طريق الشعب
ضيّفت "مؤسسة الحوار الانكلوعراقية" في المملكة المتحدة، أول أمس السبت، أستاذة الأدب في جامعة نيوكاستل، الروائية العراقية – البريطانية د. أمل (أميلي) سيرل بورتر، في أمسية عنوانها "مائة عام من العلاقات البريطانية العراقية.. عائلة بورتر مثالا".
الأمسية التي حضرها جمع من الأدباء والمثقفين وأساتذة الجامعات من العراقيين والعرب، والتي أدارها مدير "مركز الدراسات الانكلوعراقية" في المملكة المتحدة د. نديم العبد الله، استعرضت فيها د. أمل المولودة في بغداد لأب انكليزي وأم عراقية، جوانب من الحياة العامة للمجتمع العراقي، من خلال قصة يسردها والدها سيرل بورتر الذي دخل العراق سنة 1917 كمهندس كهرباء ضمن الجيش البريطاني، واستقر فيه وتزوج من أمها البغدادية، حتى توفي ودفن فيه ابان ستينيات القرن الماضي.
القصة التي استعرضتها الضيفة، مليئة بالحوادث المجتمعية المثيرة. إذ سجل فيها والدها انطباعاته عن العراق في رسائل كان قد بعثها إلى شقيقته دورا بورتر. وكانت د. أمل قد ترجمت الرسائل إلى اللغة العربية، وأصدرتها في كتاب حمل عنوان "تلك البلاد.. العراق في رسائل ما بين الحربين العالميتين"، عن "دار شهريار للطباعة والنشر" في البصرة.
وتنقلت الضيفة في استعراضها تلك الرسائل، بين مدن البصرة وبغداد وكركوك، باعتبارها المحطات الثلاث التي سكن فيها والدها، والذي ينزح من أسرة اشتهرت بصناعة السكك الحديد، مشيرة إلى ان لوالدها في كل محطة من محطاته قصصا مع عامل أو فلاح أو نجار أو مغن أو قصاب، ولافتة إلى انه كان يجيد سبع لغات، تعلمها حينما سافر إلى الهند مع والده.
وسلطت د. بورتر الضوء على شخصيات بريطانية لعبت دورا مؤثرا في نشأة العراق الحديث، مثل المسز غيرترود بيل، التي قدمت إلى العراق من مدينة نيوكاستل البريطانية ذاتها، والتي كان لها دور في تأسيس المتحف العراقي.. وهو المتحف الذي عملت فيه د. بورتر نحو خمسة عشر عاما.
كما تحدثت عن الكولونيل توماس إدوارد لورانس، المعروف بـ "لورنس العرب"، الذي ساعد العرب خلال ثورتهم ضد الدولة العثمانية عام 1916. إلا انها انتقدت بعض دور النشر التي عمدت إلى نشر رواياتها باللغة العربية من دون أن تأخذ منها اذنا شخصيا أو مسوغا قانونيا. ثم تطرقت بالتفصيل إلى معاناة المثقف العربي مع دور النشر العربية، بسبب ضعف القوانين التي تردع القرصنة والتجاوز على حقوق المؤلف. وبعد مداخلات قدمها العديد من الحاضرين، وقعت د. أمل بورتر نسخا من كتاب والدها، ووزعتها