طريق الشعب
ساهم المنتفضون خلال الاسابيع الماضية في حملات واسعة لمساعدة الكادحين والفقراء من ابناء الشعب، مع تنظيم فعاليات تطوعية للتعفير والتعقيم. وفي حين بقي العديد منهم في ساحات الاعتصام، ويصر الاخرون على مواصلة الاحتجاج السلمي عبر وسائل مختلفة في ظل استمرار حظر التجوال الصحي، انطلقت مؤخراً دعوات لتنظيم فعاليات احتجاجية مليونية حال انتهاء خطر وباء كورونا، للتذكير بالمطالب التي رفعت طيلة فترة الانتفاضة ولتأكيدها.
وفي هذا الصدد قالت الناشطة في ساحة التحرير رُسل احمد لـ"طريق الشعب": قررنا ابقاء الخيم في ساحة التحرير مع اجراء عمليات التعقيم والتعفير، وارتداء الكمامات والكفوف، والسيطرة على الدخول والخروج من الساحة، كون الحل يكمن في الاستمرار وان المماطلة لن تنفع معنا نهائيا.
واضافت رسل احمد ان " استمرار وجودنا في الساحة يشير الى استمرار مطالبنا، وان العودة اليها بعد الحظر أمر لا بد منه بعد خسارتنا للكثير من الشهداء على هذا الطريق، ونحن نريد قيادة حقيقة صادقة وقادرة على تحريك الوضع المأزوم".
وقال الناشط المدني مشرق الفريجي: "يجب ان يعلم الجميع بأن الثورة اصبحت تسري في دماء الكثير من المنتفضين، خصوصاً مع هذا العدد الكبير من الشهداء الذين لم تجرِ محاسبة قاتليهم، ولازال الشعب يعاني من نظام المحاصصة والفساد. لذا فان عهدنا هو الثبات حتى تحقيق ما خرجنا من اجله". وتابع الفريجي قائلا: بما انه "لم يتحقق شئ على ارض الواقع، فسيكون سبيلنا العودة والتضحية والنضال من اجل التغيير. وسيستمر ذلك حتى بعد تشكيل الحكومة وحتى نلمس بوادر حقيقية للتغيير"
من جانبه قال المحامي سجاد سالم لـ "طريق الشعب" ان " القوى السياسية الفاسدة تعول الآن على عامل الوقت لإنهاء الانتفاضة، وهناك سعيٌ لتحجيمها عبر استهدافها إعلامياً وعزلها عن حاضنتها الاجتماعية الكبيرة. لذلك فان مسألة العودة الى الساحات واردة الان جداً.
ويضيف سالم ان" نستغل هذه الفترة لتقييم تجربة الانتفاضة وتجنب العثرات مستقبلا، استعداداً للحراك القادم. ونحن نحذر من عدم الاستجابة لمطالبنا، لان ذلك سيقود فئات كبيرة من المهمشين والفقراء الشباب الى خيارات أخرى، خاصة مع تفاقم سوء أحوالهم المعيشية والاقتصادية، في ظل تداعيات أزمة الوباء العالمي والازمة الاقتصادية".
فيما يؤكد الاعلامي والمتظاهر حسن رجب ان "الانتفاضة مستمرة حتى اقتلاع نظام المحاصصة من جذوره ومحاسبة المشاركين فيه. فمشكلتنا مع نظام تشكل على اساس طائفي رجعي منتهي الصلاحية، نظام لم يحقق تطلعات شعبنا في العيش الكريم، ونحن ليست لدينا رغبة في اضافة عام آخر من البؤس الذي عشناه طيلة السبعة عشر عاما الماضية. لقد فقدنا الثقة بالطبقة السياسية الفاسدة".
ولفت الشاعر والمتظاهر محمد فاضل الى "انطلاق دعوات من معتصمي ساحة التحرير وناشطين مدنيين، للعودة الى ساحات الاحتجاج بصورة اكبر بعد رفع حظر التجوال وانتهاء خطر وباء كورونا". وبيّن ان "المطالب لا تزال شاخصة في تشكيل حكومة قوية مستقلة عن نظام المحاصصة، تعمل على محاسبة قتلة المتظاهرين وتهيئ بصورة سريعة لانتخابات مبكرة".
في حين اشار الاكاديمي حسن فالح الى ان "العودة الى ساحات الاعتصام ضرورة لا بد منها، خاصة وان المنتفضين لم يدفعهم الى مغادرة ساحات الاعتصام سوى الوباء، الذي انتشر في الفترة الاخيرة عالميا وليس في العراق فحسب". ويضيف فالح لـ "طريق الشعب" ان "على القوى السياسية الاستجابة السريعة للمطالب المشروعة، فالمرحلة القادمة ستشكل خطراً عليهم ارتباطا باجراء الانتخابات بصورة مبكرة، كون الشعب "مفتح باللبن" على حد قوله.