الرفيق حمه رشيد قره داغي شخصية معروفة عند اكثرية پیشمه‌ركة (أنصار) الحزبين الشيوعي العراقي والشيوعي الكوردستاني لسببين رئيسيين: اولا ـ كرفيق شيوعي ونصير في صفوف أنصار الحزب والعمل النضالي معهم نصيرا وقائدا، وثانيا ـ بصفته كرئيس لجمعية البيشمةركة الانصار القدامى للحزب الشيوعي الكوردستاني، ونائبا لجمعية الپیشمه‌ركة القدامى في كوردستان، ونشر مذكراته في كتاب، ونستطيع ان نقول بان تلك الذكريات بداية جيدة لكتابة التأريخ النضالي للرفاق وپیشمه‌ركة الحزب الشيوعي.

الرفيق حمه رشيد بلغة سلسلة وسهلة يشرح شخصيته وانه منذ الصغر حتى كتابة مذكراته تعرض لمشاكل عديدة وبعد رحيل والده اصبحت واجباته والتزاماته أكثر تعقيدا إذ توجه في صباه، إلى العمل للإيجاد لقمة العيش له ولوالدته وشقيقاته وشقيقه وفي نهاية المطاف أصبح مقاولا وتحسنت ظروفه المعيشية، وفي تلك الايام بدأت الملاحقات والاعتقالات للشيوعيين والتقدميين الاحرار من قبل حزب البعث العربي والنطام الدكتاتوري الدموي لصدام حسين وتوجه الرفيق حاله حال الرفاق الشيوعيين الآخرين، إلى الجبال.

في عمر الشباب انتمى للحزب الشيوعي العراقي وفي تلك الايام الصعبة ومثلما يقول ناضل مع الشيوعيين في منطقة قره داغ من أجل الشعب والوطن والمستقبل المشرق للكادحين والطبقات المسحوقة وخاصة العمال والفلاحين، وبعد العمل السياسي والتنظيمي التحق بأنصار حزبنا الشيوعي العراقي في (السرية العاشرة) المناضلة.

في مذكراته يشير الرفيق حمه رشيد، إلى تجاربه كنصير بيشمةركة وقائد ومشرف على اعمال الانصار والمشاركة في عدة معارك قتالية ضد الاعداء اضافة، إلى العمل السياسي والاجتماعي.

الرفيق حمه رشيد في تدوينه وكتابته للحوادث لم يكن دقيقا وعلى سبيل المثال كتب في الصفحة 149 قائلا: غي عام 1985 اتسعت رقعة الحرب بين العراق وإيران وامتدت، إلى المنطقة وحلبجة وتم احتلالها ولكن الصحيح عندما شن نظام الدكتاتور صدام حسين هجوما بالاسلحة الكيمياوية عام 1988 جرى احتلال المدينة، وفي الصفحة 94 و95 يقول دخلنا قرية قزلر حيث سطر الرفاق الشيوعيون ملحمة في القتال ضد النظام البعثي في نهاية 1979 والصحيح وبالضبط جرت معركة قزلر في 24/3/1980.

يتطرق الرفيق حمه رشيد، إلى فتح مقرات الحزب الشيوعي العراقي في بله بزان، بيتوش، وادي موسى، دولكان وقره داغ، ويتطرق، إلى استشهاد عدد كبير من الرفاق الشيوعيين وحسنا ما قام به الرفيق رشيد عندما يتحدث عن شهداء الحزب ويتذكرهم يتذكر شهداء الاحزاب الاخرى الذين استشهدوا مع رفاق الحزب الشيوعي.

بسبب تأزم وتعقيد الاوصاع وصراعات الاحزاب الكوردية أصبح لنا عدوان، النظام البعثي الدكتاتوري من جهة والاتحاد الوطني الكوردستاني من جهة اخرى، وخصص الرفيق رشيد عدة صفحات لحرب الانصار وعملية الاختفاء، وهذه العملية فصل هام في تلك الايام القاسية والصعبة من كفاح ونضال الشيوعيين، ويتطرق الرفيق، إلى بسالة الرفاق في نضالهم المشرق، وتعرض هو شخصيا، إلى الموت بسبب حادثتين: الاولى من لدغته الثعبان (الحية) والثانية من لدغة العقرب ولكن بفضل ومساعدة اطباء الحزب نجا من الموت.

يتحدث الرفيق حمه رشيد، عن تشكيل الافواج (البتاليونات) في قاطع السليمانية وكركوك: الفوج الرابع گرمیان، الفوج السابع هه ورامان، الفوج التاسع السليمانية والفوج الخامس عشر قره داغ، ويتطرق الرفيق، إلى مرحلة ما بعد تحرير كوردستان ونضال الافواج العائدة للحزب التي قامت بالحفاظ على سدي دوكان ودربندخان، وان القيام بهذه المهام (الحفاظ على السدين) تم بحثها مع جلال طالباني الذي اسحسن عمل افواج الحزب.

يشير الرفيق قره داغي ،إلى المعارك والملاحم التي سطرها الشيوعيون  مثل : زنكنة كرميان ،  قزلر، بولقاميش، بكربايف، سويله ميش ، تازه شار، قرية الشيخ حميد في بناري گل، تحرير ناحيتى قره داغ و نوجول، احمد برنه وجبل زردة،  كما يذكر المعارك الشرسة التي قام بها النظام الصدامي المقبور في عمليات الانفال القذرة  في : ميرياسي منطقة البرج بين السليمانية وقره داغ ، ديوانة ، كلوش ،  قلاقايمز،  بنارى كل وكرميان، ويتحدث الرفيق عن شجاعة رفاق حزبنا الشيوعي والاخوة  مقاتلي الاتحاد الوطني الكوردستان  ، وفي تلك المعارك البطولية ضد النظام البعثي وجحوشه  امتزجت دماء الشيوعيين مع دماء اخوتهم في الاتحاد الوطني الكوردستاني.

الرفيق حمه رشيد تحدث قليلا عن قاطع السليمانية وكركوك  ودور الرفاق والشيوعيين، وهو كعضو في القاطع يعلم جيدا بأن مهام القاطع كان صعبا جدا وخاصة في تدبير : معيشة الرفاق والانصار  اليومية  عند تواجدهم في مقرات الحزب  ، الملابس والاحذية ، شراء المعدات العسكرية وبالأخص الطلقات المختلفة، الراتب الشهري للبيشمةركة الانصار وعوائلهم ، المساعدة الشهرية لعوائل الشهداء، ورغم تلك المهام الصعبة  كان القاطع  يصرف على  التنظيمات المدنية  وتنظيمات المحافظات  ويساعد القواطع الاخرى، وكان المصدر الاساسي للاموال والمساعدات : فعاليات رفاقنا الانصار  في المعارك وتحرير المدن  وربايا العدو  والكمارك  ، وان الرفيق  لا يتحدث بجملة واحدة عن الرفيق  ابو لينا ( محمد النهر)  مسۆل القاطع  كما لايتحدث عن الرفيق رۆوف الحاج محمد گولانی

(جوهر) القائد والمسۆل العسكري للقاطع والمختص في مجال المعارك والعمل الأنصاري الذي استشهد وأعدم من قبل السلطات البعثية المجرمة، ويتطرق الرفيق، إلى الادارة بقوله كانت لدينا ادارة!؟؟؟ كان الافضل ان لا يذكر تلك العبارة... الادارة ماذا  وكيف كانت ؟؟؟.

بتطرق الرفيق حمه في كتابه ،إلى الحوادث  ولكنه لا يشير ،إلى اوقاتها واوضاع المنطقة وللمثال يذكر في الصفحة 174 ،إلى جرح الرفيق البيشمركة الرفيق آشتي غفور الذي اصيب  في عموده الفقري من المواجهة مع العدو الجبان في معركة بناري كل  وتم نقله من كرميان ،إلى شاربازير ولكنه لا يتطرق ،إلى المنطقة  ورحى الحرب العراقية الايرانية حيث القتال الشرس وبكافة المعدات الحديثة ، وللاسف اوصلوا الرفيق اشتي وهو شبه ميت ،إلى مقر حزبنا في جالاوة ، وكنت مع الرفيق ماموستا سردار المسۆولين في المقر وقررنا ايجار تراكتور وارسال الرفيق اشتي ،إلى منطقة سفرة وزرون ومن هناك نقله بواسطة بغل ،إلى الاراضي الايرانية وقمنا فعلا بارسال اشتي وبمرافقة الرفيق كامران مام علي رش وقد تعرض الرفيقان بسبب الهجوم الايراني للمنطقة ،إلى مصاعب كثيرة ولم يكن سهلا ايصال رفيق شبه ميت ،إلى ايران ،  وان اخبار المعارك والجحيم عند الرفيق كامران وحسب علمي ينشرها كرواية.

*** للتوضيح والتصحيح:

في ملحمة سويله ميش استشهد نصير واحد من الحزب الاشتراكي الكوردستاني وهو الشهيد شيخ جلال  وليس شهيدين  كما يذكر الرفيق قره داغي.

