في 21/3/2010 رحل عنا الدكتور والباحث العلمي الرفيق مصطفى الدوغجي الشيوعي العنيد والفيزيائي المثقف الناقد ورجل السلام وبصمت هو الآخر تاركا خلفه ارثا سياسيا وطنيا لم يهادن يوما الطغاة، وموقفا جسورا في مواجهة الحكام المستبدين، واعتزازا بمكانته العلمية، وزهدا عن الرزايا،وثقافة للسلم!

كان ابا واخا صديقا للشبيبة الشيوعية والديمقراطية اينما التقاها! مع انتمائه الى الحزب الشيوعي منذ نعومة اظفاره، وتحمله الكثير من المعاناة والعذابات في السجون وفي زنازين الانظمة المستبدة السابقة. ومنذ ان اكمل تحصيله العلمي في الاتحاد السوفييتي كان يتطلع ان تسنح الفرص لتسخير علومه الفيزيائية في خدمة الانسانية والغد الوضاء، وقد ادرك مبكرا ان تحقيق هذه التطلعات تستوجب الحياة الآمنة المستقرة والاجواء الديمقراطية المناسبة! كان مثالاً للالتزام الحزبي الرفيع المستوى، ولم يثنه شيء عن مواصلة نضاله في صفوف الحزب! عرفناه في موسكو وعدن ودمشق عاشقا للحياة، ولكن ليست اية حياة، بل حياة العزة والكرامة والدفاع عن القيم الرفيعة والمبادئ السامية التي آمن بها وكرس حياته من اجل تحقيقها وضحى بالغالي والنفيس دفاعا عنها!

سيظل الدوغجي علما من اعلام الحزب والشعب والوطن له مكانته في الحركة الوطنية والنخبة العلمية والمثقفة التقدمية، واسمه بين الخالدين، وسنحكي لأحفادنا عن مآثره وعظمة اساليبه التربوية. لم ولن يقفل دور وسجل الدكتور مصطفى الدوغجي بمراسيم الرحيل بعد ان ترك لنا تجربة زاخرة وحية في النضال والصبر على اعباء النضال، ودرسا يؤكد ان الوطنية العراقية ثمارها لكل العراقيين، واعباؤها على كل العراقيين.

عرض مقالات: