توافد عصر يوم الاحد المصادف 14 تموز 2024 العشرات من بنات وأبناء الجالية العراقية في ميونخ الالمانية تلبية لدعوة التجمع الديمقراطي العراقي في المانيا للاحتفال بالذكرى 66 لثورة 14 تموز المجيدة .

دعا عريف الحفل الشاعر علي غريب السماوي الحضور بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء العراق ثم عزف النشيد الوطني تلاه كلمة التجمع الديمقراطي العراقي التي القاها الزميل الفنان عدنان سبتي عضو التجمع وشكر فيها الحضور والشعراء والفنانين الذين لبوا الدعوة وكل من ساهم في التهيئة لانجاح هذه الفعالية الثقافية العراقية وأكدت الكلمة على (  أن منظومة المحاصصة الطائفية والقومية والفساد الحاكمة وبرلمانها الذي لايتمتع بالشرعية الشعبية تصر على تجاهل هذا اليوم الوطني الكبير ومسحه من ذاكرة ملايين العراقيين الذين عاصروا تلك الفترة بسنهم قانون العطل الرسمية الذي تجاهل يوم تأسيس الجمهورية العراقية (14 تموز 1958 ) .  إن إحياء هذه المناسبة هو وفاء لملايين الآباء والأجداد الذين خرجوا يوم 14 تموز 1958 في جميع محافظات العراق وبمختلف شرائحهم وانتماءاتهم مؤيدين لهذه الثورة وإعلان تأسيس الجمهورية التي حققت لهم مكاسب سياسية واقتصادية واجتماعية.)

ودعت كلمة التجمع الى ( لملمة الصفوف وتوحيد جهود جميع الديمقراطيين والتقدميين والوطنيين المستقلين في ميونخ والمدن المحاذية لها وتشكيل فرع للتجمع خاص بكم للحصول على الموافقات الرسمية المطلوبة وممارسة نشاطكم ضمن تجمع منظمات المجتمع المدني في المدينة .)

ثم جاءت كلمة الجالية العراقية في ميونخ التي ألقاها عضو التجمع د. قاسم السعداوي التي  جاء فيها ( أن إثارة الجدل الدائر بين العراقيين حول ثورة 14 تموز فيما إذا كانت ثورة أم انقلاب ، ماهو الا محاولة من قبل المنظومة السياسية الحاكمة التي ارتبطت مصالحها بالرأسمال العالمي لتحريف الحقائق التاريخية وشيطنة الثورة الشعبية التي لاقت دعما وتأييدا منقطع النظير من قبل الملايين من فقراء العراق منذ يومها الاول ، وتلميع صورة النظام الملكي الذي مارس أبشع الاساليب ضد معارضيه بما فيها التصفية الجسدية والاعدامات العلنية لقادة الحركة الوطنية وتعليقهم في الشوارع والمجازر التي قام بها ضد االوطنيين كمجزرة سجن الكوت التي قتل وأصيب فيها العشرات من مناضلي الحركة الوطنية، ومجزرة أضراب عمال النفط في كاورباغي وأعدامات ثوار أنتفاضة الحي  تضامنا مع تأميم قناة السويس 1956، وقتل المتظاهرين في وثبة كانون عام 1948 وألاعتقالات الكيفية التي تعرض لها مناضلو الحركة الديمقراطية وأنشاء السجون الرهيبة مثل سجن نقرة السلمان، لقد مهدت نضالات شعبنا العراقي وأنتفاضاته الباسلة الطريق لهذه الثورة الشعبية التي استطاعت ان تحقق تحولا نوعيا في العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد وحققت الاستقلال السياسي والاقتصادي من الاحتلال البريطاني ، كما أنصفت كادحي العراق وحققت لهم مكاسب ووفرت لهم نوع ما حياة كريمة كالعمل والسكن والتعليم والخدمات الصحية وشرعت العديد من القوانين التي أنصفت المرأة والعمال والفلاحين ، كل هذه التحولات عمقت من الوعي السياسي والثقافي للمواطن العراقي . )

وألقى عريف الحفل الشاعر المبدع علي غريب السماوي قصيدة بعنوان :

 للزعيم الخالد عبدالكريم قاسم وثورة 14 تموز المجيدة

1

إسمك ...ضي

دربك ...ضي

إلك كل الشعب يشتاكَ

مثِل شجرة إشتاكَت...المي

يمِن إنتَ الشهيد

يمِ إنتَ الشهيد....الحي

2

بسهولة القصايد تنكتب

ماكلفنا الأمر تأخير أو......تقديم

بسهولة القوافي تنرسِم

في حفلَة .....التكريم

إذا بيها  إسم إبن الشعب

والثورة....والتأميم

حلوة القصايد إذا

تتغنى بإسم........عبدالكريم

3

مدفون مالك كَبر

وبكل بيت إلك......صورة

مغدور ياأجمل فجر

شاف الشعب....نورة

عهداً إلك عهدا إلك

نمضي بنفس الدرب

والثورة....منصورة

رايات عُمال وفلِح

وأقوالك......المأثورة

موش إنت إبن الشعب

موش إنت عهدة ......ونورة

محلاك يوم 14

مِن أعلنِت جمهوري الحكم

وبيدك تخِط.......دستوره

 ياقائد  إختارة الوطن

وكل الشعب......جمهورة

شنوصِفك شنوصفك ياسيدي

آية إنت بكتاب الوطن

الآية إنت.........والسورة

تلاها قصيدة القاها الشاعر كريم الهلالي وفي مقطع منها :

هله وميت هله

بمصباح تموز الاغر

بيه غنت عصافير الصبح

 تتغاوه وي حبات المطر

وشمسنه شمسين اشرگت

ومدت ضواها

يدغدغ أعثوگ‌ النخل

بگطرة نده

 على شفاف السحر

والعيد شحلاته من

يدگ بيبان الأيتام

شايل على امتونه ضحكة فجر

ظلمه وجزاها الفرح

والدمع ما بطل

جان ويانه ممشه العمر

مر ذاك القطار محمل

بيدر محنة

مر من محطات سومر وبابل وأشور  

حاضن بين جفوفه

نجوم وبدر

ومرت بولاياتنا روجاته 

فاض وتبده بخيره علينه النهر

كان سرد الذكريات التي حفرت في وجدان بعض الاخوة الضيوف عن الثورة المجيدة تركت إنطباعها المؤثر لدى الحضور حيث تحدث الضابط المتقاعد لفته عبد الرضا  والدكتور الاخصائي في جراحة العظام هادي زين العابدين أنورعن ذكرياتهما عن الايام الاولى للثورة والانجازات التي حققتها فيما بعد والتي وضعت العراق على طريق التقدم والمدنية والازدهار .

بعدها جاء دور عرض للازياء العراقية والكردية أعدته مصممة الازياء السيدة لمى فندي ومساعدتها التي قامت بعرض فلم فيديو مع شرح لخطوات أعداد التصاميم ومواد أنجازها في مشغل السيدة لمى فندي ثم قدمت مجموعة من السيدات الحاضرات عرضاً زاهيا ورائعاً للازياء العربية والكردية نالت استحسان وأعجاب الجمهور .

 ولم يغب الفن التشكيلي عن هذا المهرجان الثقافي العراقي بعرض لوحات للفنانتين السيدة أبتهال الخالدي والسيدة سفانه خضير اللتين تحدثتا عن أعمالهن وسيرتهن الفنية

وقد أثارت أعمالهن الجميلة أهتمام وفضول الحضور .

ثم ألقى الفنان الموسيقي علاء الحركاني قصيدة كتبها بعنوان :

[ رِثَاءُ الْغِيَاب ]

 

لَمْ ألتَفِت حِينَ تَركتُ الدَّارَ

لكِنِّي التَفَتُّ بَعْدَها أَلفَ مَرَّة

بَلْ بِعَدَدِ نجومِ المَجَرّة

 

لَمْ أَعِ هَوْلَ الْهَجْرِ حِينَها

وَفَورة الثَّورَة المُرَّة

وحِسَاب السِّنينَ العَرَّة

 أهكَذا بَدٰا الغِيَابُ سَهلاً؟

ثُمَّ فَضَحَ الحَنينُ سِرَّه

وَنَسيَ الْأَصْحَابُ عَهْدَهُم

علَى حِينِ غَرّه؟

 صادَقتُ كَنائِسَ العواصِمِ

وأَجراسها الشَّاهِقَةُ الحُرّة

وجَلَستُ علىٰ مَقاعدِ المُؤمِنين

أُعِيد حِسَاباتي، وأَجْمَعها كُلَّ مَرَّة

 أَهذِهِ الأَرْضُ هيَ أرضِي؟

والنَّاس هُنا أَهلي

وبِالخَيرِ أَنْعَمُ والمَسَرَّة؟

 أَمْ كُنْتُ حَالِماً مُنتَفِضاً

يَلوحُ أَمامَهُ الْحَقُّ!

فَيَغفَلُ عَنهُ عَمَّا يَغُرّه!

 هُنا ..

صَوتٌ لا يَسمَعهُ غَيّري

وهُناكَ ..

صَمْتٌ أشْعُرهُ

رَغمَ السّكُوتِ وعَدَمِ جَهرَه

 مالَكُم بِتُّم كَأَحجارِ الجِبالِ

لا تَنطِقُوا الْحَقَّ .. ولَو نِصف مَرَّة

هل نَسِيتُمُ الماضِيَّ

أَمْ رَسَت عَلىٰ أَلسِنَتكُم جَمرَة؟

 كَيفَ لِي أَنْ أَذْرِفَ الحَالَ؟

ولِيَ وطَنٌ

لَا يَعرِفُ غَير اللَّهِ سِرَّه!

 فَلا البُعد حَلٌّ كَي نَستَريح بهِ

ولا العَوْدُ باتَ أمراً

فيه من الإتيانِ عِبرَة

ـ.....

 لَمْ الْتَفِت حِينَ تَرَكتُ الدَّار

لكِنِّي الْتَفَتُّ بَعْدَهَا أَلفَ مَرَّة !!

وقدمت الشهادات التقديرية بأسم التجمع الديمقراطي العراقي في المانيا للدكتور قاسم السعداوي لجهده المتميز في التحشيد والتنظيم والتبرع بتوفير المأكولات العراقية وكذلك للشعراء والفنانين الاخوة عدنان سبتي ، علي غريب السماوي ، كريم الهلالي وعلاء الحركاني ، كما قدمت شهادة تقديرية لعارضة الازياء المتميزة السيدة لمى فندي لتقديمها عرضا رائعا للازياء وكذلك للفنانتين السيدة أبتهال الخالدي وسفانة خضير لمشاركتهن في عرض أعمالهن الفنية.

المطبخ العراقي بأكلاته الشهية كان حاضراً تحت أجواء عراقية حميمية ، وفي ختام هذا المهرجان الثقافي تعاهد الحضور على تكرار مثل هذه اللمة الثقافية العراقية المتميزة قريبا .