كتب الرفيق حمه رشيد في الصفحة   161  قائلا: جاء الرفيق ابو سرباز ،إلى شاربازير عام 1986 والتقى بالاخوة في الاتحاد الوطني الكوردستاني  ولكن الصحيح كان الرفيق ابو سرباز مسۆول قاطع السليمانية وكركوك  في قريتي چه‌مه‌ك وسپیارولم يكن الاتحاد الوطني موجودا في المنطقة وقد ارسل الرفيق ابو سرباز رسالة بيد الرفيق حمه صالح سورداشي ( ماموستا سردار) وبرفقة النصير حمه ي دولي ،إلى الاخوة في الحزب الديمقراطي الكوردستاني ـ ايران ( حدكا) الذي توسط بين حزبنا الشيوعي والوطني الكوردستاني لتطبيع العلاقات ما بعد مجزرة بشتاشان ونقل ماموستا سردار الرسالة ،إلى الاخوة حدكا  في قرية كه ورة دي ، وبعد فترة ذهب الرفيق ابو سرباز برفقة الرفيق نوروز شاويس، إلى دولى جافاية تي وتم توقيع اتفاقية تطبيع العلاقات وعلى اثرها تم ارسالي والرفيق ماموستا سردار وعدد من الرفاق وحمولة 3 بغال من الاسلحة والمواد وتوجهنا بواسطة الدليل الاخ مجيد حتى وصولنا منطقة كركاشة  في الان ومكثنا ليلة واحدة في مقر الاتحاد الوطني وفي اليوم التالي خرجنا باتجاه دولى جافاية تي  وكنا في منعطفات ماوت وسمعنا من اذاعة الاتحاد الوطني بيانا والمذيع يهدد ويقول : لم يجف حبر الاتفاقية والحزب الشيوعي العراقي يشن هجوما علينا!؟؟  ولكن العكس هو الصحيح الشيوعيون لم يشنوا الهجوم وانما الاتحاد هاجم رفاقنا وافتعلوا قتالا وتعقيد الاوضاع من جديد وكانت الغاية اشتعال القتال والقيام بايدي جبانة لعمليات قذرة واستشهاد الرفيق الشجاع على الحاج نادر، ونحن في الطريق اخذنا جانب الحذر حتى وصولنا قرية كابيلون وكان والحق يقال عدد من كوادر الاتحاد الوطني باستقبالنا وبعد استراحة اخذونا، إلى وادي خلف قرية جالاوة وللتندر أطلقنا على مقرنا الذي حدده لنا الاتحاد حسب الاتفاق (القدر)!

في الصفحة 255  يكتب الرفيق حمه رشيد ، الرفيق احمد رجب  ومن جراء القصف المدفعي اصيب بجرح في يده، صحيح انجرحت ( كسر اصبعي ـ البنصر) ، ووجود شظية كبيرة في قدمي اليسرى وشظاياصغيرة في طهري ولم يكن في مستوصف الحزب في دولي كوكا المخدر ماعدى البثدين

Pethidine لتخفيف الالام ، واراد الدكتور دلير اخراج الشظية من قدمي دون ان اتعرض للآلام وفي هذا الاثناء دخل المستوصف الرفيق خالد كركوكي ( ابو فيان) ولما رأى محاولات الدكتور دلير اخذ بلايس وبقوة سحب الشظية ، وانهال عليه الدكتور بالسب والشتائم وطرده من الغرفة لأنه زاد من الامي. ان جسيمات الشظايا الصغيرة في ظهري وقدمي مصدر ازعاج والام ولم يستطيع الاطباء في طهران وموسكو والسويد من اخراجها ويقولون إذا حاولنا اخراجها فأننا سنقطع الاعصاب ونزيد الالام.

بالرغم من المواضيع الايجابية في مذكرات الرفيق حمه رشيد قره داغي توجد حزمة من العيوب والظواهر السلبية وهي محل انتقاد وكان الافضل للرفيق ان يشير، إلى الرفاق الاخرين ودورهم وهو يعلم جيدا ان رفيقا واحدا لا يستطيع القيام بتلك المهام، حبذا لو اشار الرفيق، إلى دور الرفاق الاخرين والابتعاد من ترديد ـ انا وانني ـ لتكن الاستفادة أكثر وأكثر للشيوعيين والناس.

خصص الرفيق 33  صفحة للوثائق ( الدوكومينت) و ولكن للاسف لايمكن الاستفادة منها لان اكثرها سوداء من جراء الطبع الرديء و 41  صفحة  للصور.

18/11/2022

عرض مقالات: