طريق الشعب

حذرت وزارة الصحة العراقية، مؤخرا، من كارثة تلوح في الأفق بسبب استمرار التجمعات دون رادع وما تسببه من انتقال سريع لعدوى فيروس كورونا، مشيرة الى ان الضعف في تطبيق الاجراءات القانونية بحق المخالفين يعني انتشار الموت في المجتمع. وفي الشأن ذاته، أكدت أطراف نيابية وحكومية وجهات مختصة، إن البلد مقبل على أزمة صحية حقيقية جرّاء ضعف الواقع الصحي وعدم التزام الكثير من المواطنين بالتعليمات فضلا عن الإصابات الكثيرة التي تعرضت لها الكوادر الطبية والتمريضية.

أرقام غير متوقعة

قال وكيل وزارة الصحة، حازم الجميلي، في مقابلة متلفزة تابعتها “طريق الشعب”، إن “أرقام الإصابات والوفيات الحالية غير متوقعة، وكان يفترض أن يتم الالتزام من قبل المواطنين لعبور الأزمة بأربع نقاط، هي ارتداء الكمامة، والوقاية الشخصية، والتباعد الاجتماعي، ومنع التجمعات أو المشاركة فيها”.

وتابع الجميلي “ما حدث من تجمعات في شهر رمضان ومن بعده عيد الفطر هو من ضاعف عدد الإصابات وجعلها تتجاوز الألف والألفين. وسنذهب نحو المجهول ونحو كارثة إذا لم تمنع التجمعات بصورة جدية، فيوميا تحدث الكثير من التجمعات ويجب أن يكون هناك ردع. الاصابات كلما زادت، زادت شدتها، وعدد الوفيات والأيام المقبلة صعبة”.

ونوه الوكيل إلى إن “من يقبض عليهم بسبب تنظيمهم لتجمعات يتم إطلاق سراحهم فيما بعد نتيجة الوساطات وغيرها وهذا ما أدى إلى التمادي في الخروق”، لافتا إلى إن “هناك ضعفاً في تطبيق القرارات الصادرة من لجنة الصحة والسلامة الوطنية”، مبينا “كنا نتمنى إصدار أو تطبيق قرارات ملزمة بحجز او سجن من يدعو لتجمعات ولو لشهر، وللأسف هناك كثيرون غير ملتزمين وتتسبب تصرفاتهم نشر الموت في المجتمع وهذا خطر لا يقل عن الإرهاب”.

وشدد على ان “اصدار قرار بالعودة إلى الحياة الطبيعية غير مطروح بالفترة الراهنة، فالحكومة لم تقل انها سترفع الحظر بعد العيد بل ستدرس الأمر وقرارات اللجنة العليا للصحة والسلامة ملزمة وغير قابلة للنقاش”.

توقعات متشائمة

في الأثناء، رأى عضو لجنة الصحة النيابية، عبد عون العبادي، بأن تسجيل العراق 5 الاف اصابة يوميا بفايروس كورونا امر وارد جدا.

وقال العبادي في تصريح لوكالة “بغداد اليوم”، إن “العراق سجل اول ٤٠ يوما من انتشار فايروس كورونا ألف اصابة فقط، واليوم نسجل ارقاما تزيد عن 2000 اصابة يوميا ما يعطي فكرة واضحة على حجم انتشار الفيروس خاصة مع وجود شرائح واسعة وكبيرة لا تصدق بوجود الوباء رغم التهامه ارواح الالاف خلال الاشهر الخمس الماضية”.

واضاف العبادي، ان “ ظروف العراق في ظل الجائحة صعبة، والفترة القادمة تتطلب فرض حظر جزئي مع تكثيف أكبر واوسع لحملات التوعية والتثقيف ودفع المواطنين للالتزام بالإجراءات الوقائية والابتعاد عن التجمعات بكل عناوينها وبقوة القانون”، لافتا الى ان “الرادع القانوني ما يزال ضعيفا وهذه مشكلة يجب الاعتراف بها”.

واشار العبادي الى انه “على سبيل المثال تايوان والتي تعدادها أكثر من 100 مليون نسمة سجلت 6 حالات وفاة فقط في حين دول أكبر منها سيطرت على الوباء من خلال ثقافة التوعية وهذا ما يجب الانتباه له”، معتبرا “وصول العراق الى مرحلة يسجل فيها ٥ آلاف اصابة يومية، امر وارد، وربما يسجل أكثر من ذلك إذا لم يدرك المواطن خطورة الوباء وسبل الوقاية منه”.

“الحظر لا يحقق أهدافا الصحة”

من جانبه، أكد عضو خلية أزمة الرصافة، عباس الحسيني، أن هدف وزارة الصحة لا يحققه حظر التجوال.

وقال الحسيني لوكالات الأنباء، أن “معطيات الاصابات بفيروس كورونا وارتفاعها وانخفاضها والتزام الناس بالتعليمات، هي من تحدد تمديد الحظر من عدمه”.

واشار إلى أن “الهدف المرجو لوزارة الصحة لا يحققه الحظر الجزئي أو الكلي وانما الحظر الصحي هو المرجو من ذلك وهو ارتداء الكمامات والتباعد المكاني والتزام الناس بالقوانين والضوابط وعدم التجمع”، مبينا أن “غلق المدن والشوارع بالكتل الكونكريتية لا يحقق هدف الوقاية”، فيما لفت إلى إن “اجتماع لجنة الصحة والسلامة العليا، سيكون قبل نهاية الحظر المفروض، اما يوم السبت او الجمعة، لتعلن عن مقرراتها بخصوص استمرار فرض حظر التجوال او الغائه”.