بحضور كبير وتحت شعارات "عاشت الذكرى 90 لميلاد ربيع الحركة الوطنية العراقية" و "المجد لشهداء الحركة الوطنية العراقية" و "لا للفساد... لا للمحاصصة الطائفية"، و"نطالب بعراق مدني ديمقراطي يحترم التعددية والعدالة الاجتماعية"، أقام أنصار الحركة الوطنية العراقية في مشيكان احتفالهم السنوي يوم 5 نيسان 2024، محتفلين بالذكرى التسعين لميلاد ربيع الحركة الوطنية العراقية كتعبير للانتماء للوطن وللتاريخ السياسي الوطني المُشَرف وللأيادي البيضاء، واعتزاز بتأريخ الشهداء الأبرار الذين نثروا ورودا حمراء بتضحيتهم من أجل وطن حر وشعب سعيد.
افتتح الزميل عادل أسمرو الحفل مرحبا بالحضور وملقيا مجموعة من قصائده بالمناسبة، وشارك الفنان عميد أسمرو وفرقته بالجانب الفني من الحفل. وبعدها ألقى كلمة الحفل والذي جاء فيها:
"عسنك يا حزبنا بعافية وخير وعسا حلمك حقيقة وواقع يصير"
لا ريبَ في أن من بين دلالات الاحتفال بهذه الذكرى المجيدة أن هذا الحزبَ انبثق من تربة العراق ومجتمعهِ ووجدان كادحيه ومثقفيه، لتمتدَ جذورُه عميقا في بلاد الرافدين، وتظلُّ ينابيعُه، التي نعود إليها كلَّ حين، تروي شجرة هذا الحزب الخضراء دوما.
تسعون عاما، مفعمة بالتجارب والمحن والتحديات والآمال مرّت ودربُ النضال المجيد ما يزال ممتدا أمامَنا وفيه نغذّ المسير صوب غاياتنا الساميات.
إن هذا الاحتفال مناسبةٌ أخرى لتجديد العهد، بعزيمة الشيوعيين المعهودة وتصميمهم على أن نمضي إلى الأمام نحو آفاق أرحب، ونشق الطريقَ نحو غدِ بلادِنا الوضاء.
تسعون عاما.. من مسيرة النضال.. من أجل وطن حر وشعب سعيد، من أجل أن يستيقظ العامل ويرى المطارق تدق صروح الحياة المفعمة بالأمل والعدالة الاجتماعية والمساواة، من أجل الفلاحين لينشروا عطر الشلب ورائحة البرتقال في ربوع العراق، من أجل ان يكون للمرأة دورا متميزا في حياة المجتمع.
تسعون عاما من الأدب والمسرح والتشكيل والغناء والقصيدة التي تدق أبواب القلب فتربت على اكتاف المضطهدين وتقول لهم " يومنا قريب لنرى دروب الحرية والعدل والتأخي القومي".
تسعون عاما من أجل ان ينال شغيلة الفكر والمعرفة فضاء الحرية الابداع بدلا من السجون والمشانق
من أجل يركض طفلا كل صباح إلى مدرسته وبيده راية العراق ترفرف بدلا من رايات الخرافة والتخلف.
لقد كان وجودُ الحزب الشيوعي، الذي يجمع في سياساته ومواقفه بين الوطني والطبقي، ويناضل من أجل مصالح شغيلة اليد والفكر، ويدافع عن حقوق المرأة والعدالة والمساواة في مكانتها ودورها في المجتمع، وعن حقوق الإنسان وتطلعات الشباب وآمال المثقفين التنويريين، ويحترم الحريات الدينية ويدعو إلى التسامح والتعايش السلمي والتنوع الثقافي، ويتمسك بحق الأمم في تقرير مصيرها، ويسعى إلى إقامة الدولة المدنية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، كان هذا الوجود ضرورةً موضوعية زكّاها التاريخُ ومنحها حياة متجددة.
لقد توهّم المستبدون، على الدوام، أنهم قادرون على اقتلاع جذور شجرة هذا الصرح العظيم، والقضاء على فكر فهد وسلام عادل، وما كان بمقدورهم أن يروا حقيقة أنه انبثق من روح الشعب، ولهيب المعارك الكفاحية، ومعاناة الملايين المريرة من الظلم والاستغلال، وعبّر عن المصالح الوطنية للبلاد، واجترح المآثر الثورية، أن حزبا كهذا هو الذي وضع التأريخُ بيده رايةَ الكفاح من أجل التغيير الاجتماعي وبناء الحياة الجديدة التي يكون فيها الإنسان ُقيمة عليا.
تسعون عاما، مفعمة بالتجارب والمحن والتحديات والآمال، مرّت ودربُ النضال المجيد ما يزال ممتدا أمامَنا، وفيه نغذّ المسير صوب غاياتنا الساميات. إن هذا الاحتفال مناسبةٌ أخرى لتجديد العهد، بعزيمة الشيوعيين المعهودة وتصميمهم، على أن نمضي إلى أمام، نحو آفاق أرحب، ونشق الطريقَ نحو غدِ بلادِنا الوضاء، مستندين إلى خبرة التاريخ، ومنهجنا الفكري والنظري العلمي لتحليل وفهم الواقع المتغير، ومتمثلين الدروس البليغة من تجاربنا.
تسعون عاما، وسنبقى نحتضن بغداد وكل مدن العراق ونردد:
لا أحد سيزع فوق مئزر نهديك حدائق البرتقال إلا انت َ يا كاظم الجاسم
لا أحد سيبلل شفاهك بالورد إلا انتِ يا وصال الشلال
لا أحد سيوقد نار نوروز في حدائقك إلا انتَ يا سعدون
لا أحد سيعيد ضحكة الاطفال والعدالة للأمهات إلا انتِ يا عايدة ياسين
لا أحد سيرفع العلم مع طلاب المدارس إلا انت َيا منعم ثاني
لا أحد سيرسم نزهة الشباب في شارع الرشيد إلا انتَ يا باسل الطائي
لا أحد سيبني لك جبلا من الثلج إلا انتَ يا توما توماس
لا أحد سيرمم طريق خلاصك إلا انتَ يا سلام عادل
لا أحد سيمنحك الفكر النيّر ويعلمك حُب الوطن إلا انتَ يا يوسف سلمان فهد
لا أحد سيجمع ذريتك على شواطئ دجلة والفرات إلا أنتَ يا حزب الشهداء.
شكرا لكم حضوركم وعهدا لشعبنا على أن تبقى رايتُنا خفاقةً في سماء العراق من أجل مستقبله المضيء.
دمتم بخير
وشاركنا في الحفل زملاؤنا القادمون من كندا وشيكاغو ومن الولايات الأخرى.
وعلى أنغام الموسيقى والورود الحمراء واصوات الزغاريد تم قطع كيكة الذكرى التسعين من قبل الحضور والمشاركين.
وتميز الحفل الكبير بتنوع الحضور الذي ضم كل اطياف والوان الشعب العراقي وكان بحق احتفالا لكل العراقيين والذين شاركوا بالحفل لدعم مسيرة الحركة الوطنية الديمقراطية المدنية.
وأمتد الحفل حتى ساعة متأخرة من الليل وسط اهازيج وهتافات وفرح الحاضرين الذين يحذوهم الامل بأن يجتاز العراق هذه المحن الصعبة، مع الوعد باللقاء مجددا في العام القادم للاحتفال بالذكرى الواحدة والتسعين لتأسيس ربيع الحركة الوطنية.