اللغة تؤثر بشكل كامل على ثقافة مجتمع ما، وانه لا يتفق مع ذلك الطرح وهنا أورد مثالا على إنسان الكهوف الذي كان ينتج فنا (بالرسم) على الجدران ليعبر عن مشاعره وليروي الأحداث اليومية التي يمر بها، ويستخلص من ذلك ان ثقافة ذلك المجتمع كانت بدون لغة. وكانت مداخلة الأستاذ قحطان طالب ان كثيرا ما يستخدم التقدم التكنولوجي في غير صالح البشرية، فقوى الرأسمال العالمي تستغل ثروات الشعوب وتستثمرها لصالحها.. وهناك مخاطر ينطوي عليها العالم الرقمي على الصعيد الشخصي فلو تعطلت حاسبة شخص ما سيضيع كل أرشيفه وسوف لا يوفر غوغل له تعويضا لذلك الفقدان.. ثم أثنت الدكتورة سلمى السداوي على ذكر المحاضر لمسألة تدوين منجزات المرأة بمساعدة التقنيات الحديثة مما يحفظ لها حقوقها وسعيها الجاد بإتجاه مساواتها وطرح الفنان التشكيلي فيصل لعيبي صاحي تساؤلا عن إمكانية الذكاء الصناعي في إعادة تقديم تسجيلات صوتية او مقولات حدثت في أزمان قديمة مثلا هل أصبح ممكنا، إزاء هذا التطور بمديات الذكاء الاصطناعي، استعادة صوت شخصية مثل شخصية المسيح أو غيره مثلاً؟! ولأن الأمسية كانت تنقل بالبث المباشر على الفيسبوك عبر عدسة الإعلامي سمير طبلة طرح الأخير مداخلتين جاءت عبر الأثير الأولى للناقد مؤيد الحيدري والثانية للبروفيسور محمد الربيعي. وكانت المداخلة الأخيرة للأستاذة الروائية والقانونية بدور زكي محمد أشارت فيها ان ما يقوم به الذكاء الاصطناعي سيغمط حق الملكية للمبدعين وسيخلق مجالا لتشويه أفكار او خطب لمفكرين وسياسيين مثلا.

تناوب المحاضر ومدير الأمسية بالتعليق والإجابة على تلك المداخلات.. وقارب وقت الأمسية الساعتين كانت متابعة الحضور لها بإهتمام واضح وبعدد حضورها وبهذا يثبت المقهى سعيه لتقديم الجديد في المجال الثقافي وهو بهذا يستقطب اهتمام جمهور واسع يحضر نشاطاته وآخر يتابع نشاطه من خلال البث المباشر وماينشره من توثيق على صفحته بالفيسبوك.

عرض مقالات: