دراسة احتواها كتاب بـ (206) صفحة من القطع المتوسط صدر في طبعته الأولى عام 2016 عن دار الرواد المزدهرة للدكتور ثامر الصفار المختص بفلسفة الإيكولوجيا فهو باحث وكاتب ومترجم في قضايا الفلسفة والإيكولوجيا، نشر العديد من الدراسات والأبحاث بالعربية والإنكليزية في عدد من المجلات والصحف العربية والإنكليزية.
جاءت الدراسة بأثني عشر فصلاً سبقها تقديم ومقدمة، لتنتهي بـ ” بدلا من الخاتمة”. الدراسة اعتمدت على أكثر من مئة مصدر وبذلك فقد جاءت رصينة وموضوعية.
الفصل الأول - (المادية)
تقول المادية:” إن أصل وتطور كل ما هو موجود يعتمد على الطبيعة وعلى المادة.
- نشرت العديد من الملاحظات العلمية لماركس (لم تكن منشورة) حيث اتضح أن ماركس كان حريصاً على متابعة التطورات العلمية وإنه كان يطالب أن يكون العلم مادياً إذا ما اراد ان يكون علمياً.
الفصل الثاني - (الإيكولوجيا)
- يتناول الباحث بطلان الاتهامات التي تعرض لها ماركس التي تقول بعدم اهتمامه بالإيكولوجيا.
- في ص27 اقتبس هذا النص للمؤلف، حيث يقول:”...ففي العصور الوسطى ولغاية القرن 19، كانت النظرة الغائية هي المسيطرة على العالم وهي تقول بوجود السلسلة العظيمة للكائنات، وهي تفسر كل ما هو موجود في الكون بلغة العناية الربانية أولاً، وثانياً بأن الرب قد خلق الأرض هي مركز الكون، والزمان والمكان محدودان. هذه النظرة أظهرت أن:
- المادية أزاحت الأرض عن مركز الكون.
- واكتشفت لا محدودية للزمان والمكان.
- واكتشفت أن تأريخ الأرض غائر في الزمان.
- البشر نوع من القرود أما الرب فقد أزيح من الكون المادي.
- كما تم اكتشاف الاعتماد المتبادل بين البشر والأرض.
- اما عن داروين فيشير الصفار الى ما كتبته “راشيل كارسون”: [ان الانسان يتأثر بنفس الظروف البيئية التي تتحكم بحياة آلاف الأنواع الأخرى التي يرتبط معها بروابط تدرجية].
- وأيضاً يقول: [يمكن فهم الأهمية الفائقة للمادية في تطور الفكر الايكولوجي من خلال:
- كل شيء مرتبط بشئ.
- كل شيء يجب ان يذهب الى مكان ما.
- الطبيعة تعرف الأفضل
- لا شيء يأتي من لا شيء.
الفصل الثالث - (انتقادات)
- حدد ماركس 8 نقاط جوهرية عند مناقشته وتحليله “للجانب المدمر في الزراعة الحديثة” وردت في المجلدين الأول والثالث من رأس المال:
- الرأسمالية خلقت شرخاً لا يمكن إصلاحه في العلاقة بين البشر والأرض.
- يتطلب هذا ترميماً نظامياً.
- نمو الزراعة والتجارة في ظل الرأسمالية سيوسع حجم الشرخ الايضي.
- ضياع خصوبة التربة يجد انعكاسه في تلوث المدن.
- تتشارك الصناعة والزراعة الممكننة في هذه العملية التدميرية.
- كل هذا يمثل تعبيرا عن العلاقة العدائية بين المدينة والريف في ظل الرأسمالية.
- استحالة قيام زراعة عقلانية في ظل الظروف الرأسمالية الحديثة.
- الظروف القائمة تحتاج الى تنظيم عقلاني للعلاقة التبادلية (الايضية) بين البشر والأرض في المستقبل.
- ويقول د. الصفار:
- “ان مفهوم ماركس عن الشرخ في العلاقة الايضية هو العنصر الأساس في نقده الايكولوجي.
- “ان ماركس وأنجلز تطرقا الى إزالة الغابات والتصحر، التغيرات المناخية، تبضيع الحيوانات، التلوث، الفضلات الصناعية، إعادة استخدام المنتوجات، استنزاف مناجم الفحم، فيض السكان، التدرج والتدرج المشترك للأنواع.
الفصل الرابع – الإيكولوجيا بعد ماركس وأنجلز
يقول الصفار:
- ان ماركس وأنجلز قد تمكنا من الإمساك بلب الموضوع، ويعرّج على أخر ما كتب أنجلز حول موضوع الطبيعة وقوانينها.
- أستعرض بعض ملامح المرحلة الستالينية وتأثر علماء الإيكولوجيا بسياسته.
- وكتاب (الوراثة والارتقاء) لـ “كريستوفر كاودويل” والذي منع من النشر الى عام 1986.
- هناك مفاهيم ومصطلحات ومنها “التعاقب الايكولوجي” و”القدسية الايكولوجية”.
- ويُنهي الفصل بما يلي: “إن ارتباط المادية بالديالكتيك في أي تحليل علمي سيوفر طاقة عالية عند النظر الى الإيكولوجيا والمجتمع، الى التأريخ الطبيعي والتأريخ الإنساني.
الفصل الخامس – اتجاهات الحاضر
- يتناول الكاتب نشوء المجتمع الرأسمالي وما نشهده اليوم من نتائج العملية التخريبية التي نتجت عن الثورة الصناعية والثورة النفطية وتطور الصناعات أدت الى نشوء تراكم تخريب بيئي وبالتالي فإن الاعتراف بأن التوسع الرأسمالي يهدد بدمار الحياة البشرية امر ليس مبالغاً به. فما العمل؟ وللإجابة يقول الصفار: “هناك نقطتان جوهريتان:
- نمط الإنتاج والاستهلاك الراهن في البلدان الرأسمالية المتقدمة.
- إن حماية البيئة هي استحقاق أنساني”.
- ويستنتج د. الصفار:”تبدو الماركسية مؤهلة أكثر من غيرها بالكثير من الإمكانات لمواجهة الازمة لأنها تستند الى نظرة مادية ضمن شروط الإنتاج المادية للمجتمع.
الفصل السادس – المادية ودارون
- يتناول الباحث تدرج وتطور أفكار داروين بخصوص “تحول الأنواع”.
- إن نظرية داروين بدأت تأخذ حيزاً مهماً مع تطور علوم وانتشار أفكار (التدرجية) و (الإحاثة) و(الجيولوجيا).
- ثبّت الباحث نقاط مهمة جداً، يمكن اختصارها:
- اتخذت المادية شكلين مرتبطين ببعضهما (الميكانيكية والحيوية).
- ان داروين كان يعيش حالة من الصراع الداخلي مع أفكاره المادية حول تحول الأنواع.
- عادت فكرة ان دماغ الانسان هو مجرد عضو من أعضاء الجسم تتحدد وظيفته بالتفكير.
الفصل السابع- المادية وماركس الشاب
- يتناول المؤلف بدايات تطور الفكر المادي لدى ماركس معتمداً في ذلك على أطروحة الدكتوراة التي حملت عنوان “التمايز بين فلسفتي ديمقريطس وأبيقور حول الطبيعة، مع ملحق”، يقول المؤلف: “الاطروحة لم تصل كاملة حيث ضاع الفصلان الأخيران الرابع والخامس من الجزء الأول.
الفصل الثامن – أبيقور
- يقول ابيقور “لاشئ خلق من لاشئ بفعل قدرة الهية “ وأن “الطبيعة لا يمكن ان ترتد الى العدم”.
- سعى ابيقور الى تخليص الطبيعة من القدرات الخارقة للآلهة ورفض الحتمية المطلقة.
الفصل التاسع – ماركس وابقور
- قدم ماركس أطروحة الدكتوراة 1841 وكان محورها وفحواها “فلسفة ابيقور”.
- دافع ماركس بكل جدارة عن فلسفة ابيقور من خلال نقده اللاذع لمنتقدي ابيقور.
- انتبه ماركس الى القصور في فلسفة الطبيعة عند ابيقور (الطبيعة الميكانيكية).
الفصل العاشر- ماركس وفيورباخ
- كتب ماركس مقالة “مناقشات حول قانون سرقة عيدان الخشب” التي مثلت نقطة تحول فكري في حياة ماركس كما دفعته الى دراسة الاقتصاد السياسي.
- يشرح علاقة ماركس بأفكار فيورباخ.
- آمن ماركس أن [الاقتصاد السياسي يحمل مفاتيح فك اسرار موضوعة الاستحواذ الإنساني – المادي على الطبيعة].
- درس ماركس في باريس الاقتصاد السياسي الانكَليزي والاشتراكية الفرنسية. وتوصل الى:
- أن “الانسان يعيد انتاج كامل للطبيعة”.
- “عدائية الملكية الخاصة إزاء الطبيعة”
- ويشير الصفار الى ان الشيوعية بالنسبة لماركس لم تكن سوى: “الإلغاء التام للملكية الخاصة وهي الحل الأنجع للصراع بين الانسان والطبيعة وبين الانسان وأخيه الانسان”.
الفصل الحادي عشر- المفهوم المادي عن التأريخ
هناك عناوين داخل هذا الفصل تناولها المؤلف وهي:
- الايدولوجيا الألمانية.
- موضوعات عن فيورباخ.
- الجيولوجيا التأريخية والجغرافية التأريخية.
- نقد” الاشتراكيون الحقيقيون”
- ماركس والبروموثيوسية الميكانيكية لبرودون
- البيان الشيوعي/يعد واحدا من أهم الوثائق في الفكر الماركسي وقد صاغه ماركس استناداً الى الوثيقة التي خطها أنجلز بعنوان “مبادئ الشيوعية”. ويقول المؤلف تحت هذا العنوان:” بودي تقديم قراءة جديدة لهذه الوثيقة من الناحية الايكولوجية”.
الفصل الثاني عشر- التبادل المادي بين الطبيعة والمجتمع
يتألف هذا الفصل من العناوين التالية:
- فيض السكان وإعادة إنتاج البشر
- ماركس وجيمس اندرسون
- ماركس، ليبيخ والثورة الزراعية الثانية
- ليبيخ وعملية انحطاط التربة
- نظرية ماركس عن الشرخ الايضي
- تاريخ المفهوم
- التحليل الماركسي للاستدامة
بدلا من الخاتمة
أهم الاستنتاجات
- تحليل ماركس لقضية تدمير الطبيعة لصالح التراكم في معالجته للريع العقاري الرأسمالي وعلاقته بالزراعة الصناعية.
- رفض ماركس تحويل الأرض الى مجرد سلعة، إن المجتمع البرجوازي قد حول كل المخلوقات الى ملكية. السمك في الماء والطير في الهواء، الأشجار فوق الأرض. كل المخلوقات الحية يجب ان تصبح حرة.