دروس الحياة :

في بداية عام 1983 وبمجيء الرفاق من خارج الوطن وقاطعي بهديان واربيل ازداد عدد رفاقنا في مقر الحزب الشيوعي العراقي في قرية دولكان لذا اتخذنا القرار بنقل المقر إلى مقر قاطع السليمانية وكركوك في قرية حاجى مامند، وكان الرفيق ابوتارا يشكو من آلام احدى ساقيه التي اصيبت في معركة مدينة سنة ٍ{كوردستان} واجتمعنا في الليل لبحث كيفية التنقل واخترنا الرفيق جلال علي دولت {شيرزاد} النصير البيشمةركة الناشط والملتزم لمساعدتنا.

في صباح يوم 4/1/1983 تهيأ الرفاق {  بينهم عدد كبير من الرفيقات} وحملنا المواد والمستلزمات على اربعة بغال وبدأت مسيرتنا على الثلوج والطرق المجمدة  داخل اراضي شرق كوردستان ( ايران) ومع هبوب الرياح الباردة شعرنا بالبرودة وعند وصولنا إلى قرية خجك ( خرجك) ظهر امامنا جبل كمو في ناحية ماوت ورأينا الطائرات الحربية التابعة لنظام الدكتاتور صدام حسين وحزب البعث العربي تعود بعد ان قصفت المدن الايرانية والكوردستانية , وكان التعب باديا على وجوه الرفاق ووصلنا بعد عصر اليوم إلى قرية نيوران ورحب بنا الاخوة في الحزب الديمقراطي الكوردستاني ( حدكا) والاكثرية منهم يعرفون الرفيق ابوتارا، وانزلنا الحمولات عند بيت في القرية وتوزع الرفاق والرفيقات لتناول المقسوم من الاكل، وكنا، انا والرفيق ابو تارا ضيفين عند الاخ هاشم كريمي عضو اللجنة المركزية في ( حدكا) وقضينا معا ليلة جميلة وساعات ممتعة.

في اليوم التالي لمسيرتنا وبعد تناول الفطور حملنا البغال وشرعنا في المسيرة وكانت الثلوج كثيرة والطرقات مجمدة ويقع رفيق ليقوم ويقع آخر حتى وصلنا إلى منطقة فيها وادي مخيف وقمنا باعطاء الرفاق النصائح وطلبنا منهم السير بهدوء وفي هذا الاثناء تزحلق احد البغال وسقط مع حمولته على ارتفاع ستة أساو سبعة امتار وعلى الفور نزلت مع عدد من الرفاق وقمنا بفصل الحمل عن البغل الذي كان منهوك القوى واضطرينا توزيع الحمل على انفسنا وبصعوبة وصلنا قرية جمباراو ونزلنا في جامع القرية وأنزلنا الحمولات واعطينا العلف للبغال وتوزعنا على البيوت وبقينا اربعة ايام، والقرية تقع على الحدود بين العراق وايران ومن الممكن ان الدولتين زرعت جواسيسها هنا وبقاؤنا بشكل خطورة ومن الضروري الخروج منها، وعقدنا اجتماعا مصغرا, انا والرفاق ابو تارا وشيرزاد ووعدنا ابو تارا بانه يستطيع المشي على الجليد إلى قمة جبل سوره بان، وتقرر ذهاب شيرزاد مع نصير { پیشمه‌رگه‌} آخر إلى قرية جالة خزينة واحضار بغل والعودة إلى قمة الجبل  لمساعدة الرفيق ابو تارا في النزول ونحن نؤجر شبان من القرية لمساعدتنا إلى القمة، وفي الصباح ذهب الرفيق شيرزاد ورفيقه حسب خطتنا، ونحن اكلنا الفطور وحملنا البغال وبدأنا صعود جبل سورة بان وكان والحق يقال ان ابو تارا ابدع ووصل القمة سيرا على الاقدام،  وعند الوصول إلى القمة كان الرفيق شيرزاد ورفيقه بانتظارنا، وبدأنا النزول وكانت الثلوج تغطي الطريق وبمشقة وصلنا قرية جالة خزينة و من ثم قرية جنارة وبقينا فيه ليلة واحدة وفي الصباح بدأت مسيرتنا إلى قرية حاجى مامند ووصلناها بعد ساعات الظهر وفي مقر قاطع السليمانية وكركوك اكلنا لنقضي اياما في الاستراحة، وتجدر الاشارة بان الملبند (القاطع) الاول للاتحاد الوطني الكوردستاني كان في نفس القرية.

9/3/2021

عرض مقالات: